رئيس التحرير
عصام كامل

من حروب الوكالة والأذرع المسلحة إلى المواجهة المباشرة، كيف تغيرت قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل ؟، وما هي سيناريوهات مستقبل الصراع ؟

ايران واسرائيل
ايران واسرائيل
18 حجم الخط

شهدت الأيام الماضية تصعيدا غير مسبوق في طبيعة الصراع بين إيران وإسرائيل، ليتحول من صراع يعتمد على حروب الوكالة والضربات غير المعلنة إلى مواجهة عسكرية مباشرة، تنفذ فيها الهجمات علنا وعلى مرأى من العالم، في تطور يمثل تغييرا جذريا في قواعد الاشتباك المعروفة بين الطرفين.

الهجوم الإسرائيلي الأخير داخل العمق الإيراني، والرد الصاروخي الإيراني الذي طال قلب إسرائيل، ليس مجرد تبادل ناري عابر، بل يعكس تغيّرا كبيرا في العقيدة العسكرية والسياسية لدى كلا الطرفين، ويؤشر إلى مرحلة جديدة قد لا تنتهي إلا بحرب شاملة ما لم يتم احتواء التصعيد سريعًا.

كيف بدأت المواجهة المباشرة؟

لأعوام طويلة، اعتمدت إسرائيل وإيران على وكلائهما الإقليميين في إدارة المعارك بالنيابة، حيث كانت إيران تستخدم أذرعها المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، بينما اعتمدت إسرائيل على الضربات الجوية ضد قوافل الأسلحة ومواقع عسكرية في سوريا ومحيطها. 

لكن التوازن تغير بشكل مفاجئ عندما قررت إسرائيل استهداف منشآت حيوية داخل إيران، أبرزها مواقع المفاعلات النووية والمقار العسكرية والأمنية.

وفي المقابل، ردت إيران بهجوم صاروخي مكثف هو الأكبر من نوعه على الأراضي الإسرائيلية، تضمن استخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية استهدفت مواقع استراتيجية داخل تل أبيب والجنوب الإسرائيلي.
حسابات الردع الجديدة

المثير في هذا التصعيد أن الطرفين باتا يتعاملان بشكل علني، حيث خرجت البيانات الرسمية من طهران وتل أبيب تؤكد المسؤولية الكاملة عن الضربات، وتتباهى كل جهة بقدرتها على إيلام الطرف الآخر.

وهذا تطور نوعي، فبعد أن كان الطرفان يتجنبان المواجهة المباشرة خوفًا من الانزلاق إلى حرب مفتوحة، باتا الآن مستعدّين لتحمل كلفتها، كلٌ وفقً حساباته.

إسرائيل ترى أن خطر البرنامج النووي الإيراني اقترب من نقطة اللاعودة، وأنه لم يعد بالإمكان الاكتفاء بضربات محدودة أو تهديدات سياسية، في حين ترى إيران أن الرد القوي والعلني على الضربات هو السبيل الوحيد لفرض توازن الردع وإظهار الجاهزية.

تغير في العقيدة العسكرية

التصعيد الأخير كشف عن تحول إسرائيل من استراتيجية "المعركة بين الحروب" إلى ما يُعرف بـ"الحرب الوقائية المحدودة"، حيث لا تكتفي بمنع إيران من التقدم نحو السلاح النووي، بل تبادر إلى ضرب قدراتها قبل أن تتعاظم.

على الجانب الآخر، غيّرت إيران من قواعد الاشتباك عبر تبني سياسة "الردع المفتوح"، واستعراض قدراتها في الوصول إلى العمق الإسرائيلي، في رسالة مفادها أن أي هجوم لن يمر دون ثمن.

الإقليم على صفيح ساخن

 

هذا التصعيد لا يخص إسرائيل وإيران فقط، بل يمس دول الجوار والمنطقة بأكملها. حزب الله اللبناني على سبيل المثال، أعلن أنه لن يقف صامتًا إذا تطورت المواجهة ضد إيران، لكنه في الوقت نفسه يوازن بين دعمه لطهران ورغبته في تجنيب لبنان دمارا محتملا.

أما العراق وسوريا فباتت أراضيهما ساحة مفتوحة للمواجهات، وسط نشاط متزايد للطائرات بدون طيار وعمليات اغتيال غامضة.

السعودية والإمارات ودول الخليج تتابع التطورات بقلق بالغ، وتحاول لعب دور تهدئة خلف الكواليس، بينما تتجنب الدخول في أي اصطفاف مباشر.

موقف القوى الكبرى

 

واشنطن أعلنت دعمها لإسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تحاول منع توسع الحرب، خوفًا من إنزلاق المنطقة نحو فوضى لا يمكن السيطرة عليها، خصوصًا في ظل الأزمات العالمية المتعددة.

روسيا تحاول استغلال الوضع لتعزيز حضورها كوسيط في الشرق الأوسط، بينما تنظر الصين بقلق إلى تطورات الأحداث لما لها من تأثير مباشر على أمن الطاقة العالمي.

مستقبل الصراع

المرحلة القادمة مرهونة بقدرة الطرفين على إدارة التصعيد. فإما العودة إلى قواعد الاشتباك السابقة التي تعتمد على الردود المحدودة وحروب الظل، أو الدخول في مسار تصعيد مفتوح قد يشعل حربًا إقليمية واسعة النطاق.

السيناريو الثاني يبدو أكثر ترجيحًا إذا استمر الطرفان في تبادل الرسائل النارية المباشرة دون تدخل دولي جاد لاحتواء الأزمة.

وحتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على تهدئة وشيكة، مما يجعل المنطقة أمام مرحلة جديدة أكثر خطورة وتعقيدًا من كل ما سبق.

الصراع لم يعد يدور في الخفاء، بل أصبح على مرأى ومسمع الجميع، وما يجري اليوم ليس مجرد تصعيد، بل إعادة رسم لمعادلات القوة والنفوذ في الشرق الأوسط.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية