رئيس التحرير
عصام كامل

جدار الرحمة وباب الشفاء والتكافل!

18 حجم الخط

ما أحوجنا للصدقة لحماية المجتمع من الصدع والحرمان والحقد في زمن تتعالى فيه صرخات الجياع وتتمدد فيه خيوط الحرمان في أطراف المجتمع، تبرز الصدقة لا كمجرد إحسان عابر، بل كقيمة إنسانية وروحية عظيمة تُعيد ترتيب العلاقات بين الناس على أساس من الرحمة والتكافل والعدل. 

إنها اليد التي تمتد لتمنح، ولكنها في الحقيقة تشفي وتعالج وتطهر، فهي لا تسد رمق الجائع فحسب، بل تسد ثغرة في جدار المجتمع قد تتسلل منها رياح الحقد والكراهية والانقسام. وما جاع فقير إلا بما مُتّع به غني؛ فالفقر حين يستفحل، إنما يكون ثمرةً مرّة لبخلٍ مقيم، وتقصيرٍ في أداء حق المال، وتهاونٍ في واجب التراحم.


أموال الأغنياء ليست حكرًا عليهم فهم مستخلفون فيها، ولابد أن فيها حقًّا للسائل والمحروم، كما قال في كتابه العزيز: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾، وجعل من صفات الأبرار أنهم يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرًا، لا يريدون من أحد جزاءً ولا شكورًا، بل رجاء وجه الله وحده. 

 

إنها فلسفة عميقة تُرسي دعائم العدالة الاجتماعية وتُربّي في النفوس شعور المسؤولية الجمعية. فالصدقة ليست تفضُّلًا ولا منّة، بل حقٌ واجب وأمانة في أعناق القادرين. وحين يغفل المجتمع عن هذه الفريضة، يبدأ التآكل من الداخل، وتُولد الكراهية من رحم الجوع، وينشأ الحقد من بين أنقاض الحاجة والخذلان.


داووا مرضاكم بالصدقة؛ فالصدقة دواء للنفوس وشفاء للقلوب، تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار، وتُذهب عن النفس داء الشح، الذي وصفه القرآن بأنه من أسباب الهلاك، فقال: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. 

وهي لا تنقص المال كما يتوهم البعض، بل تزكيه وتزيده بركة، كما قال رسول الله ﷺ: "ما نقص مال من صدقة"، وتكون سببًا في رفع البلاء، ودواءً للمرضى، وسترًا للعبد يوم الفزع الأكبر، فقد ورد: "المرء في ظل صدقته يوم القيامة".

وإذا كانت الصدقة تُطهّر قلب المتصدق، فإن أثرها في المجتمع أعظم وأجلّ. إنها تزرع في النفوس الطمأنينة، وتُطفئ نيران الحسد، وتشد من أواصر التراحم، وتبني جسور الثقة بين فئات المجتمع. بها يُحارب الفقر، وتُغلق أبواب الجريمة، ويُحمى المجتمع من النزاعات الطبقية التي تنشأ من الإحساس بالظلم والتهميش.

إننا بحاجة ماسة إلى أن نعيد للصدقة معناها الشامل، لا أن نحصرها في بضع نقود توضع في يد فقير، بل أن نراها فعلًا يعبر عن إيمان حيّ، وضمير يقظ، وشعور حقيقي بالانتماء إلى جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. 

وحين نفهم الصدقة بهذا العمق، ونتعامل معها بوصفها واجبًا لا ترفًا، عندها فقط نستطيع أن نحمي مجتمعاتنا من الانهيار، ونقيم فيها العدل، ونبني لها مستقبلًا أكثر رحمة وإنصافًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية