شباب مصر بين الريادة والإبداع في بناء الجمهورية الجديدة
في الخامس عشر من يوليو من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للشباب، الذي أقرته الأمم المتحدة كفرصة لتسليط الضوء على إمكانيات الشباب وتطلعاتهم، ودورهم الحيوي في بناء المجتمعات ومواجهة تحديات المستقبل بثقة.
وفي هذا الإطار، يقف الشباب المصري في قلب كل نهضة حقيقية، حاملًا طموحًا لا ينضب، وحلمًا لا يعترف بالمستحيل. ومع التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشهدها مصر، بات الشباب عمادًا لبناء المستقبل، وشريكًا أساسًا في صياغة مستقبل وطننا.
لقد أثبت الشباب المصري في السنوات الأخيرة أن طاقاته لا تحتاج سوى بيئة محفزة وفرص حقيقية لتتحول إلى قصص نجاح ملهمة في شتى الميادين. من معامل البحث العلمي إلى ساحات الرياضة، ومن الشركات الناشئة إلى الحقول الذكية في الريف، يواصل جيل جديد من المبدعين رسم ملامح مصر الحديثة.
هؤلاء الشباب ليسوا مستقبل الدولة فحسب، بل هم شركاء حقيقيون في حاضرها، يعيدون تعريف مفهوم الريادة ويؤكدون أن التنمية الشاملة لا تُبنى إلا بسواعدهم وعقولهم.
وفي هذا السياق، نسلط الضوء على نماذج مشرفة لشباب مصريين -على سبيل المثال لا الحصر- استطاعوا أن يتركوا بصمتهم في مجالات الصناعة، الاقتصاد، الزراعة، التكنولوجيا، البحث العلمي، والفن، والثقافة، والرياضة، وغيرها من المجالات، وفقًا لتصريحات رسمية أو بيانات موثوقة.
ففي مجال الصناعة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد، برز اسم الشاب أحمد عادل، والذي بدأ مشروعه بـ500 دولار من خلال فكرة جريئة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي واليوم حقق مبيعات بـ100 مليون جنيه..
وهناك أيضًا المهندسة هدير شلبي والتى قامت بتأسيس منصة عبر الإنترنت، والتي ساهمت في رقمنة قطاع البناء. وفي عام 2014، أسست شركة لتقديم خدمة التنقل بين قرى الساحل الشمالي عبر طلب السيارات الخاصة، وحققت نجاحًا كبيرًا، مما أهلها لتولي منصب مدير عام إحدى شركات النقل الذكي في مصر.
وفي القطاع الزراعي، سعى شباب في الدلتا إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحياء الزراعة الذكية، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) عام 2024. كما أنشأت الشابة هبة عبد العزيز مزرعة عضوية في الوادي الجديد تعتمد على الطاقة الشمسية وأساليب ري حديثة.
وفي مجال الثقافة والنشر، برز اسم الدكتور أحمد السعيد، رئيس مؤسسة بيت الحكمة، كأحد رواد الترجمة والنشر في العالم العربي، إذ قاد ترجمة مئات الكتب بين العربية والصينية، وحصل على جوائز رفيعة منها جائزة الشيخ زايد وجائزة الصين الدولية للترجمة، وله نشاط واسع عبر منصات التواصل المسموعة والمرئية ويتابعه ملايين من الشباب والمثقفين داخل مصر وخارجها.
أما في ميدان الإعلام والفن، فتتجلى الأصوات الشابة المعبرة عن وعي متجدد ونبض المجتمع. من هؤلاء، أحمد الغندور "الدحيح"، الباحث وصانع المحتوى الذي جذب ملايين الشباب إلى المحتوى العلمي عبر لغة بسيطة ومؤثرة، حقق محتواه أكثر من 2.5 مليار مشاهدة، وترشح ضمن قائمة IBC لأكثر الشخصيات الإعلامية تأثيرًا عالميًا.
وفي الفنون البصرية، تألق الدكتور مصطفى الفرماوي، أستاذ الجرافيك، بأعماله التي تمزج الأصالة المصرية بالتقنيات المعاصرة، ومنها عزيز مصر-نحييها لنحيا- بكره أحلى -هذا هو الإسلام- صدق رسول الله - قصص الآيات في القرآن، وسلسلة بكرة أحلي والتى تتحدث مع الاطفال عن مشروع حياة كريمة وتبطين الترع والأنفاق والقطار السريع والعاصمة الإدارية، وغيرها من الأعمال التى تجمع بين الإنجاز والإعجاز، وقد حصل الفرماوي علي العديد من الجوائز.
وفي السياسة، فتحت الدولة أبوابها أمام الشباب عبر برامج تأهيل القادة ومنتدى شباب العالم. ويُعد نواب البرلمان من خريجي البرنامج الرئاسي نموذجًا بارزًا لتفاعل الشباب في الشأن العام، حيث يركّزون على قضايا التعليم والمناخ واتحادات الطلاب.
وفي الرياضة، توجت العداءة بسنت حميدة بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر سيدات، مسجلة رقمًا وطنيًا جديدًا، كما أحرز عمر صلاح ذهبية بطولة العالم للشباب في السلاح، في باريس 2025.
وفي مجال العلوم، حصلت الباحثة آية مصطفى، على الجائزة الدولية للعلماء الشبان عن مشروعها حول تأثير التغيرات المناخية على النبات والمجتمعات البدوية.
كما نال المهندس هادي ماركوس جائزة أفضل المبتكرين في روسيا عن ابتكاره كبسولة لتقليل انبعاث الميثان من الحيوانات.. وقد نال مشروع مصري طلابي ابتكارًا في مجال المرور استحسانًا صينيًا، وفاز بالمركز الأول، بعد عرضه في منتدى دولي.
فالشباب يمثلون طاقة متجددة، وروحًا مبادرة، وجسرًا للتواصل مع العالم، بما يملكون من مرونة وتنوع ثقافي ولغوي. ومن تجارب دولية ملهمة، نجد أن الصين وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، ورواندا، راهنت على الشباب المثقف والمتعلم بشكل جيد، فنهضت بقوة.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، 2024 تبرز الارقام تحسنًا في فرص العمل: حيث بلغت القوة العاملة 33.1 مليون فرد بنهاية 2024، وانخفض معدل البطالة إلى 14.9% بين الشباب (15-29 عامًا)، مقارنة بـ15.9% في العام السابق، وهو ما يعكس أثر المشروعات القومية والمبادرات الشبابية.
ولا شك أن تعظيم الاستفادة من طاقات الشباب يتطلب منظومة لاكتشاف المواهب مبكرًا، وتوسيع حاضنات الأعمال، وتقديم دعم إعلامي حقيقي، ومزيدًا من التمكين السياسي في المحافظات.
إن تمكين الشباب هو استثمار في الروح المصرية، في عقول مبدعة وسواعد لا تعرف المستحيل. وإن الجمهورية الجديدة لا تُبنى إلا بالكفاءة والعدالة والفرص المتساوية. ومع استمرار الدولة في دعم العقول الشابة، فإن المستقبل يبشر بنهضة تقودها أجيال تؤمن بالعلم والعمل، وتجعل من تحيا مصر شعارًا ومنهجًا، وطالما أصبح الشباب في صدارة المشهد، فإن مستقبل مصر يبقى واعدًا، ومفتوحًا على آفاق الإنجاز والإبداع.
Sallamahmed2@gmail.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
