وحدة الشعائر.. أم وحدة المواقف؟!
في هذه الأيام تتجه الأبصار والقلوب لبيت الله الحرام في مكة شوقًا لأداء فريضة الحج، فمنا من وُفّق لها ومنا من لم يرزق فضلها لعدم الاستطاعة أو لحكمة يعلمها الله تعالي! ويُفترَض أن الحج مناسبة جامعة أو مؤتمر جامع لوحدة المسلمين، الذين اتحدوا في الشعائر وملابس الإحرام، والطواف والسعي والوقوف بعرفة..
للحج حكمةٌ تتلخص في جمع المسلمين على كلمة سواء، وموقف واحد إزاء قضاياهم المصيرية، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.. فهل حقق المسلمون الغاية من الحج؟!
يقول مفكرنا الراحل الدكتور مصطفى محمود في كتابه الطريق إلى الكعبة.. سألت نفسي وأنا أطوف بالكعبة.. ما بال المسلمين يطوفون الآن في خشوع وتبتُل.. فإذا خرجوا تفرقوا وانقسموا وأصبح كل منهم يطوف حول نفسه أو حول اسمه أو حول شيطانه!
أهي أدوار يمثلونها لبضع دقائق ثم يذهب كل منهم بعد ذلك إلى حال سبيله؟ أيكون طوافهم طوافًا ونسُكًا دينيًا حقًا أم تمثيلًا.. هل أراد اللّه بالطواف أن يكون مجرد حركة معزولة عن السلوك والحياة.. أم أراد به أن يكون شعيرة دينية.. هي تكثيف وتلخيص للحياة كلها.. بل أراد اللّه أن تكون حياتنا كلها طوافًا حول مشيئته في كل صغيرة وكبيرة.
ولو أن العرب طافوا في سياستهم حول نقطة واحدة كما يطوفون الآن، ولو أنهم اجتمعوا أبيضهم وأحمرهم وأسودهم في رحاب رأي واحد كما يجتمعون في الكعبة لما ذلوا ولما هانوا ولما أصبحوا عالمًا ثالثًا أو عالمًا رابعًا.. كما نراهم الآن!
ماذا كان سيقول مفكرنا الرحل إزاء أحوال المسلمين اليوم وهم منزوعو الوحدة تكاد الأمم تتكالب عليهم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، ليس من قلة فهم أمة المليارين، بل من كثرة مستضعفة لم تأخذ بأسباب القوة، ولم تتصل بالعلم اتصالًا يمكنها من أن يكون لها كلمة فيما يخص مصائرها، بل إن مصائر بعض دولها يقررها غيرهم كما قال شيخ الأزهر في رده على رئيس جامعة القاهرة السابق الدكتور الخشت في معرض حديثه عن التجديد والتراث.
فقدان أسباب القوة يجعلنا نتساءل: لماذا فرّطت الأمة في قوتها ورباطها، لماذا تركت أمر ربها في الاعتصام به وبكتابه وسنة نبيه الكريم ثم تكالبت على الشعائر والعبادات دون النظر في المعاملات وجوهر الدين وغايته..
يقول الله تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (آل عمران: 103).
النظر في جوهر الحج لابد يعيدنا إلى جادة الحق، فالحج ليس مجرد سفر إلى مكان مقدس، بل هو رحلة يتشابك فيها الجسد بالروح، والسلوك بالعقيدة، حيث نمتثل لأوامر الشرع، وإن خفيت علينا حكمته، فهل حققت الأمة غاية الحج.. ولماذا توحدت في الشعائر وتفرقت في المعاملات وتنافست على الدنيا وهي زائلة؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
