الناس «الشمال».. والمطبات الشوكية.. وكاوتشات الغلابة
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو المغزى والمعنى والرسالة والنتيجة والخلاصة، لا تهمني فيه التفاصيل، فالشيطان يكمن فيها، لكني أسردها في عجالة فقط لتخدم النتيجة والرسالة التي أريد توصيلها.
الرسالة هى: لا أمل في أي محاولة لإنهاء الفوضي المجتمعية في مصر وفرض الانضباط المروري في شوارعها، وحتى من يحاولون، عليهم أن يريحوا أدمغتهم وأعصابهم وجهدهم.
في المكان الذي أسكن فيه - ويطلق عليه البعض مسمى كومباوند لوجود أسوار تحيط به وبوابات للدخول والخروج منه، لكنه يفتقر لكل متطلبات هذا الاسم- استفحل السير العكسي للسيارات والموتوسيكلات من جانب الناس الفوضويين وهم أقلية، وطهق وضج الملتزمون والمنضبطون منها وهم أكثرية، وطالبوا بحل صارم وجذري لهذه الظاهرة البغيضة.
عبر شهور من التجربة ومحاولات العلاج، سواء بالحواجز والأقماع المرورية، لم يفلح مع الناس الشمال أي محاولة لفرض الانضباط من جانب أمن الجهة صاحبة الولاية وهي بالمناسبة أهلية وليست حكومية، في ظل غياب كامل لرجال شرطة المرور عن المكان، فكان الحل الصارم وبالإجماع هو إغلاق التقاطعات واستبدالها باليوتيرنات وتركيب مطبات شوكية لمنع السير العكسي.
بعد أيام قليلة من التجربة صار هناك حراك غير مسبوق على صفحات المكان، الملتزمون يتشفون في الفوضويين ويتوعدونهم بويل وثبور وعظائم ماستحدثه أشواك وأسنان تلك المطبات من أمور، معتبرين أنها ستكون رادعًا لهم، متفائلين بأن الانضباط سيسود المكان.
غير أن ما حدث أن بعض الفوضويين من الناس الشمال قاموا بتخريب وإتلاف الكثير منها، تارة بوضع رمال فيها وتارة أخرى بتدمير أسنانها، وصرنا نرى أسنان تلك المطبات وقد أصبحت مخلعة بحيث تسمح بالمرور العكسي لأصحاب الموتوسيكلات من عمال الديلفري وغيرهم، وأسنان أخري عكست اتجاهها لتشهر سلاحها وتغرزه في كاوتشات الناس المنضبطة ليتساوى بالأرض، فتحولت تلك المطبات إلى مصيدة لكاوتشات من يحترم النظام والقانون.
ولكي تحقق تلك المطبات الغرض منها في بلد تعاني الفوضى مثل مصر، استلزم الأمر تركيب كاميرات مراقبة عند كل مطب، وكذلك إجراء صيانة دورية يومية وليست أسبوعية أو شهرية، وثالثًا دوريات أمن لمنع وضبط من يرتكبون هذه الأعمال التخريبية ليلًا.
لكن وبالتزامن مع ذلك أعلنت الجهة صاحبة الولاية على المكان بصفة غير رسمية أنها لاتملك ترف تنفيذ هذه الالتزامات.
ما حدث بعد مرور شهر على تجربة المطبات الشوكية -التي من المفترض أنها تمثل حلًا راديكاليًا ورادعًا- أننا صرنا نرى كل يوم صورًا لضحاياها يقفون بسياراتهم على منتصف تلك المطبات وكاوتشاتها تساوت بالأرض وعلى الحديدة، مع صرخات وأنين أصحابها ومطالبتهم بالتعويض عن خسائرهم من جانب المسئولين عن تركيبها..
سكان آخرون يتحدثون أن الرعب من تلك المطبات أجبرهم على تجنبها بالسير في شوارع جانبية، وفريق ثالث يقولون أنهم هجروا سياراتهم في الجراجات وصاروا يستقلون المواصلات الداخلية والعامة تجنبًا لمخاطر تدمير كاوتشاتها.
وهكذا انفتحت مجددًا شهية الناس الشمال للسير العكسي في اليوتيرنات والشوارع الجانبية، وتعالت أصوات من يدعون أن المكان ازداد ازدحامًا واختناقًا، وأن تلك المطبات الشوكية لم تجلب سوى الأذى والضرر لأصحاب السيارات الذين يحترمون النظام، وعاد الكثيرون يقولون إن الفوضى السابقة كانت أهون وأرحم من أن نضطر لتغيير كاوتشات السيارة بعد أن وصل سعر الفردة الواحدة منها إلى 7 آلاف جنيه، بل ويطالبون بإعادة الوضع إلى ماكان عليه.
وأظن إن التجربة قد تنتهي بإزالة المطبات والعودة لنقطة الصفر لينتصر الفوضويون وتنفتح شهيتهم لمزيد من ارتكاب المخالفات.
هذه واحدة من صور الفوضى المجتمعية بمصر في غياب أجهزة الدولة.. انفعلت بها ورصدتها لنخرج منها بالمعنى والمغزي، وهو أننا نعيش زمن الفوضيين، ولا عزاء لمن يحترمون القانون.. ومافيش فايدة.. والسلام ختام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
