بديع خيري يكتب: كيف انتصر نجيب الريحاني على طه حسين بلهجة الشارع
فى مجلة الكواكب فى أغسطس عام 1956 كتب المؤلف بديع خيرى ــ ولد فى مثل هذا اليوم 17 أغسطس عام 1893، ورحل 1966 ــ مقالا بعنوان “مدرسة الدجالين” يدافع فيه عن ضرورة وجود اللهجة العامية فى المسرح فكتب يقول: ترتفع الأصوات بين حين وآخر تطالب بأن يرتفع مستوى اللغة فى المسرح، وتناصر هذه الأصوات الفصحى على العامية الدارجة فى لغة التمثيل وكأن اللغة السيبوية هى الصابون الذى سيغسل المسرح من قذارة العامية.
قال بديع خيرى: وقد أقيمت مناظرة من أجل المفاضلة بين العامية والفصحى فى المسرح، وقال الكثيرون ما لم يقله مالك فى الخمر وضاع صوت الحقيقة فى زحمة آراء المتحدثين ذوى اللسان الفصيح.

ويذكرنى هذا بحرب مماثلة قامت فى الماضى وتزعمها أستاذنا الكبير طه حسين الذى جعل من قلمه سلاحا يدافع به عن الفصحى ويطعن به فى العامية الدارجة التى نستخدمها على لسان الممثلين فى مسرح نجيب الريحانى، وكان الريحانى يقرأ مقالات طه حسين ويتعجب من هجومه على العامية الدارجة التى يتبادلها الناس مع بعضهم البعض فى الحياة اليومية ويتعجب من منطق الدكتور طه حسين الذى يطالب نجوم المسرح الكوميدى بالتمثيل بالفصحى.
هجوم على العامية فى المسرح
وأضاف بديع خيرى أن الأستاذ نجيب الريحانى كان منزعجا من هذه الحرب التى يشنها عليه قلم الدكتور طه إيمانا منه بأن رأيه يجانبه الصواب، ولم يكن الريحانى يريد خوض معركة فكرية لغوية مع الدكتور طه لأنه لا يستطيع أن يقارعه الحجة بالحجة وسوف ينتصر الدكتور طه كرجل علم فارس فى ميدانه.
وفكر الريحانى أن ينقل الحرب إلى الميدان الذى يستطيع أن يحارب فيه، وكتبنا مسرحية “مدرسة الدجالين” التى ضمناها مشهدا فكاهيا تجرى أحداثه فى أحد أحياء القاهرة الشعبية ويظهر فيه امرأة تبيع الدجاج لرجل أجنبي مقيم فى مصر.

يقول بديع خيرى: أجرينا الحوار على ألسنتهم باللغة الفصحى بدلا من العامية، فهل تقول بائعة الدجاج (الدجاج البدارة هلموا إلي أيها المشترون، الدجاج الذى تربى تربية منزلية طيبة والذى أبيعه بثمن بخس) فترد إحدى الزبائن من نافذتها: يا بائعة الدجاج تعالى كى أرى الدجاج وأفحصه، وإذا قابلتها الزبونة تقول لها: أتريدين أن تبيعينى هذه الدجاجة النحيلة بسبعين قرشا تبا لك أيتها السارقة.
سر تراجع طه حسين
يقول المؤلف المسرحى القدير بديع خيرى: دعونا الدكتور طه حسين لمشاهدة العرض وكان هذا المشهد الفكاهى الفصيح من أكثر المشاهد فى الرواية إيلاما ونقدا للذين ينادون بتغليب الفصحى على العامية فى المسرح، فكان أكثر الضاحكين الدكتور طه حسين الذى كتب مقالا فى اليوم التالى يعترف فيه بخطئه الذى نادى به وقال: إن المسرح الفكاهى لا يمكن أن يتفق مع الفصحى على الإطلاق ما دامت العامية هى لهجة البيت والشارع.. وهكذا انتصر الريحانى على الدكتور طه حسين بسلاح لهجة الشارع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
