الفن وسنينه
لا تذبحوا مها الصغير إنها فعلت مثلما يفعل الآلاف منا؟!
أخيرا أسدل الستار على أزمة السيدة مها الصغير فيما يتعلق باللوحات الفنية المملوكة لفنانين من الدنمارك وسويسرا وفرنسا، التي أدعت أنها من رسوماتها في برنامج معكم منى الشاذلي، قبل أن تعود وتعتذر عن ذلك بعد اكتشاف هؤلاء الفنانين كذبها، حيث قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منع ظهورها في مختلف وسائل الإعلام لمدة 6 أشهر لمخالفتها المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس، وكذلك إحالة واقعة التعدي على الملكية الفكرية لفنانين آخرين إلى النيابة العامة.
وهو القرار الذي لم تعلق عليه مها حتى كتابة هذه السطور واكتفت بنشر صورة كوب عصير فواكه لها بصالون التجميل الخاص بوالدها الراحل محمد الصغير على حسابها على إنستجرام! قائلة 'أنت دائما في قلبي'.
وهو ما اعتبره البعض محاولة هادئة منها للتعايش والقبول للقرار القوي الذي أتخذ ضدها، والذي يأتي ضمن سلسلة من المشاكل والأزمات والصدمات التي تعرضت لها مها الصغير في الفترة الأخيرة، منذ إعلان طلاقها من النجم أحمد السقا بعد زواج دام 26 عاما وأثمر 3 أبناء..
وما أعقبه من الأقاويل التي ترددت عن اعتزامها الزواج من الفنان طارق صبري طليق الفنانة شيري عادل والخطيب السابق للفنانة إيمان العاصي، مرورا بحملة الهجوم عليها من إحدى صفحات الفيسبوك التى أدعت تبعيتها للسقا..
ثم البلاغ والمحضر الذي حررته مها الصغير وسائقها بقسم الشرطة ضد السقا، يتهمانه فيه بالتعدي عليهما بالسب والضرب أمام الكمباوند الذي تقطن فيه الصغير، حتى واقعة اللوحات الفنية والبرندات التي نسبتها لنفسها على غير الحقيقة في برنامج معكم منى الشاذلي!
لست متعاطفا ولا متشفيا
الحقيقة رغم إشفاقي على مها الصغير لمعرفتي بها حتى قبل أن تتزوج من النجم أحمد السقا، حيث كانت صديقة لزميلتي العزيزتين الجميلتين في مجلتنا الغراء كل الناس، أيام الزمن الجميل، غادة الصباغ ونجوى عبد الحميد، وكانت تزورنا باستمرار وكنا سعداء وشاهدين جميعا على ولادة علاقة الحب بينها وبين السقا..
ومن منطلق كونها إمرأة إنقلبت حياتها فجأة رأسًا على عقب في أسابيع قليلة، من سعادة وحب واستقرار ودفء عائلي لأكثر من ربع قرن من الزمان، إلى انفصال وإنهيار أسري وتشتت وحرب تصريحات وشائعات وصدمات، وبلاغات ومحاضر أقسام واتهامات بسرقة لوحات وبرندات منتجات..
وأخيرًا منع من العمل والظهور الإعلامي لمدة طويلة، وقد تصبح لأجل غير مسمى! فضلا عن إحالة إلى النيابة العامة للتحقيق في واقعة حقوق الملكية الفكرية!
ولكن ليس معنى شعوري بالإشفاق على مها الصغير أنني مع ما اقترفته من ذنب في حق الفنانين الذين نسبت لوحاتهم إليها، ولا يوجد أحد يقر هذا التصرف المشين تحت أي ظرف أو مسمى! فهي أخطأت تمامًا ولا جدال في هذا، وتستحق ما يوقع عليها من عقاب أدبي ومادي، ولكنني لست أيضًا ضدها ومتشفيا فيها وضد كل الحملات والهجمات الشرسة التي تطالها من كل صوب وجهة..
فمن منا لم يخطئ؟ بل كلنا نخطىء طوال الوقت وسنستمر في الخطأ مستقبلا فنحن بشر، وقال رسول الله 'صلي الله عليه وسلم في حديث صحيح "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وكما قال المسيح عيسى عليه السلام “من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر”.
مثل الملايين مننا
مها الصغير ليست بدعا ولا حالة خاصة ومتفردة، هي فعلت كما يفعل الآلاف والملايين في مصرنا وفي العالم العربي ودول العالم الثالث، حيث نادرا ما نجد الرجل المناسب في المكان المناسب في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفنية والرياضية إلى أخره، حيث تسود الواسطة والمحسوبية والشللية وسيطرة مبدأ أهل الثقة قبل أهل الخبرة والكفاءة.
مها الصغير لم يخطر على بالها يوما أن تقتحم مجال العمل الإعلامي، ولم تحلم أو تخطط لذلك، ولا تمتلك مقومات وسمات هذا العمل، وكانت سعيدة وراضية بكونها زوجة نجم مشهور مثل أحمد السقا وأم لثلاثة أبناء، ولكنها مثلها مثل الآلاف في مجتمعاتنا قالت لنفسها لماذا لا أستفيد من هذا الوضع المرموق وأصبح إعلامية كمان!
وهي مهنة صارت للأسف لا تتطلب سوى واسطة في المقام الأول، بجانب شكل جميل ومقبول وعلاقات وكفى، ومن ثم صارت إعلامية في لمح البصر ودون مقدمات أو مؤهلات حقيقية، ومثلها فعل ويفعل الكثيرون في هذا المجال وفي كل المجالات. وأنا أعرف الكثير من هؤلاء معرفة شخصية.
ففي السنوات الأخيرة وجدنا عدد كبير من الفنانات اللواتي لم يحقق معظمهن نجاحًا يذكر في الفن وقد أصبحن فجأة إعلاميات ولهن برامج على المحطات الفضائية، وأخريات مثل مها الصغير لم يكن لهن أي علاقة بالإعلام صرن مقدمات برامج بالواسطة وبالفلوس..
حيث فتحت عدد من المحطات الوليدة بعد أحداث يناير 2011 وما تلاها من فوضى -مازلنا نعاني منها حتى الآن- أبوابها على مصارعها لكل من هب ودب ليصبح إعلاميا طالما كان قادرا على شراء الوقت ودفع التكاليف.
فهناك مصممة الأزياء التي صارت دكتورة في العلاقات الأسرية، وطالبة الهندسة التي أطلقت على نفسها لقب الدكتورة خبيرة التغذية، والكوافير الذي لا يتنازل أبدا عن لقب خبير التجميل، والطبال الذي يقول على نفسه أنه موسيقار، وراسب الثانوية العامة الذي يدعي أنه خبير استراتيجي..
هذا بالإضافة إلى الآلاف في مجتنعنا الذين يحملون لقب دكتور ولا نعرف من أين وكيف أتوا بهذه الدكتوراة وفي أي فروع من العلوم والمعارف هي! ولا عزاء لآلاف من النابهين والنابغين في كل المجالات وحاملي شهادات الماجستير والدكتوراة الذين لا يجدون تقديرا ولا عملا يليق بمكانتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
