رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ يونس القاضي، رائد التأليف المسرحي والغنائي.. كان صديقا مقربا لسيد درويش.. اعتقل 19 مرة بسبب قصائده.. ورحل في مثل هذا اليوم

الشيخ يونس القاضى،
الشيخ يونس القاضى، فيتو
18 حجم الخط

الشيخ يونس القاضى، شاعر وزجال وكاتب مصري من الصعيد، لُقب بـ"شيخ المؤلفين"، صديق سيد درويش فى كفاحه، كتب له أروع أغانيه، رائد التأليف المسرحى والغنائى، ألَّف القصائد الوطنية المؤججة لمشاعر المصريين، فساهم بكلماته الوطنية فى الثورات واعتُقل 19 مرة بسبب تلك القصائد.

من اشهر قصائده “بلادى بلادى”، “يا عزيز عينى”، “أهو ده اللى صار”، رحل فى مثل هذا اليوم، الأول من يونيو عام 1969.

قصة نشيد “بلادي بلادي”

استلهم الشيخ يونس القاضى كلمات ألقاها الزعيم مصطفى كامل عام 1907 التى ألقاها بعد حادثة دنشواى التى تقول: "بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى.. لك حياتى ووجودى.. لك دمى ونفسى.. لك عقلى ولسانى.. لك حبى وحياتى.. فأنتِ أنتِ الحياة، ولا حياة إلا بك يا مصر"، ليكتب قصيدته “بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى / مصر يا ست البلاد.. أنت غايتى والمراد / وعلى كل العباد.. كم لنيلك من أيادِ”.

 

الشيخ يونس القاضى 
الشيخ يونس القاضى، فيتو 


ظل هذا النشيد حائرا، حيث أذاعت الإذاعة المصرية نشيد بلادى فى الثلاثينيات مرة بصوت محمد البحر على أنه تأليف بديع خيرى الذى نفى عن نفسه ذلك.

 ونشرت بعض المجلات أنه من تأليف وتلحين سيد درويش، ليظل هذا النشيد حائرا بدون مؤلف، إلى أن نسبه يونس القاضي إلى نفسه، وتم تسجيل النشيد لشركة صوت القاهرة وغنته فايدة كامل بصوتها.

درس بالأزهر فأصبح شيخا 

وُلد الشيخ يونس القاضي فى الأول من يوليو 1888 بقرية درب الدليل بالدرب الأحمر فى أسرة عريقة من قرية النخيلة بمحافظة أسيوط، كان له تسعة أشقاء، درس بالكُتاب ثم الأزهر، ومنه نال لقب الشيخ يونس.

وحاول العمل بالصحافة، وكتب أول مقال له بجريدة "المؤيد"، تبعتها مقالات متعددة فى شتى النواحى بجريدة اللواء، حيث تعرف على الزعيم مصطفى كامل.

مصطفى كامل يتبناه 

وكان مصطفى كامل من أشد المعجبين بــ يونس القاضى وبشعره ومقالاته وأزجاله، حتى أنه كان يرعاه ثقافيا ووطنيا.

ومن هنا نشأ على كراهية الإنجليز والاحتلال، واستعان به الزعيم بعد ذلك فى تبسيط خطبه التى كان يوجهها إلى الجماهير، وكان يقول له: "يا شيخ يونس، أنا بخطب بالفصحى والفرنسية والإنجليزية، ولكن الناس قي حاجة لمن يحدثهم بلغتهم، وأنت الوحيد الذي يستطيع ذلك"، فكان بأشعاره يقوم بشرح خطب الزعيم كامل باللغة العامية وبالزجل بكلماته البسيطة.

يونس القاضى بعد ان خلع الجبة والقفطان 
يونس القاضى بعد أن خلع الجبة والقفطان، فيتو 


شارك الشيخ يونس القاضى فى ثورة الأزهر عام 1908 ضد الخديو عباس حلمى بأغانيه فى المسرح وأزجاله، واعتقل أكثر من مرة بسبب كتاباته السياسية ضد الاحتلال والخديو، فكتب يقول: "أهو ده اللى صار واللى كان.. مالكش حق تلوم عليا.. تلوم عليا ازاى يا سيدنا.. وخير بلادنا ماهوش فى إيدنا".

المسرح الغنائى جريدة سياسية 

يرى الشيخ يونس القاضي أن المسرح الغنائى جريدة سياسية، يوضح من خلالها الفكر السياسى الرافض للاستعمار.

تعرف على سيد درويش ووجد فيه ضالته، فاتفقت عبقريته مع ألحان سيد درويش التى رددتها الجماهير فى كل المناسبات والمواقف الحماسية والوطنية، ولاقت نجاحا وشهرة واسعة. 


كتب يونس القاضى أكثر من 50 مسرحية، بين السياسى والكوميدي، استخدم فى كتابتها التورية والرمز، منها: مسرحية "كلها يومين"، وقد اعتقلته السلطات بسببها 17 مرة لأنها تحمل عبارات عنيفة ضد بريطانيا، وكذلك مسرحيتى "حسن أبو علي سرق المعزة"، و"كلام فى سرك"، وكانتا من بطولة منيرة المهدية.

أبونا “توت عنخ آمون” 

من المفارقات الغريبة أن الشيخ يونس القاضى كان هو أول رقيب "مصرى" على المصنفات الفنية، وعندما تم تعيينه رقيبا منع كل الأغنيات الهابطة التى قام هو بتأليفها.

 ومن المفارقات ايضا أنه أول من كتب أشعارا عن الآثار فى مصر، فكتب أغنية "توت عنخ آمون" عام 1922 عند اكتشاف توت عنخ آمون كأول أغنية من نوعها عن الآثار فى مصر، وتدور حول سيدة مصرية تقخر بانتسابها إلى مصر وأجدادها الفراعنة العظام فتقول: "ما يجبش زيي إن لف الكون.. احنا أبونا توت عنخ آمون".

كان يونس القاضى من أقرب أصدقاء سيد درويش، كتب له مجموعة كبيرة من الأغنيات الوطنية والعاطفية منها: يا بلح زغلول، زورونى كل سنة مرة، أنا هويت وانتهيت، خفيف الروح بيتعاجب، أنا عشقت، ضيعت مستقبل حياتى، وله أغنيات مثيرة للجدل مثل: "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، و"تعالى ياشاطر نروح القناطر"، و"ارخي الستارة اللى ف ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا" وغيرها.

ضيعت مستقبل حياتى 

كتب الشيخ يونس القاضى آخر مقالاته في مجلة “صباح الخير” عام 1966 تحت عنوان "كتبت أغنية ضيعت مستقبل حياتى وليس فى جيبى مليم".

 يقول فيه: طلب منى أحد أصدقائى أن أضع أغنية لمطرب مغمور فى الإسكندرية بدأ يذيع صيته اسمه سيد درويش،  فكتبت لسيد درويش أغنية "وأنا مالى"، وكانت المفاجأة أن الناس نسوا الأغنية بعد ثلاثة أيام من كتابتها، بعدها كتبت للفنان الراحل أروع أغانيه "ضيعت مستقبل حياتى"، وهذه الأغنية لها قصة وقد لحنها سيد درويش شطرة شطرة وبيتا بيتا، كنا ونحن نسير حول حديقة الأزبكية على أقدامنا لأننا نحن الأثنين لم نكن نملك قرش تعريفة نجلس به فى المقهى، فكنت أنظم الشطرة والبيت، وهو يلحنه فى الحال إلى أن انتهيت من نظم الأغنية وسمعتها ملحنة فى الحال، بعدها كتبت “أنا عشقت، ”أنا هويت وانتهيت"، “يا أمى ليه تبكى عليا وانا رايح الجهادية”.

زورونى كل سنة مرة

كتب الشيخ يونس القاضى أغنية "زورونى كل سنة مرة.. حرام تنسونى بالمرة"، التى غناها سيد درويش وغنتها المطربة اللبنانية فيروز بعد ذلك لمصالحة أخته بعد خلاف أدى الى قطيعة بينهما، وقد سمعت الأخت الأغنية عندما انتشرت في مصر كلها، وفهمتها، فتصالحت معه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية