الإخشيد، حاكم مصر الذي ضم الحجاز والشام دون صدام مع الخلافة
في مثل هذا اليوم، 25 يوليو من عام 946م، رحل محمد بن طغج الإخشيد، مؤسس الدولة الإخشيدية التي حكمت مصر والشام والحجاز لسنوات، في هدوء يشبه كثيرًا الطريقة التي حكم بها.
والرجل لم يكن فقيهًا ولا خطيبًا، لذا لم تُنسج حوله الأساطير، لكنه صنع كيانًا سياسيًّا مستقرًّا في زمن كانت الخلافة تتهاوى، والعصبيات تتمزق.
من هو محمد الإخشيد؟
ولد محمد بن طغج سنة 882م في بغداد، لعائلة تركية الأصل خدمت الدولة العباسية في وظائف عسكرية. نشأ في بيئة تحترف الفروسية والسياسة، فجمع بين دهاء السلاطين وحذر الإداريين.
ومنذ بداياته، عمل في البلاط العباسي ثم انتقل إلى خدمة أحمد بن طولون، حيث تعلم أسرار الحكم المحلي من قلب التجربة الطولونية.
محطات صعود محمد بن طغج
عيّن واليًا على مصر عام 935م من قِبل الخليفة العباسي، واستطاع أن يخضع الحجاز والشام لسلطانه، دون أن يدخل في مواجهة مباشرة مع مركز الخلافة.
وهنا يظهر ذكاء الرجل فلم يعلن استقلاله، بل نال لقب "الإخشيد" وهو لقب ملوك فرغانة بإذن من الخليفة نفسه، في حركة رمزية تشير لاستقلال فعلي بلا قطيعة شكلية.
وتميّزت سنوات حكمه بالتركيز على الاستقرار الداخلي والإدارة المالية إذ لم يكن مغرمًا بالحملات العسكرية ولا بالقصور الفاخرة، بل عرف بالتقشف والانضباط.
وواجه تحديات كبرى، أبرزها محاولة الفاطميين دخول مصر من المغرب، وتمردات داخلية في الشام، لكنه أخمدها جميعًا بالحزم والحنكة.
لكن حكمه لم يخل من إخفاقات. فسيطرته على الحجاز كانت اسمية أكثر منها واقعية، كما أن اعتماده الكبير على القائد كافور وهو عبد أسود اشتراه وربّاه جعل كثيرين يشككون في استقرار الدولة بعد رحيله، وهو ما حدث بالفعل، إذ بعد وفاته، تسلم كافور الحكم وتحول من ظل رجل إلى سيد البلاد.
كواليس وفاة الإخشيد
توفي الإخشيد في القدس عن عمر يناهز الرابعة والستين، دون ضجيج، تاركًا دولة مستقرة نسبيًا، لكنها هشة من الداخل فلم يكن ثائرًا ولا مصلحًا، بل كان رجل توازنات دقيقة.
وحين تذكَر الدولة الإخشيدية اليوم، فهي تُذكَر كجسر هش بين الدولة الطولونية والدولة الفاطمية، لكنها تُذكَر أيضًا كدليل على أن الحكمة الباردة قد تصنع دولة، وإن كانت بلا مجد صاخب.
وإرثه السياسي كان واضحًا في الاستقرار الإداري في زمن الطموحات الطائشة، وصورة الحاكم الذي يعرف متى يتقدم، ومتى يكتفي بإدارة الظل.
جديد بالذكر أن زوال الدولة الإخشيدية بدأ منذ لحظة وفاة مؤسسها عام 946م محمد بن ضغج، إذ رغم صعود كافور الإخشيدي كحاكم فعلي، إلا أن الدولة فقدت هيبتها تدريجيًا، خاصة مع تصاعد التهديد الفاطمي من المغرب، وتدهور الوضع الاقتصادي، وغياب الوريث الكاريزمي.
وفي عام 969م، دخل الفاطميون مصر دون مقاومة تذكر، لتسقط الدولة الإخشيدية بعد 34 سنة فقط، كأنها استراحة عاقلة بين زمنين مخلفين كليا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
