رئيس التحرير
عصام كامل

الدرس المستفاد من كارثة سنترال رمسيس

18 حجم الخط

في البداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة وشديد الأسى إلى أسر الشهداء في حادث حريق سنترال رمسيس الأربعة، الذين كانوا في أعمالهم بالسنترال عندما هاجمهم الحريق وأودى بحياتهم البريئة، وهم الأستاذ وائل مرزوق من نيابة الموارد البشرية، إلى جانب المهندسين أحمد رجب، ومحمد طلعت، وأحمد مصطفى من نيابة الشئون الفنية، وأدعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، فهؤلاء الأبطال جسدوا أسمى معاني النبل والمسؤولية والإخلاص في العمل، وظلوا يؤدون واجبهم حتى اللحظات الأخيرة.

وأحمد الله مع جزيل شكري وعميق تقديري لرجال الحماية المدنية بالقاهرة، لتمكنهم وعلى مدار يومين من السيطرة على الحريق الهائل الذي شب في السنترال، وقيامهم بمقاومة الحريق بروح باسلة وكفاح معهود في هؤلاء الأبطال الذين يوجهون الأخطار بقوة وعزيمة وصبر، وستوضح جهات التحقيق الأسباب الحقيقة لذلك الحريق.. 

ولو أني أشتم رائحة العمالة من الجماعة الإرهابية، خاصة وأن أسيادهم الذين يأمرونهم يحاولون الآن الضغط على مصر للسماح بدخول أهالي غزة لسيناء، كما يحاولون التلويح بعصا الإرهاب متمثلا في الجماعة الإرهابية وخلاياها النائمة لترويع مصر من أجل مصالح إسرائيل. 

وقد أظهر ذلك الحريق تأثيرا شديدا على الكثير من الخدمات، حيث تأثرت خدمات الاتصال على نطاق واسع، إذ شهد مستخدمو شبكات المحمول الأربع صعوبة في إتمام المكالمات بين الشبكات المختلفة، بينما بقيت المكالمات داخل الشبكة الواحدة مستقرة نسبيًّا. كما تأثرت خدمات الإنترنت الأرضي في معظم أنحاء القاهرة الكبرى، وسط جهود من الشركة المصرية للاتصالات لتحويل الخدمة إلى سنترالات بديلة.

وقد أعلنت البورصة في البداية تعليق جلسة التداول بشكل استثنائي، بعد تعذر الوصول إلى الموقع الإلكتروني للبورصة وعدم عرض شاشات التداول للأسعار بصورة فورية. وقرر البنك المركزي بشكل استثنائي زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي بالعملة المحلية من البنوك إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات بدلًا من 250 ألف جنيه، وذلك بشكل مؤقت لحين عودة الاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل. 

واعتذر بنكا الأهلي ومصر عن تأثر بعض الخدمات بعد الحريق، ووجود مشكلات في السحب من ماكينات الـATM. كما تأثرت خدمات تطبيق إنستاباي للمدفوعات اللحظية لدى بعض المستخدمين، ومواجهتهم صعوبات في إجراء تحويلات. وفي قطاع الطيران، أعلنت وزارة الطيران المدني استعادة التشغيل الكامل لجميع مباني مطار القاهرة، بعد تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات. 

وقد تم افتتاح مبنى سنترال رمسيس يوم 25 مايو 1927، حيث افتتحه الملك فؤاد الأول، وقام بإجراء أول مكالمة هاتفية من سماعة تليفون مصنوعة من الفضة أثناء افتتاح سنترال دار التليفونات الجديدة بشارع الملكة نازلي سنترال رمسيس حاليًا، وصنع الهاتف في مدينة استكهولم بالسويد. 

ويمثل السنترال نقطة الدخول الأساسية لكابلات الألياف الضوئية الدولية القادمة من الإسكندرية، كما يضم نقطة تبادل الإنترنت في القاهرة، التي تربط بين كبرى شركات الاتصالات في مصر. كما كان في السابق مقرًا لنقطة التبادل الإقليمي للإنترنت، التي وُصفت بأنها الأكبر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. 

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية تمر عبر هذا السنترال، سواء عبر الخطوط الأرضية التقليدية أو عبر البنية التحتية المرتبطة بشبكات الألياف الضوئية الحديثة. 

ويحتوي سنترال رمسيس على واحدة من أكبر غرف الربط البيني في مصر، وتستخدمها العديد من شركات الاتصالات الخاصة وتُعتبر هذه الغرف بمثابة البنية التحتية التي تُمكّن هذه الشركات من تمرير بياناتها عبر الشبكة الوطنية، أو من خلالها إلى الشبكات الدولية.. 

ويضم سنترال رمسيس كذلك وحدات لاستضافة البيانات تُستخدم لخدمات الحوسبة السحابية والأرشفة المؤسسية، وهي بنية أساسية تُعتمد عليها مؤسسات حكومية وخاصة في تخزين بياناتها وتشغيل منصاتها الرقمية. 

ويساهم السنترال في دعم قطاع الاتصالات، الذي يمثل أحد أبرز مصادر العملة الأجنبية لمصر، وقد بلغ إجمالي عائدات خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نحو 5.2 مليار دولار في 2023.

وقد قدم لنا ذلك الحريق صورة لما كان ينبغي مراعاته منذ زمن، فمع إنفاق الحكومة ببذخ شديد على العاصمة الإدارية والقطار الكهربائي وتدبيش الترع والإنترنت فائق السرعة الخ، لم تضع في حسابها أن تنفق على تجهيز وتوسعة مبنى بديل لذلك السنترال العتيق والرئيس في حياة مصر والمصريين..

ولم تفكر الحكومة في أن ذلك المبنى العتيق لم يعد قادرا على العمل بكفاءة في ظل الزيادة الرهيبة في عدد السكان وارتفاع الضغط الشديد عليه وعالم الرقمنة والحياة الحديثة، وظل يعتمد على مصادر الكهرباء التقليدية والتكيفات ومع سخونة الجو، فهذه الأسلاك والتكيفات يقينًا لن تتحمل وستحترق مما أدى إلى كارثة لم تعمل الحكومة لها حسابًا أو تضع خطة بديلة مسبقة.. 

وقد ذكر البعض أن الحكومة بالفعل قد جهزت مركز المعلومات السيبراني تحت الأرض بالعاصمة الإدارية الجديدة وتم افتتاحه بتكلفة 6 مليارات دولار، وأنه قد قام بالعمل مكان سنترال رمسيس عندما احترق، حيث تم توجيه العمل عليه، وهذا كلام غير صحيح مطلقًا، فهذا المركز لا علاقة له بالاتصالات التي يقوم بها سنترال رمسيس ولا بدوره المهم..

بدليل أنه بعد ذلك الحريق بدأت الشركة المصرية للاتصالات تضع خطة لإنشاء مبنى بديل لسنترال رمسيس، على أن يتضمن المبنى الجديد قدرات موسعة لمعالجة حركة الاتصالات المحلية والدولية، وربط الشبكات العالمية. 

والمشروع المزمع تنفيذه سيُخصص لتوجيه المكالمات وتحويلها وربط الإنترنت داخليًا وخارجيًا. ومن بين المواقع المقترحة لإنشاء المبنى الجديد العاصمة الإدارية الجديدة أو القرية الذكية، نظرًا لما توفره تلك المناطق من بنية تحتية حديثة ومستوى أمان عالٍ.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية