رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة اسمها الانتخابات

18 حجم الخط

لا أشك ولا أشكك في وطنية من يديرون الأمور في بلادنا، أيام مبارك وما قبله وما بعده، دومًا أقنع نفسي بأننا نحيا في بلد كبير.. كبير يستحق منا أن نختلف من أجله، ولا نختلف عليه، بلد يفرض علينا أن نتعارك في المساحات الوطنية من أجل الانتقال من الجيد إلى الأجود.

ولم يحدث يومًا أن تغيبت عن المشاركة الانتخابية، في كل مرحلة عشتها كنت دومًا أرى أن الصندوق طريقة حياة، وأن التداول السلمي هو الطريق الصحيح والسليم لنهضة الأمم، في انتخابات طلابية أو فئوية أو نقابية أو برلمانية، أشارك مهما كانت الظروف.

للمرة الأولى في حياتي لم أشارك، ولم أهتم بالمشاركة أو تدارس الأمر، فقط عايشتها مهنيًا، تابعت مع زملائي فصلًا مسرحيًا هزليًا لا يمكن لخيال كاتب ساخر أن يصل إلى تصوره أو تخيله، لأول مرة في التاريخ: انتخابات تظهر نتائجها قبل إجرائها.

رأيت بأم عيني نفس الصور البالية القديمة، رجل قعيد يحمله أربعة من المواطنين الشرفاء لأنه يصر على الإدلاء بصوته، سيدة محمولة بأجهزة تنفس حملوها من المستشفى لأنها وطنية تحرص على المشاركة في العرس الانتخابي، رجل مسن ربما لم يخرج من سريره منذ سنوات، ولكنه أصر على أن يكون جزءًا من المشهد الانتخابي العظيم!

طوابير مصنوعة، جاء أصحابها تحت وطأة العوز والحاجة والفقر من أجل مائتي جنيه، رجال مصطفون لأنهم موظفون، شحنوهم في سيارات من أجل التقاط تلك الصورة المزرية للانتخابات في مصر، سيدات مسنات يرقصن ألمًا وذلًا على أصوات المهرجانات.. نعم، مهرجانات.

لم أنم ليلتين كاملتين بسبب تلك الصورة المهينة، صور تُشي بأنّ منا وفينا من يخطط بليل لهذا الوطن، لأول مرة أشعر بأن هناك من يُصرّ على خيانة تاريخ هذا البلد، لأول مرة أحس غصّة في حلقي، أشعر بإهانة ترسم ملامحها على وجوه البشر المتعبين، المرهقين، المشحونين على سيارات عمال التراحيل.

من ذلك الرجل الذي صاغ لمصر هذا المشهد العبثي؟ من ذلك الذي يقف وراء واحدة من أكبر الإهانات الإنسانية في عصر نعيش فيه على الهواء مباشرة؟ من هو الذي رسم ملامح المرحلة، وأراد لها أن تخجل، وأن تدفن رأسها بين خيبات الإهانة، وخرائط الضياع، والذل، والاستهانة؟

لا أعرف على وجه الدقة من ذلك الذي تقرر استدعاؤه من صفحات الماضي العفن ليصوغ لنا عرضًا على هذا النحو من الضحالة والضآلة، ويقدمه باسم بلد هو أساس الحضارة والنور والضمير؟ ولا أعرف، هل راق له أن يرى كيف تابعنا العالم من عَلٍ، وهل أدرك مغزى الرسالة التي باتت جزءًا من وجدان المصريين؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية