رئيس التحرير
عصام كامل

التفاصيل الكاملة ليوم الأربعاء 23 يوليو 1952

18 حجم الخط

تمر اليوم -وكان أيضا يوم أربعاء- الذكرى الـ73 على قيام أعظم ثورة شهدتها مصر بل وكل الدول العربية والأفريقية بل والعالم أجمع، وهى ثورة يوليو المجيدة الخالدة.. تلك الثورة التى سيظل التاريخ يذكرها أبد الدهر.

عقب حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 ذلك الحريق الذى دبره الاحتلال البريطانى مع الملك الفاسد فاروق الأول، وقامت بتنفيذه جماعة الإخوان المشبوهة للإطاحة بحكومة الوفد، أصبح الزعيم جمال عبد الناصر رئيس التنظيم السري للضباط الأحرار، وكذلك أعضاء التنظيم على يقين من أنه لا بد من القيام بالانقلاب على الملك فى أسرع وقت ممكن، وتحدد يوم الخامس من أغسطس ليكون هو يوم الثورة على هذا النظام المستبد، وبدأ التوسع فى الاتصال والحشد لكل الضباط الأحرار في مختلف الأسلحة.
 

يحدث ذلك رغم يقين هؤلاء الرجال العظماء أن نسبة نجاح هذا الانقلاب لا تتجاوز 10 %، ولكن كان اعتمادهم الأول والأخير على المولى عز وجل وعلى إرادتهم العظيمة وعزيمتهم الصلبة في تحقيق النصر، وتخليص الوطن من الطغاة والمستعمرين.

البداية 

حين أصدر الملك فاروق قراره بحل مجلس إدارة نادى الضباط، وهذا كان مؤشرا على حدوث صدام حتمى بين الضباط الأحرار وبين الملك وحاشيته، خاصة وأنه قد وصل للملك وللإنجليز أن هناك تنظيما سريا بين صفوف ضباط الجيش ينوى القيام بحركة ضد الملك، ولذلك في يوم 19 يوليو 1952 قام عبد الناصر باعتباره رئيسا منتخبا من قبل الضباط الأحرار لهذا التنظيم، بالتأكيد على أن الحركة لا بد من القيام بها فى أسرع وقت.. 

لذلك تقرر أن تكون ليلة 22 يوليو ولكن تعذر ذلك لضيق الوقت ولتجهيز كافة الترتيبات والانتهاء من كل الاتصالات، لذلك تقرر تأجيل الموعد يوما واحدا مما أثر ذلك فى نفسية بعض الضباط الذين تأهبوا تماما للعمل، وأبلغوا قيادتهم بأنه إذا حدث تأخير جديد فسوف يتصرفون منفردين.

وفي منزل خالد محيى الدين تم الاجتماع الأخير للضباط الأحرار برئاسة جمال عبد الناصر، وقام زكريا محيى الدين بقراءة الخطة على الحضور، وذلك دون حضور بعض أعضاء التنظيم والذين ليس لديهم علم بموعد قيام الثورة المباركة.. 

لدرجة أن أنور السادات وهو أحد هؤلاء الضباط كان من ضمن مجموعة رفح وغادرها فى تلك الليلة وذهب مع أسرته إلى دار صيفية للسينما، ولم ينضم لزملائه الضباط الأحرار إلا بعد عودته من السينما، حيث وجد ورقة تركها له جمال عبد الناصر، وعندما وصل كانت قيادة الجيش قد سقطت فى يد الضباط الأحرار فعلا.

ساعة الصفر

وحدثت أخطاء غير متوقعة حيث تسرب موعد الثورة بصورة غير مقصودة من الملازم أول حسن محمود صالح، الذى أبلغ زملاءه فى سلاح المدفعية أنه عندما ذهب إلى المنزل لتغيير ملابسه فهمت والدته أنه مقدم على عمل ما فى هذه الليلة، فأبلغت أخاه لواء بحرى متقاعد صالح محمود صالح الذي أبلغ بدوره محمد حيدر باشا وزير الحربية آنذاك تليفونيا بأن الضباط ينوون عمل شىء فى البلد..

 وحين علم ضباط المدفعية بذلك فى تمام السابعة مساء أعادوا الضابط حسن إلى والدته ليقنعها بأنه ليس هناك شىء جدى، حتى لا تبلغ أخاه ولكنها كانت أبلغته بالفعل ووصل الخبر إلى السراي وأصبحت الحركة مهددة بالفشل.

وقبل الحركة بسويعات قليلة حدثت ثغرة أخرى في سلاح الفرسان، عندما اتصل الضابط ممدوح شوقى بضابط آخر ليس عضوا فى التنظيم وهو اليوزباشى فؤاد كرارة، الذي أبلغ ذلك إلى اللواء أحمد طلعت حكمدار العاصمة الذى أسرع بإبلاغ القصر.

ورغم ذلك فإن الروح الاندفاعية كانت سائدة على الضباط والذين عزموا على تنفيذ الخطة مهما كانت النتيجة. وأعطيت الخطة اسما كوديا هو "نصر" وتحدد منتصف الليل هو موعد ساعة الصفر.

وحدث خطأ بسيط ولكنه كان عظيم الأثر، حيث تصور البكباشى يوسف صديق أن ساعة الصفر هى ٢٣٠٠ أى الحادية عشرة مساء الثلاثاء 22 يوليو وليس منتصف الليل، وهو قائد ثان لكتيبة مدافع الماكينة الأولى، والذى خطب فى ضباطه وجنوده وألهب حماسهم قبل القيام بالعملية مباشرة بأنهم سوف يفخرون بما سينجزونه في هذه الليلة.

تحركت القوة من معسكر الهايكستيب وكان يوسف صديق راكبا عربة جيب فى مقدمة طابور عربات الكتيبة المليئة بالجنود، وفى الطريق فوجئ باللواء عبدالرحمن مكى قائد الفرقة يقترب من المعسكر فاعتقله، وفي مصر الجديدة اعتقل الأميرالاى عبد الرؤوف عابدين قائد ثانى الفرقة، ووصلوا إلى قيادة الجيش بكوبرى القبة.. 

واقتحموا مبنى القيادة وتم القبض على اللواء حسين فريد رئيس أركان الجيش، واللواء حمدى هيبة وسقطت قيادة الجيش في قبضة الثوار، وكان جمال عبد الناصر ومعه عبد الحكيم عامر في قلب الحدث، حيث كان تمركزهما فى هذه الأثناء وقبل سقوط قيادة الجيش فى موقع مجاور تماما للقيادة، وهو المكان الذى أقيم فيه فيما بعد المسجد الذى استقر فيه الجثمان الطاهر للزعيم عبد الناصر.

وفى ألماظة اعتقلت القوات المدفعية الثائرة اللواء على نجيب شقيق اللواء محمد نجيب الذى تولى رئاسة الجمهورية فيما بعد، واللواء حافظ بكرى قائد المدفعية، والبكباشى عبدالفتاح كاظم أركان حرب السلاح، حيث اعتقلهم كمال الدين حسين ووضعهم اليوزباشى أبوالفضل الجيزاوى أركان حرب مدفعية الميدان فى مكتبه تحت الحراسة.


وفى سلاح الفرسان المواجه للقيادة، إستعد تحت قيادة البكباشى حسين الشافعى والصاغ خالد محيى الدين والبكباشى ثروت عكاشة، وكان به أكبر حشد من الضباط، الذين كانوا مستعدون للتحرك منذ الليلة السابقة، وخرجت المدرعات والعربات المصفحة من السلاح بعد أن اعتقلوا قائد الفرقة المدرعة الأميرالاى حسن حشمت.

وأثناء انشغال السواري باستعداد قواته وصل زكريا محيى الدين فمنعه الحرس من الدخول لولا تصريحه بكلمة السر "نصر"، وطلب من السواري أن يرسلوا بعض المصفحات إلى الكتيبة 13 مشاة لرفع الروح المعنوية، وتحركت الكتيبة 13 مشاة لحماية مدخل العباسية واحتلت رئاسة الحدود، وأصبحت المنطقة العسكرية من العباسية إلى ألماظة والهايكستيب تحت سيطرة الثوار.


بقى احتلال الإذاعة وتولى تلك المسئولية احتلال المبنى اليوزباشى أحمد المصرى من السواري، ووصلها مع فرقته في الساعة الرابعة والربع فجر الأربعاء 23 يوليو، وتم تعيين نقاط الحراسة في الخامسة والنصف صباحا ووصل أنور السادات مبنى الإذاعة في السابعة إلا الربع صباحا، ليجد كل شىء معدا لإذاعة البيان الأول للثورة المجيدة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية