رئيس التحرير
عصام كامل

عضو مجمع البحوث الإسلامية: رياح الخطر بدأت تهب على الأسرة

الملتقى الفقهي بين
الملتقى الفقهي بين الشرع والطب
18 حجم الخط

عقد  الجامع الأزهر، حلقةً جديدة من «الملتقى الفقهي بين الشرع والطب» في نسخته التاسعة والعشرين، تحت عنوان: «حقوق الزوجية.. رؤية فقهية»، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفي إطار سلسلة اللقاءات العلمية التي يعقدها الجامع الأزهر أسبوعيًّا بالظلة العثمانية، ضمن جهود الأزهر الشريف لتعميق الفهم الصحيح لقضايا الأسرة والمجتمع.

وشارك في الملتقى كلٌّ من: الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر وأمين سر هيئة كبار العلماء، فيما أدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر.

عبدالله النجار: الأسرة هي الحصن الأخير الذي يحفظ وجود المسلمين وبقاءهم بين الأمم.

وأكَّد  الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن رياح الخطر بدأت تهب على الأسرة، مؤكدًا ان الأسرة هي الحصن الأخير الذي يحفظ وجود المسلمين وبقاءهم بين الأمم، مضيفا أن الأسرة وحدها هي التي تحفظ الهوية والدين، مشيرًا إلى أنه بعد أن خُتمت الرسالات بخاتم النبيين ﷺ، وأُنزِل الكتاب الخاتم، باتت الأسرة وسيلة مهمة وأساسية لنقل الدين ومبادئ القرآن الكريم عبر الأجيال.

وأوضح أن خطأ الناس الكبير يكمن في استهانتهم بشؤون الأسرة، وتعاملهم مع خلافاتها على أنها أمور عارضة أو هوى عابر، مؤكدًا أن ما يحدث من تنازع بين الزوجين قد يتحوّل إلى كيد متبادل يهدم الأسرة من داخلها، بينما الصبر في هذه اللحظات يُعدُّ من أرقى أنواع المعاملة بين الزوجين، فالأسرة هي الأداة التي تحفظ الدين وتقيمه.

وتابع النجار حديثه مؤكدًا أن الله تعالى أنعم على الإنسان بنعمتين: نعمة بقاء النفس، ونعمة بقاء النوع، فالناس يُقبلون على حفظ أنفسهم بالغذاء والدواء والرياضة، ويجب أن يُقبلوا كذلك على حفظ النوع، أي استمرار الأجيال، وهو ما لا يتحقق إلا بالزواج، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، مبينا أن هذا النص الكريم يدل على أن الزوجين خُلقا من نفس واحدة، وأن بينهما قرابة من نوع خاص، ليس فيها درجات، بل هي درجة واحدة جامعة، تُقدَّم في كثير من الأحيان على قرابات النسب، مع التأكيد على أداء جميع الحقوق لأصحابها دون تفريط في أي جانب.

أمين سر هيئة كبار العلماء: عقد الزواج يتميز عن سائر العقود في الفقه الإسلامي

من جانبه، أكَّد الدكتور علي مهدي، أمين سر هيئة كبار العلماء، أن عقد الزواج يتميز عن سائر العقود في الفقه الإسلامي، لأنه مبني على المكارمة لا على المكايسة، وعلى المودة لا على المغابنة، مشيرًا إلى أن الفقهاء أدركوا مقاصد هذا العقد فجعلوه في مرتبة متميزة. 

وقال: «في عقود البيع مثلًا، إذا لم يُذكر الثمن كان العقد باطلًا، أما في الزواج فلو لم يُذكر المهر صح العقد، ويُفرض مهر المثل، لأن المقصود الأسمى فيه هو التراضي، لا المقايضة».

وأوضح أن اتصال النفس بالنفس الغاية الأسمى من الزواج، وأن الشريعة جعلت العلاقة بين الزوجين قائمة على التوازن والعدل، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، وهي عبارة جامعة لكل الحقوق والواجبات المتبادلة.

كما أشار إلى أن الزواج في الإسلام ميثاق غليظ، لما يترتب عليه من آثار تمسّ المجتمع في صميم تماسكه، مبينًا أن نفقة الزوجة واجبة على الزوج في جميع الأحوال، ولو كانت غنية، لأنها جزء أساسي من تحقيق القوامة، كما قال الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾.

وحذّر الدكتور مهدي من أن انهيار الأسرة بسبب التفريط في هذه الأحكام يفرز أزمات اجتماعية خطيرة، يكون ضحاياها الأبناء أولًا، مشيرًا إلى أن الشارع الحكيم لم يترك الناس لأهوائهم، بل أرسى أحكامًا واضحة تحفظ العلاقة الزوجية من الانهيار.

ودعا إلى الاقتداء ببيت النبي ﷺ، قائلا: «النبي لم يعِش في بيت خيالي، بل واجه المشكلات وحلّها بالحكمة، وكان لا يطلب من نسائه الكمال، ولم تكن أمهات المؤمنين بلا أخطاء، لكن العلاقة كانت تقوم على الرضا والتسامح لا على المبالغة في التوقعات».

وفي ختام الملتقى، أكَّد الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر، أن الحديث عن "حقوق الزوجية" هو حديث عن ركيزة أساسية من ركائز المجتمع، وهي الأسرة، التي يتربى فيها الفرد ويترعرع، فينشأ إمّا شابًّا صالحًا نافعًا لمجتمعه، أو نقيض ذلك إذا غابت الحقوق وتفكّكت المسؤوليات.

وأضاف أن الزواج وإن كان فطرة وضرورة إنسانية، إلا أن الله عزّ وجل جعله شريعة وسنة، وسمّاه ﴿مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾، وهو ما يستدعي معرفة الحقوق والواجبات قبل الإقدام عليه، مشيرًا إلى أن قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ لا يُفهم منفصلًا عن قوله: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، وهو ما سعى الملتقى لتوضيحه وبيانه بميزان العلم والشرع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية