حديث الأربعاء
فاطمة وقافلة الغدر
فاطمة فتاة أبية النفس عزيزة مترفعة عن كل ما يُشينها ويقلل من شأنها، وهبها الله الذكاء والنباهة والوعي والرصانة؛ لذلك تألقت في دراستها فكانت من المتفوقات علما وخُلقًا وأدبًا ورقيا، حظيت فاطمة بجمال الظاهر والباطن على حدٍ سواء، تخرَّجت في كليتها بتقديرات هائلة ودرجات علمية مرتفعة، أهلتها لتتعين في وظيفة راقية في أحد فروع شركة إقليمية كبيرة، لكنها لم تكن تدري ما كان ينتظرها من عداوة نفوس البشر السوداوية.
واصلت فاطمة مشوارها بكل إصرار وتحدي حتى أصبحت جديرة بكل تقدير واحترام وتكريم، حصلت فاطمة على ترقية مستحقة فأصبحت رئيسة قسم في فرع الشركة، لكن لم يكن في حسبانها أن نجاحها هذا سيصبح نكبة على قلوب الحاقدين وطامة كبرى لهم، لأنه لم يكن على هوى مَن حولها..
فما كان منهم سوى كَيل العداء وتعبئة الحقد ومواصلة التربص بها، وقفوا لها بالمرصاد يرمونها بكل السهام الخبيثة السامة والتهم الباطلة. أصبحت فاطمة تعاني معاناة شديدة في مواجهة هذا الظلم البيِّن الذي يلاحقها تباعا، ولا حياة لمن تنادي.
في خضمّ هذه المعاناة في مجال عملها كانت فاطمة تستظل بحنان أمها وتتبارك بدعواتها، وتشعر بدفء الحياة في كنفها، فاطمة كانت بارة بأمها المريضة خاصة بعد وفاة الأب وانشغال الإخوة في معترك الحياة، فكانت أمها شغلها الشاغل بعد أن ألقت بكل مُتع الحياة جانبا وتفرغت لرعاية هذه الأم بجانب اجتهادها في عملها، وما يستوجبه هذا العمل منها فتؤديه بكل أمانة وإخلاص ورغم ضغوط من يحاربونها حقدا وطمعا وعداوة لا تستحقها.
يفاجئُ القدرُ فاطمة بموت أمها، فتفارقها الأم وتتركها وحيدة في عالم لا يرحم وبشر يرتدون أقنعة مزيفة يخفون خلفها كل مكر ولؤم ومخاتلة بين حين وآخر، لكنها لم تستسلم للأحزان فاستطاعت أن تقف على أقدامها لتعبُر فوق جسور الألمِ وتتخطى كل الأوجاعِ لتحفظ إيمانها وتجدد صبرها وثباتها، لكن الضغوط كثيرة والضربات موجعة ومتتالية، حتى زاد الحِمل وتجاوز حد احتمالها، ظلم متجدد وتُهم ملفقة ومتلاحقة.
اُبتُليَت الشركة التي تعمل بها فاطمة؛ بجبروت القائمين عليها وظلم الجائرين المائلين عن الحق كل الميل، فلا يرقبون في فاطمة ولا في غيرها إلًا ولا ذمة، ولا يخشون في الظلم لومة لائم!
وفي ظل هذا الغمام المظلم والضباب الكثيف تقف فاطمة وحيدة تواجه تُهَمًا يعلم جميع المخلصين من الزملاء -المغلوبين على أمرهم-؛ أنها بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، بل هي صاحبة القضية وهي المجني عليها هي ضحية القهر والظلم والافتراءات المستمرة من عصابة تصول في تلك الشركة وتجول ظلما وطغيانا بعد ان اعتبروا أن هذا المكان ملكية خاصة بهم خالصة لهم، لا رقيب عليهم ولا رادع لجبروتهم.
تستمر فاطمة مجاهدة صابرة واضعة نُصب أعينها هدفها ونجاحها في عملها لا تكل ولا تمل، لكن ما إن تشرق شمس يوم جديد حتى تتلقى فاطمة صفعة جديدة قرار جديد وحكم جائر بتهمة ملفقة، وافتراءاتٍ مكذوبة مِن الذين يقفون لها بالمرصاد لحرمانها من كل مستحقاتها..
وبهدف إبعادها عن المشهد تماما حتى لا تنفضح مخالفاتهم القانونية والمهنية والإنسانية والأخلاقية، بعد أن أكلوا حقوقها وحرموها من مستحقاتها وهم يعلمون بأنها فتاة يتيمة الأب والأم، متناسين عقاب من يأكل ويهضم حقوق الناس وأموالهم خاصة الأيتام، حين يقول الله تعالى ويحذر في سورة النساء الآية العاشرة:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}..
ما زالت فاطمة ثابتة يحدوها أملٌ كبير، أمل خلقه بداخلها يقينُها بالله، في حين تمرح القطط السوداء في قافلة الغدر غائبين عن إدراك أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأن الله يمهل ولا يهمل.
تنبيه: فاطمة هي واحدة من بين الكثيرات في واقع الحياة المؤلم بسبب ظلم الناس بعضهم البعض، قد تجد فاطمة أمامك ومن حولك في كل مكان وفي كل زمان.. كرم الله وجهه الإمام علي بن أبي طالب حين قال: "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكّر قدرة الله عليك"، وتذكر أيضا إن من أبكى الناس ظلمًا أبكاه الله ذلًا وقهرًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
