عزيزتي مريم، لا تحملي القهوة فوق طاقتها

هل تعلمين يا مريم أن هناك من يعامل فنجان القهوة كما يعامل الطبيب النفسي؟ بعض الناس -لا أذكر أسماء طبعا، ولكنك تفهمين قصدي- يستيقظ من نومه مكشر الوجه، معقد الروح، ويصرخ في من حوله: بلاش كلام قبل القهوة.. كأن القهوة كائن سحري سيهدهده ويغني له «نام يا حبيبي نام».

يا مريم، القهوة في الأصل مشروب بسيط، خلطة من البن والماء وربما بعض السكر -لو كنتِ ممن لا يحبون المرارة في كل شيء- لكن هناك من جعلها مسؤولة عن استقرارهم النفسي، وإدارة جدولهم اليومي، وحل مشاكل علاقتهم العاطفية، وحتى مصيرهم المهني.

أحدهم قال لي ذات صباح: لو القهوة طلعت وحشة، اليوم كله بيبوظ.. آه والله. هو مش شارب قهوة، ده شارب مفتاح القدر.

يبدو أن بعض البشر قد بالغوا في تحميل القهوة فوق طاقتها، فصاروا يطلبون منها أكثر مما يطلبون من شركاء حياتهم: «يا قهوة، روقيني.. صبحيني.. طبطبي عليّ.. دخليني المود.. خرجيني من المود..»، وفي بعض الحالات: لمي شتات نفسي.

وأحيانًا – ويا للعجب – ينظرون للفنجان بنظرة درامية كأنهم في أحد مشاهد فيلم من أفلام ثلاثينات القرن الماضي، ويقولون: القهوة هي اللي فاهمة أنا حاسس بإيه. إزاي يعني؟ هي فنجان ولا قارئة فنجان؟

أنا لا أعارض حب القهوة، بالعكس، فنجان القهوة له هيبته ورائحته التي تفتح شرايين العقل وتوقظ الذاكرة، ولكن يا مريم، لا يجوز أن نجعلها شماعة نعلق عليها تقلباتنا المزاجية، ولا معجزة ننتظر منها أن تصلح ما أفسده الزمن والبطالة ومواقع التواصل.

القهوة، يا صديقتي، ليست مسؤولة عن فوضى عواطفك، ولا يحق لك أن تصبي فيها كل خيباتك ثم تنتظري أن تعيدك إنسانة جديدة بـ«روقان» فوري.

ولو فكرنا بعقلانية (وأنا هنا أحاول جاهدًا ألا أضحك)، سنكتشف أن أغلب الذين يقدسون القهوة هم ببساطة يبحثون عن مبرر للكسل، وعذر اجتماعي للانعزال، ووسيلة راقية للقول: سيبوني في حالي.

عن آلاء النجار وأطفالها التسعة

عادل إمام.. زعيم لم يغبه الزمان

وفي النهاية، يا مريم، نصيحتي لك: اشربي القهوة.. استمتعي بها.. ولكن رجاء، لا تحمليها فوق طاقتها. فهي ليست مصباح علاء الدين، ولا علاجًا سحريًا للاكتئاب، ولا وسيطًا روحيًا لتعديل مسارك العاطفي. إنها مجرد قهوة.. فنجان من الدفء.. لا أكثر.

وصدقيني، لو كان في القهوة كل هذا السحر الذي يدعونه، لكانت الدول تعالج بها مواطنيها بدلًا من الطوابير على عيادات الطب النفسي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.