أوهام ضيعت الأعمار!
لو سألت أي طالب في مصر: لماذا تتعلم؟! لأجابك أغلبهم: نتعلم لنحصل على وظيفة مرموقة.. وكأن لسان حال الغالية يقول: إدرسْ تنجحْ.. تنجحْ تتوظفْ.. تتوظفْ تعيش مرتاحًا.. تلك عبارة سكنت عقولنا كوصية مقدسة، تكررت على ألسنة الآباء، ورددها المعلمون كأنها قانون مقدَّر لا يتبدل، فصدّقها جيلٌ بأكمله. غير أنها لم تكن وعدًا صادقًا، بل كانت وهمًا جماعيًا جميلًا، حلمًا مؤجلًا ظلّ يؤنس الليالي، حتى صفعه الواقع بيده الثقيلة.
حين بلغ الشبابُ محطّات الحياة الحقيقية، أدركوا ـمتأخرين- أن الشهادة لم تعد مفتاح الأبواب، وأن الوظيفة لا تعني الأمان، وأن الراحة لم تعد غايةً مضمونة، بل صارت ترفًا لا يُعرض حتى في قوائم الامتيازات. هنا تهاوى التصوّر القديم، وتجلّت الحقيقة جليّة: الحياة لا تسير على خط مستقيم، ولا تسلّم مفاتيح النجاح على طريقة تسليم شهادات نهاية العام.
المشكلة لم تكن في نصيحة من قالوا: اجتهد لتنجح، بل في ظنّنا أن الاجتهاد وحده كافٍ، وأن مسار الحياة يشبه طريقًا معبّدًا، نمضي فيه خطوة بخطوة نحو القمة. لكن الواقع أكثر تعقيدًا من تلك الرواية البسيطة.
الواقع لا يمنح النجاح إلا لمن يسعى إليه بقلبه وعقله وجوارحه. لا مكان فيه للساكنين، ولا فرصة فيه للمترددين فما بالك بالغشاشين الذين نجحوا بالغش دون وازع من ضمير أو اخلاق، أو رادع من المجتمع الذي بات يهادن الغش بل يرضاه ويحرض عليه احيانا. وينسى الجميع حكمة مهمة (اطلبوا العلم من المهد الى الاحد) فالرجل لا يزال عالما ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل.
اليوم، النجاح لا يُهدى، بل يُنتزع. يصنعه من يجرّب، ويخسر، ثم يعيد المحاولة. من يبني مهارة تتجاوز حدود الشهادات. من يشقّ لنفسه دربًا حين تسدّ الطرق، ويضيء شمعة حين يخذله الضوء.
أما الشباب الحقيقي؟ فليس من خُطَّ له عمره في شهادة ميلاد، بل من امتلك الجرأة أن يبدأ من جديد، أن يحمل مسؤوليته على عاتقه، ويكتب فصله الخاص في كتاب الحياة، لا يكتفي بتكرار ما كُتب له.
فيا من تنتظر وظيفةً تُنقذك، أو لقبًا يرفعك، أو راتبًا يطمئنك.. لا تُراهن على الطرق الجاهزة، فهي مكتظّة بالعابرين. إصنع طريقك بنفسك، ولو حفرته بأظافرك. إبدأ من الصفر، ولا تخف. فالصفر بداية كل عدد.. ومنه تُصنع الحكايات العظيمة.
وما أكثر العباقرة الذين غيروا مسارات البشرية رغم أنهم تعثروا وفشلوا أول الأمر بمقاييس مجتمعهم.. النجاح الحقيقي من يصنع شيئا يحبه فيبدع فيه ويبلغ غاية المجد فينفع نفسه ومجتمعه.. وليس بالشهادات وحدها نبلغ الآمال.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
