هل تمضي الجارتان النوويتان إلى حرب عالمية ثالثة.. مخاوف من تطور الصراع المكتوم بين الهند وباكستان
وسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية تطورات الأحداث بين الهند وباكستان النوويتين، وبدأت اشتباكات محدودة بين البلدين على خلفية الهجوم الدامى الذى وقع فى كشمير الهندية واتهمت نيودلهى إسلام آباد بالتورط فى الحادث إلا أنها نفت هذا، فهل تمضى الجارتان النوويتان إلى حرب عالمية ثالثة وسط ترقب الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أم تنطفئ جذوة الحرب مبكرًا، ويتم تغليب لغة الحوار والتفاهم؛ خاصة بعد تدخل الرئيس الأمريكى وإعلانه أثناء مثول الجريدة للطبع عن وقف شامل وفورى لإطلاق النار بين البلدين، شاكرًا ما وصفه بالاستجابة السريعة من الطرفين؟
الحروب القديمة بين الهند وباكستان
من جانبها قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية إن الاشتباكات التى دارت بين الهند وباكستان ليست الأولى من نوعها، فقد حدث تصعيد مشابه خلال عام 2019، فضلا عن الحروب القديمة التى وقعت فى الأربعينيات والستينيات والسبعينيات.
وأضافت أستاذ العلوم السياسية: “ربما التطور المهم الجديد خلال الاشتباكات الأخيرة الآن هو ميزان القوى”، كاشفة أن الهند الآن مرشحة لمصاف القوى الكبرى، والعام الماضى حققت نموا اقتصاديا 7% إذ تجاوزت الصين التى كان معدل نموها 5%.
وعن إمكانية أن تتحول باكستان أو الهند لساحة صراع غربى شرقى أو أمريكى صينى خاصة مع زيادة النفوذ الأمريكى فى نيودلهى خلال الفترة الماضية، على غرار ما يحدث فى أوكرانيا، استبعدت نورهان هذا السيناريو، وقالت إن توازنات القوى فى آسيا مختلفة، لافتة إلى أن روسيا شريك استراتيجى ومهم جدا للهند أيضا، كما إن تدخل ترامب وإعلانه وقفا شاملا لإطلاق النار قد يكون مؤشرا إيجابيا ويخالف توقعات معظم المراقبين الذى توقعوا تصاعدا عنيفا للأحداث بين الجارتين النوويتين.
وأعربت أستاذة العلوم السياسية عن شكها فى أن يكون هناك وجود دفع غربى أو أمريكى فى إطار تصعيد الصراع الدائر بين الهند وباكستان، خاصة بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد.
وعن إمكانية استغلال الصين للصراع بين إسلام أباد ونيودلهى لإضعاف الهند التى تطمع فى منافستها على الساحة الدولية، قالت «الشيخ»: العلاقات الدولية حاليا تختلف عن عقلية صراعات الحرب الباردة، لافتة إلى أن الهند من أكبر الشركاء التجاريين للصين.
واستكملت حديثها قائلة: “رغم أن هناك تنافسية بين الهند وباكستان نظرا إلى أن البلدين يعدان عملاقين فى آسيا، لكن هناك تفاهمات وشراكات مهمة جدا بينهما وحجم التبادل التجارى بين البلدين كبير جدا، والعلاقات ليست حدية لهذه الدرجة”.
واستبعدت نورهان الشيخ وصول الأزمة إلى مستوى الصراع بين روسيا وأوكرانيا، نظرا إلى أن الهند لا تريد استنزاف اقتصادها وليس من مصلحتها التورط فى حرب تستنزف قدراتها، مشيرة إلى أن نيودلهى حققت معدلات نمو كبيرة ووصلت إلى الاقتصاد رقم 5 على مستوى العالم وتطمح فى الوصول لرقم 3، وهى لن تضحى بهذه الانتعاشة الاقتصادية من أجل التورط فى حرب مع باكستان، كما أوضحت أن الخلاف حول كشمير يختلف عن الصراع الدائر فى أوكرانيا، فالمعادلات الجيواستراتيجية مختلفة تماما، معربة عن اعتقادها بأن الصراع لن يتحول لحرب شاملة كبرى.
إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة
وعن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة وأن تكون الهند وباكستان مركز انطلاقها، قالت أستاذة العلوم السياسية، إن وصول ترامب للسلطة من جديد نزع فتيل الحرب العالمية الثالثة، لأن توجهه ومنظوره فى إدارة العلاقات والسياسة الخارجية اقتصادى بحت بالأساس، والاقتصاد يحتاج إلى استقرار، وهذا ما دعاه إلى التدخل المباشر لإطفاء جذوة الحرب قبل اشتعالها.
وقال الدكتور محمد عبادى الباحث المتخصص فى الشئون الدولية، إن الصراع بين الهند وباكستان ليس وليد اللحظة فقد بدأ بالفعل بعد خروج المستعمر البريطانى من الهند ثم الانقسام إلى الهند وباكستان، ومنذ هذه اللحظة ظهرت مخاطر تهديدية وأزمة بين البلدين.
وتابع عبادي: “الهند خلال الفترة الأخيرة اتجهت إلى المعسكر الغربى والأمريكى والإسرائيلي، بينما باكستان قررت اللجوء للمعسكر الصيني.. لذلك يمكن فهم الصراع فى سياق التنافسية الدولية بين أمريكا والصين”.
واستكمل عبادى قائلا: “حديث ترامب الدائم عن موازين القوى وقوة الجيش الأمريكي، وكذلك تصرفات إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط، شجع باقى الدول على استعراض قوتها ومنها الهند التى توهمت قدرتها على فرض إرادتها على باكستان”
واختتم حديثه قائلا: “الدول كلها حاليا يسودها شعور بأننا أصبحنا فى عالم بلا قواعد مثل الشعور الذى كان سائدا قبل الحرب العالمية الثانية.. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية رأت القوى الكبرى ضرورة سن قواعد لضبط جنون العالم.. أما اليوم وبعد فرض رسوم ترامب الجمركية وما تفعله إسرائيل فى الشرق الأوسط على مرأى ومسمع من الجميع يؤكد أننا وصلنا إلى مكمن الخطورة وهو أن الدول القوية من الممكن أن تطمع فى جيرانها الأضعف وبالتالى سنجد سلسلة جديدة من الحروب الصغيرة.. وهذا قد يوصف بحرب عالمية ثالثة”، ولكن متي وكيف تندلع؟ لا أحد يعلم. متمنيًا أن يكون الوقف الذى أعلنه ترامب لإطلاق النار بين الجارتين النوويتين حقيقيًا ومستدامًا.
نقلا عن العدد الورقي،،،
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
