فيتو الموقع والجريدة.. اسم على مسمى!
حسنًا فعلت وزارة النقل بتراجعها عن البلاغ الذي قدمته للنائب العام ضد جريدة وموقع "فيتو" على خلفية ما تم نشره في تحقيق حول "جمهورية المستشارين".. مثل هذا التراجع المحمود يُقرأ على أنه تحوّل إيجابي في طريقة التعاطي مع الإعلام، أما الاستمرار في تجاهل الصحافة والتضييق عليها، فلن يُنتج إلا مزيدًا من الانفصال بين الدولة والرأي العام، ومزيدًا من فقدان الثقة في المنظومة الإعلامية بأكملها.
ما نحتاجه اليوم، بكل وضوح، هو الاعتراف بأن الصحافة شريك أصيل في البناء، وليست خصمًا. وأن تمكين الصحفيين من أداء دورهم بحرية، وبمهنية، هو في مصلحة الدولة، لا ضدها. وأن الكلمة الجادة ليست عدوًا، بل ضوءًا يُرشد، ويُنير، ويُصلح، متى وجدت من يصغي إليها، ويتفهم غايتها، لا سيما في ظل الشعور بأن البرلمان لا يمارس دوره الرقابي على أداء الحكومة على النحو الأمثل.
الأزمة الأخيرة المرتبطة بتحقيق فيتو عن "جمهورية المستشارين"، وما أعقبها من إعلان وزارة النقل التقدّم ببلاغ إلى النائب العام ضد الموقع ثم التراجع عنه، طرح السؤال الجوهري: ماذا ننتظر من الصحافة، وهل يرضى البعض عن انحسار دورها لحساب مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات إياها، وماذا عن حدود الدور الذي بات يُسمح لها بأدائه في ظل مناخ مشحون بالتحفظ، وحساسية مفرطة تجاه أي محاولة جادة لمراجعة الحكومة..وهل الحل الأمثل هو ترك الرأي العام في قبضة السوشيال ميديا؟!
مصر، التي أنشأت أقدم مدرسة صحفية ناطقة بالعربية، واحتضنت أعلام الصحافة في العالم العربي عبر قرن كامل، لم تكن يومًا تخشى الكلمة، بل طالما آمنت بأن حرية الصحافة مؤشر على عافية المجتمع، وقوة الدولة، وشرعية مؤسساتها.
لكننا، وقد استسلم البعض لهواجسه وترك شرف المحاولة لتحريك المياه الراكدة وصار البعض ملكيا أكثر من الملك في محراب صاحبة الجلالة، فصار دوره مقصورا على نشر ما يرسل إليه من بيانات دون تمحيص ولا تساؤل ولا تنقيب ولا استقصاء، حتى أصبحنا في حاجة ماسّة إلى العودة إلى تعريف الصحافة كما ينبغي أن تكون: مهنة السؤال، والبحث، والتحقق، وكشف الفساد والمفسدين، لا مهنة التجميل والتبرير.
الصحافة، في جوهر دورها، لا تُعنى بنقل البيانات الرسمية مجردة، بل وظيفتها أن تُحللها، تُراجعها، تُسائلها، وتضعها في سياقها العام. الصحفي لا يُفترض به أن يكون ناقلًا لوجهة نظر المسؤول، بل مُجريًا لتحقيق مهني متوازن يسأل: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ وأين؟
والصحفي لا ينقل معلومة إلا بعد توثيقها، ولا يُنشر رقمًا إلا بعد التأكد من دقته. وإن كان عليه أن يُبرز مواطن النجاح، فعليه أيضًا أن يفضح مواقع الفساد، وأن يُسلّط الضوء على مواطن القصور، لا من باب التشهير، بل من باب الإصلاح.
ولأن الدور الرقابي للبرلمان قد تراجع بشكل ملحوظ، حتى بات شبه غائب عن محاسبة الحكومة أو مساءلتها، فإن العبء الأكبر بات على عاتق الصحافة، التي يُفترض أن تملأ هذا الفراغ. لكن المشكلة أن الصحافة نفسها تُجرد من أدواتها، ويُضيّق على حريتها، وتُمنع عن الوصول إلى المعلومة، فيما تُعامَل في بعض الأحيان وكأنها طرف متآمر لا شريك وطني يسعى إلى الحقيقة.
فكم من مرة تجاهل وزير الرد على صحفيين، أو أغلق هاتفه في وجه مذيع أو صحفي على الهواء؟ وكم من مسؤول تهرّب من الإجابة، أو اختبأ خلف ستار "لا تعليق"؟ ومن يُضيق صدره بالسؤال هل يمكنه أن يُوفر للصحافة الحد الأدنى من بيئة العمل. والمعلومة التي هي "أوكسجين الصحافة"، أصبحت شحيحة، مقتطعة، منقوصة، أو محجوبة تمامًا.
وفي ظل هذا الخلل، نشأت حالة من الفراغ الإعلامي ملأتها وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما تحمله من فوضى، ومبالغات، وأخبار كاذبة، وتحليلات بلا سند، حتى بات أي مواطن "صحفيًا" بامتياز، بينما الصحفيون الحقيقيون تواروا إلى الظل..
فإن تحقيق فيتو، مهما اختلفت وجهات النظر حوله، يبقى نموذجًا مهمًا للصحافة الجادة التي تستحق أن تُناقش وتحترم، لا أن تُحال للمحاكمة أو تُعاقب. وهو في جوهره، لمن أراد قراءته بموضوعية، يصب في مصلحة الدولة والاقتصاد، لأنه يسلّط الضوء على منظومة إدارية تحتاج إلى مراجعة، ويطرح أسئلة لا تملك الدولة رفاهية تجاهلها خصوصا في ظل تراجع دور البرلمان وتأثيره في الحياة السياسية والشعبية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
