من قصص القرآن الكريم.. الله يأمر سيدنا إبراهيم بذبح ابنه، "وفديناه بذبح عظيم"

في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

سيدنا إبراهيم يخبر ابنه بحقيقة الرؤيا، وهذا رد فعل الغلام

هناك حديث روي عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "أنا ابن الذبيحين"، الأول هو أبوه عبد الله بن عبد المطلب، بعد أن نذر عبد المطلب جد الرسول، في عهد ما قبل الإسلام، أن يذبح أحد أبنائه تقربا إلى الله إذا رزقه بعشرة من الأولاد.

وقعت القرعة على عبد الله، وكاد أن يُذبح حتى افتداه والده بمائة من الإبل، أما الذبيح الثاني فهو سيدنا إسماعيل عليه السلام، الجد الأكبر لرسول الله، حين جاء الأمر لإبراهيم بذبحه، ثم فداه الله تعالى بذبح عظيم.

تحفل قصة سيدنا إسماعيل بالكثير من العبر، بدءا من مولده، مرورا ببقائه مع أمه هاجر في مكة وحدهما، وتأسيسه لحياة جديدة في شعبها، ثم زواجه وبناء بيت الله وأخيرا وفاته.

مولد سيدنا إسماعيل

تزوج سيدنا إبراهيم، عليه السلام، سارة ابنة عمه، واستقرا معا في فلسطين بعد أن تركا مصر هربا من ملكها ومعهما خادمتهما هاجر، كانوا جميعا يعيشون حياة هادئة راضية في بلاد الشام.
تأخرت زوجة سيدنا إبراهيم في الإنجاب، إلى أن بلغ من العمر عتيا، وكانت أمنية إبراهيم أن يرزقه الله بالذرية الحسنة، واعتقدت سارة أنها حُرمت الإنجاب، فوهبته هاجر.
وفجأة، حملت هاجر فغارت منها سارة وشكتها لسيدنا إبراهيم، الذي أخبرها أن تفعل بها ما تريد، فخشيت هاجر على نفسها وهربت.. ثم عادت بعد أن بشرها مَلَكٌ بابن يملك جميع بلاد إخوته، فعادت مرة أخرى، ووضعت إسماعيل، عليه السلام في فلسطين.
جاء في "البداية والنهاية" لابن كثير، أن سيدنا إبراهيم فرح بابنه الأول إسماعيل، الذي رُزق به وعمره 86 عاما، وخرّ لله ساجدا شاكرا، فقال له الله: "استجبت لك في إسماعيل، وباركت عليه، وكثرته، ونميته جدا كثيرا، يولد له اثنا عشر عظيما، وأجعله رئيسا لشعب عظيم".
من هنا كانت قصة سيدنا إسماعيل هي بداية نسل سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وكان هو "أبو العرب".

دعوة إبراهيم

سيدنا إسماعيل هو استجابة الله لدعوة إبراهيم عليه السلام، فاسمه يعني "سمع الله" أو "سميع الله" أو "الله يسمع"، وهو يعني ذلك بالعربية والعبرية.
شعرت سارة بالغيرة والغضب بعد أن ولدت هاجر سيدنا إسماعيل، ولم ترغب أن ترى وجهها، فأوحى الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسير بها وبابنه إلى جبال، حيث مكة الآن، وكان إسماعيل رضيعا ما زال، ولا تملك هاجر من أمرها شيئا في وادي لا زرع به ولا ماء ولا ناس.

ثم ترك سيدنا إبراهيم هاجر وولى ظهره عنها، ولما تعلقت بثيابه تسأله لماذا؟! وكيف يذهب ويدعها مع ابنهما الرضيع في صحراء خالية؟!

لم يجبها، حتى سألته: الله أمرك بهذا؟ فقال إبراهيم: نعم، فردت هاجر: فإنه لن يضيعنا، واستسلمت القبطية المصرية لأمر الله وحكمته.

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

وفي رحلة عودته إلى فلسطين، دعا إبراهيم ربه: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ". (سورة إبراهيم: 37).
وتواجه هاجر مع ابنها واحد من أقسى المواقف في قصة سيدنا إسماعيل وهو أيضا من أعظمها، حين نفد منها الماء وجف لبنها، واحتارت كيف تطعم ابنها الرضيع في الوادي المُقفر؟
تتطلع حولها، لم يكن هناك سوى الجبال، وبدأ صراخ الطفل يعلو فصعدت إلى أقرب جبل لها وهو الصفا تتطلع لترى أحدا، فلم تجد.

وتنزل إلى الوادي، ثم تصعد إلى أقرب جبل آخر لها وهو المروة، كي تلحظ أي مارة يساعدونها.

استمرت تسعى متلهفة بين الصفا والمروة سبع مرات، وإذا بماء يظهر عند قدمي إسماعيل الرضيع، بعد أن بحث عنه ملكٌ بجناحه.

زمزم

كان هذا موضع زمزم، وظلت هاجر تنبش الأرض وتغرف الماء وتُسقي ولدها، وظلت هكذا في سلام تعيش مع إسماعيل ويزورهما إبراهيم عليه السلام من حين للآخر.

ثم مرّت قبيلة "جُرهُم" في طريق سفرها ووجد طائر أعلى جبل، فأيقنت أن هناك ماء في هذا المكان، فنزلوا في الوادي، حيث هاجر وإسماعيل واستاذنوا أن يقيموا جوارهم.

سيدنا إسماعيل لم يكن عربيا، ويقال إنه كان يتكلم الآرامية أو العبرانية، ولكنه بعد أن انتقل مع أمه هاجر إلى مكة، احتك بقبيلة "جُرهُم" والعماليق وأهل اليمن، وما يُعرفون بالعرب العاربة، أو أهل قحطان، وتعلم من أهلها اللغة العربية.

من قصص القرآن الكريم، سيدنا إبراهيم يحطم الأصنام ويؤكد: بل فعله كبيرهم هذا

من قصص القرآن الكريم.. تفاصيل نجاة سيدنا إبراهيم، "يا نار كوني بردا وسلاما"

وكان سيدنا إسماعيل أول من نطق باللغة العربية الفصحى وعمره لم يتجاوز 14 عاما، وأول من ركب الخيل واستأنسها.. وجاءت من صلبه العرب المستعربة أي العدنانيون المنتسبين إلى عدنان حفيد إسماعيل، ومنشأهم الحجاز وهم أصل أغلب العرب الآن.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.