58 عامًا على إغلاق تيران أمام إسرائيل، قرار عبد الناصر الذي غير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط
في مثل هذا اليوم قبل 58 عامًا، اتخذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارًا حمل توقيع التاريخ بمدادٍ لا يمحى، حيث أعلن من قلب القاهرة إغلاق مضيق تيران في وجه السفن الإسرائيلية، مانعًا بذلك وصولها إلى ميناء إيلات عبر خليج العقبة، ومطلقًا شرارة ما أصبح لاحقًا نكسة يونيو 1967.
لكن لفهم هذه اللحظة المصيرية، لا بد من العودة خطوتين إلى الوراء، إلى سنوات تراكم فيها الغضب العربي، وتفاقمت فيها التناقضات بين الشعارات والأفعال، بين الحلم القومي والواقع الإقليمي المحاصر.
سر الصراع الصفري بين عبد الناصر وإسرائيل
منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، دخل عبد الناصر في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، لم تكن مجرد اشتباك حدودي، بل صراع وجودي، في نظر عبد الناصر إسرائيل لم تكن مجرد دولة معادية، بل مشروعًا استعماريًّا غرس بقوة السلاح في قلب المنطقة، وكان يرى أن بقاءها على هذا الشكل هو إهانة للعروبة، وتمكين للغرب من تقسيم المنطقة وتفريغها من روحها التحررية.
خطاب عبد الناصر لم يكن مجرد خطب حماسية، بل تعبير عن مشروع سياسي واضح، وحدة عربية تقودها القاهرة، تستعيد فلسطين وتسقِط الرجعية وتواجه الهيمنة الغربية. هذا المشروع بطبيعته لا يحتمل التعايش مع إسرائيل، ولا يراهن على مفاوضات حدودية، بل على صراع صفري طويل النفس، ينتهي بانتصار عربي شامل.
أسباب تشديد الحصار المصري على إسرائيل
في النصف الأول من مايو 1967، تصاعدت التقارير حول نوايا إسرائيل لشن هجوم على سوريا، خاصة بعد مناوشات عنيفة في الجولان. وصل التوتر ذروته مع طلب دمشق دعمًا عسكريًا عربيًا مباشرًا، فجاء الرد من القاهرة بإجراء رمزي خطير، سحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء، التي كانت منتشرة هناك منذ 1956 لضمان أمن الحدود.
لم يكتف عبد الناصر بذلك، بل أعلن التعبئة العامة، وأرسل الآلاف من الجنود المصريين إلى سيناء، في استعراض لقوة الردع العربية.
وجاءت اللحظة التي قلبت موازين اللعبة. في 22 مايو، أعلن عبد الناصر إغلاق مضيق تيران، معتبرًا أن الخليج مياه مصرية خالصة، وأن السفن الإسرائيلية ممنوعة من المرور.
وكان عبد الناصر يدرك أن إسرائيل تعتبر حرية الملاحة في المضيق خطًّا أحمر. لكنه أراد اختبار قدرة إسرائيل على الرد وإجبار العالم لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على التدخل لردع التصعيد، أو على الأقل تأجيل الحرب لكن الحسابات خذلته.
وظن عبد الناصر أن الضغط العربي والإعلام الجماهيري سيوفر له مظلة صلبة، لكن ما لم يدركه أن إسرائيل المدعومة تسليحيًا واستخباراتيًا من واشنطن، كانت تخطط لحرب سريعة وحاسمة، تستغل التفوق الجوي الكامل والارتباك السياسي العربي.
وفي صباح 5 يونيو، قبل أن تكتمل التعبئة المصرية، ضربت الطائرات الإسرائيلية أغلب سلاح الجو المصري على الأرض في ظرف ساعات، وبدأت أكبر خسارة عسكرية في تاريخ العرب الحديث.
ويمكن القول: إن كان قرار إغلاق المضيق كانت لحظة بدت في وقتها استعراضًا للكرامة، لكنها تحولت إلى نقطة لا عودة، فقدت الضفة والقدس والجولان وسيناء، وانكسر المشروع القومي برمته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
