عادل إمام.. زعيم لم يغبه الزمان
في عالم الفن قد نختلف كثيرا حول من هو الأفضل أو الأكثر موهبة، لأن الفن بطبيعته ابن الذائقة، يتشكل في القلب والعين والذاكرة، أحدنا قد يرى في أحمد زكي عبقري الأداء الذي يذوب في كل شخصية حتى لا تكاد تفرق بينه وبينها، وآخر يرى في نور الشريف مدرسة التوازن والعمق..
بينما يجد ثالث ضالته في قوة الحضور والدفء الذي يقدمه يحيى الفخراني، أو في كاريزما محمود عبد العزيز الساحرة، ومن منا لا يعترف بعظمة عمر الشريف في عبوره العالمي، أو بجاذبية شكري سرحان التي تمزج بين الطيبة والشجن، أو بهيبة محمود المليجي الذي جعل من الشر مهنة شريفة في الأداء؟
لكن إذا انتقلنا من سؤال من هو الأفضل، إلى سؤال من هو الأهم، من هو الأكثر تأثيرا في تاريخ مصر الفني؟ فلن أتردد في الإجابة: عادل إمام.
عادل إمام لم يكن نجما عاديا، ولم يكن مجرد ممثل ناجح، بل كان حالة استثنائية في تاريخ الفن العربي كله، في وقت كان فيه النجوم يصعدون بسرعة ويخفت نجمهم بنفس السرعة، استطاع هو أن يحافظ على بريقه لمدة تتجاوز نصف قرن، في سابقة نادرة لا تتكرر كثيرا في العالم، ليس فقط في مصر.
قد يقول البعض إن هناك ممثلين أكثر موهبة، لكن الحقيقة أن الموهبة وحدها لا تكفي، الذكاء الفني، وفهم الجمهور، ومواكبة الزمن، والقدرة على التجدد دون أن تفقد ذاتك، كلها عناصر تميز بها عادل إمام.. لم يكن أسيرا لنمط أو قالب، بل كان يعرف متى يغير جلده، ومتى يتمسك بثوابته.
الخطأ الأكبر الذي يقع فيه البعض عند الحديث عن عادل إمام، هو اختزاله في صورة الكوميديان الذي يثير الضحك فقط لكن هل شاهدوا الغول؟ هل دمعت عيونهم مع حب في الزنزانة؟ هل استشعروا القلق والخوف في الإنس والجن؟ أو رأوا هشاشة الإنسان في الإنسان يعيش مرة واحدة؟ هل أدركوا عمق الدور السياسي والإنساني في الإرهابي وطيور الظلام؟
عادل إمام ممثل درامي من الطراز الرفيع، لكنه كان يمتلك قدرة فريدة على تمرير الدراما عبر الكوميديا، وعلى توصيل المأساة من خلال الابتسامة وهذه قدرة لا تتوفر إلا لقلة نادرة من الفنانين، وهي ما جعلت تأثيره واسعا وعابرا للأجيال والطبقات.
ما يدهشك أكثر، هو كيف استطاع هذا الرجل أن ينجح في كل وسائط الفن.. على خشبة المسرح، كان زعيما حقيقيا، أعمال مثل الواد سيد الشغال، والزعيم، ومدرسة المشاغبين ليست مجرد عروض مسرحية، بل أصبحت جزءا من الذاكرة الجمعية للمصريين.
وفي السينما، يكفي أنه ظل نجم الشباك الأول لأكثر من 30 سنة، في وقت كانت الأذواق تتغير والمنافسة تشتد، لكنه دائما كان يعرف كيف يبقى في القمة.
وفي التلفزيون اقتحم الشاشة الصغيرة متأخرا نسبيا، لكنه ترك فيها بصمة لا تنسى، من دموع في عيون وقحة إلي أستاذ ورئيس قسم إلى عوالم خفية وصاحب السعادة، ظل الجمهور يتلقاه بنفس الحب.. حتى في الإذاعة، لم تغب بصمته، فقدم أعمالا إذاعية حازت استحسان النقاد والجمهور.
عادل إمام ليس فقط نجما جماهيريا، بل صانع وعي استخدم فنه لمواجهة التطرف، ولطرح أسئلة اجتماعية وسياسية حساسة، وفي كثير من الأحيان، كان يملأ الفراغ الذي تتركه النخب.. وكم من مرة وجدنا أنفسنا نناقش أفكار فيلم له كما لو كان ندوة فكرية، أو نردد حواراته كما لو كانت جزءا من ثقافتنا اليومية.
في عيد ميلادك لا نكتفي بقول كل سنة وإنت طيب، بل نقول شكرا، شكرا لأنك لم تكن مجرد نجم، بل كنت مرآتنا وضحكتنا ودمعتنا وذاكرتنا الجمعية.
شكرا لأنك لم تنحني للعواصف، ولا لتغير الزمن، وظللت واقفا قويا مبتسما تعرف طريقك جيدا.. أنت الزعيم ليس فقط على الورق ولا على خشبة المسرح والشاشات، بل في قلوبنا.. في ذاكرتنا.. في تاريخ هذا الوطن.. كل سنة وأنت ضحكتنا اللي عمرها ما خلصت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
