رئيس التحرير
عصام كامل

إيران.. نكسة الديكتاتوريات

18 حجم الخط

الفارق الزمنى بين ٥ يونيه ١٩٦٧ و١٣ يونيه ٢٠٢٥م، يزيد بأيام قليلة عن الـ ٥٨ عاما، في ٥ يونيه اجتاح جيش العدو الصهيوني أراضي مصر وسوريا والأردن، وخلف هزيمة نكراء، تركت آثارها في الذات العربية منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.


في 13 من الشهر الجاري قامت طائرات العدو الصهيوني بتوجيه ضربات موجعة إلى واحدة من القوى الدولية في محيطنا الإقليمي، ويبدو أنها ستترك آثارا أكثر وجعا من تلك التي فعلتها ضد الأراضي العربية، فقط الفارق الزمني كان من المفترض أن يترك خبرات لدى الإيرانيين لتلافي الخسائر.


في الخامس من يونيه كان عبد الناصر يعلم أن العدو سيوجه ضربات ضد بلاده، وقبل أيام والعالم كله يتحدث عن توقعات بضربات صهيونية ضد إيران،عبد الناصر طلب تلقى الضربة الأولى كما أمره حلفاؤه وأعداؤه، فكانت الطامة كبرى دفعنا ثمنها من تاريخنا ومقدراتنا الكثير.


وكما يقولون فإن التاريخ يكرر نفسه، فما وقع فيه ناصر ورفاقه وقع فيه المرشد ورفاقه،عبد الناصر حاول بإعلامه خداع الناس بعض الوقت، حتى جاء اليوم الذي اعترف فيه بالهزيمة، وأسماها "نكسة" وكان عزاؤنا الوحيد أن جيشنا وقع ضحية غدر، ولم يخض حربا، فقد كانت تحكمنا "شلة" من الهواة  والمغامرين وإيران يبدو أنها محكومة بـ "شلة" من الهواة الذين لم يقرأوا التاريخ.


القاسم المشترك أننا نواجه عدوا يعلم أننا لا نقرأ، وإن قرأنا فإننا لا نفهم، مصر قرأت بعناية ما جرى لها وأعادت الكرة مرة أخرى، وحققت ما كان يمكن تحقيقه في العام ١٩٦٧ بعد ست سنوات من القراءة المتأنية، وإسناد الأمر إلى أهله، ربما كان المحيط واحدا بين التاريخين.


لا نعرف على سبيل الدقة ماذا جرى فجر اليوم، ولا نعرف كيف اخترق الموساد بمعاونة الأمريكان والأوربيين طبقة الحكم والعسكر في إيران، وإنا كنا عرفنا في مصر بعد الهزيمة، كيف نبني جسورا من الثقة في الذات، بعيدا عن المحيط - أيا كان محيطا من الحلفاء والأصدقاء- أخذنا قرارنا بإيدينا وانتصرنا.


الإيرانيون مصدومون بسبب ما جرى، فقد كان وحتى الأمس يسود بينهم شعار يعني أن الكيان الصهيوني سيكتب نهايته إذا ما قرر خوض حرب ضد إيران، وكانت لغة الخطاب قد بنيت على أوهام القوة وأمجاد التاريخ دون النظر بعناية إلى ما يحاك ضدها.


خسارة إيران كقوة إقليمية سيترك أثرا خطيرا على المنطقة كلها، ولعلنا نتذكر من أقاموا الأفراح عند سقوط بغداد، كيف عاشوا، ولا يزالون يعيشون أياما من الرعب، رعب انفراد الكيان الصهيوني بالمنطقة كما قالها مجرم الحرب نتنياهو: "نحن نبني شرق أوسط جديد".. شرق أوسط يكون الكيان الصهيوني فيه هو المهيمن والسيد، ولا سيد غيره.


ومن أهم القواسم المشتركة بين النكستين، ليس التوقيت ولا التشابه المقيت في فكرة الهيمنة الكاذبة أو القوة الزائفة.. وإنما القاسم المشترك الأكبر هو سقوط أكذوبة الديكتاتوريات التي تحكم شعوبها بالضلال ، أو التي يمكنها تحقيق انتصار بالشعارات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية