رئيس التحرير
عصام كامل

من صيغة عبد الرحمن عزام الوسطية إلى ترشيح نبيل فهمي، قصة مصر مع أمناء الجامعة العربية

الجامعة العربية،
الجامعة العربية، فيتو
18 حجم الخط

مع تزايد الأحاديث عن ترشيح وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي لتولي منصب الأمين العام لـ جامعة الدول العربية، تعود الأنظار إلى المؤسسة التي ولدت في القاهرة عام 1945، وسط أجواء غليان عالمي ومحلي، حين كانت المنطقة تبحث عن إطار يلمّ شتاتها بعد الحرب العالمية الثانية.

 

كيف ولدت فكرة جامعة الدول العربية؟ 

الفكرة بدأت عام 1943، عندما دعت مصر ممثلي الدول العربية المستقلة آنذاك لاجتماع الإسكندرية وكان هناك شد وجذب منذ البداية.

العراق أراد اتحادًا فيدراليًا قويًا، بينما تخوفت السعودية من توسع نفوذ القاهرة، أما لبنان وسوريا فكانتا مشغولتين بمعركة الاستقلال عن فرنسا. 

ومع ذلك نجحت مصر عبر وزير خارجيتها مصطفى النحاس باشا والدبلوماسي عبد الرحمن عزام في تمرير صيغة وسط، وهي التي عرفت بـ"بروتوكول الإسكندرية".

الملك فاروق، الذي حضر توقيع الميثاق في مارس 1945، قال حينها: "إنه يوم مشهود في تاريخ العرب، إذ نقيم بناءً يجمع كلمتنا ويوحد صفوفنا" أما عبد الرحمن عزام، أول أمين عام للجامعة، فقد عبر عن الفكرة بروح رومانسية واضحة، قائلًا: 

"العروبة ليست حلمًا، إنها حقيقة تمتد من المحيط إلى الخليج، والجامعة بيتها الجامع". هذه العبارات لم تكن مجرد كلمات، بل جسدت الرغبة في أن يصبح العرب كتلة واحدة في مواجهة تحديات العالم الجديد.

لكن الميثاق الذي وقع حمل في داخله بذور أزمات مستقبلية فالنصوص لم تعطِ الجامعة صلاحيات إلزامية لتسوية النزاعات، بل أبقتها إطارًا للتشاور والتنسيق فقط. وهو ما دفع بعض المؤرخين للقول إن الجامعة منذ بدايتها كانت أقرب إلى "منبر عربي" منها إلى "سلطة عربية مشتركة".

مع ذلك لعبت الجامعة أدوارًا بارزة في سنواتها الأولى، خصوصًا في قضية فلسطين. فقد تبنت دعم الكفاح الفلسطيني منذ 1946، وكان عبد الرحمن عزام يردد وقتها "قضية فلسطين قضية العرب جميعًا، وليست شأنًا محليًا لفلسطين وحدها". لكن الفشل في منع نكبة 1948 شكّل أول اختبار صعب، كشف محدودية أدواتها.

رغم العقبات، ظلّت القاهرة هي القلب النابض للجامعة، حتى بعد نقل مقرها إلى تونس في أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد. عودة المقر إلى القاهرة عام 1990 جاءت وكأنها اعتراف بأن الجامعة لا تستطيع أن تتنفس بعيدًا عن مصر.

 

أمناء مصر لقيادة الجامعة العربية

الأمناء العامون الذين تعاقبوا على قيادتها كانوا مرآة لصعود وهبوط العالم العربي: من عبد الرحمن عزام (1945-1952)، إلى محمود رياض (1972-1979) في ذروة الانقسام، ثم الشاذلي القليبي (1979-1990) في عزلة مصر، وصولًا إلى عصمت عبد المجيد وعمرو موسى اللذين أعادا بعض البريق الدبلوماسي، ثم نبيل العربي في مرحلة الربيع العربي، وأخيرًا أحمد أبو الغيط الذي يحاول الإمساك بخيوط متشابكة حتى اليوم.

اليوم ومع عودة اسم نبيل فهمي إلى الواجهة، يطرح السؤال نفسه: هل ما زالت الجامعة مهمة؟ صحيح أن حضورها السياسي تراجع أمام انقسامات الدول وصعود تحالفات بديلة، لكن مجرد بقائها يحمل قيمة رمزية. فهي المنبر العربي الوحيد الذي لم يسقط رغم العواصف، وصوتها – مهما خفت – يظل آخر ما يجمع الدول العربية على طاولة واحدة.

كما قال عبد الرحمن عزام قبل ثمانين عامًا: قد تخفت الأصوات، وقد تشتد الخلافات، لكن الجامعة ستبقى ما بقيت الأمة، لأنها ليست مؤسسة عابرة بل فكرة لزمتنا جميعًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية