رئيس التحرير
عصام كامل

في انتظار «بيل جيتس» العرب!

18 حجم الخط

تعهّد الملياردير بيل جيتس بالتبرع بكل ثروته الشخصية تقريبًا خلال العقدين القادمين لمؤسسة جيتس الخيرية، وهذا التعهد يثير تساؤلات جوهرية حول دور رأس المال الاجتماعي ومدى التزام الأثرياء العرب بتوظيف ثرواتهم لخدمة المجتمع.

فبينما يعلن بيل جيتس عن نيته التبرع بمعظم ثروته للأعمال الخيرية عبر مؤسسة جيتس الخيرية، لمكافحة الأمراض والفقر وتعزيز التعليم ليقدم نموذجًا راشدًا للرأسمالية الواعية، التي تسعى إلى تحقيق أثر اجتماعي إيجابي يتجاوز تعظيم الأرباح.. نجد كثيرًا من أثريائنا العرب يوجهون تبرعاتهم لأغراض سياسية أو دعائية، مثل دعم حملات انتخابية أو إقامة مشاريع فاخرة، دون أن يكون هناك اهتمام كافٍ بالأزمات الإنسانية في المنطقة مثل أزمة غزة. 

ليس كل الأثرياء العرب يضنون بأموالهم على الفقراء والمحتاجين.. لكن كم تبلغ نسبة هؤلاء قياسًا بالمجموع الكلي للأغنياء العرب؟!

ألا تثير واقعة بيل جيتس تساؤلات حول أولويات الإنفاق الخيري وأسباب تجاهل المآسي الإنسانية القريبة منا نحن العرب، بينما يتألم لها الشارع الغربي فيخرج ليطالب بوقف تلك المذابح بحق أشقائنا في غزة، بينما يقدم بعض الأثرياء العرب عروضًا سخية لمزادات تُقام لجمع التبرعات، ويعرض فيها هؤلاء الأثرياء مبالغ خيالية مقابل أشياء قد تكون بسيطة، مثل شراء أرقام هواتف مميزة، لوحات فنية، أو حتى مجرد لقاء مع شخصية مشهورة.. 

وثمة بعض الأثرياء العرب ينفقون ثرواتهم على هوايات فاخرة مثل اقتناء السيارات النادرة، الطائرات الخاصة، واليخوت الفارهة، أحد أثرياء دولة خليجية شقيقة اشترى سيارة مرصعة بالألماس، بينما اقتنى آخر يختًا تبلغ قيمته ملايين الدولارات.

ناهيك عن البذخ في الأفراح وحفلات الزفاف الفاخرة والتي تصل تكإليف بعضها إلى عشرات الملايين من الدولارات، وتتضمن عروضًا موسيقية عالمية، وأزياء من أشهر المصممين، وهدايا باهظة للضيوف.. 

وهناك طائفة أخرى من الأثرياء ينفقون مبالغ طائلة على حيواناتهم الإليفة، مثل شراء قصور للخيول، أو ملابس مرصعة بالمجوهرات للكلاب والقطط.. أو شراء القصور الفارهة والشقق الفاخرة حول العالم وغيرها من وسائل الإنفاق المفضلة، خاصة في مدن مثل لندن، باريس، ونيويورك.

والسؤال: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يسألون فيهم عن أموالهم من أين اكتسبوها وفيم أنفقوها؟!

في الغرب، تعمل المنظمات الخيرية على مراقبة توزيع التبرعات، بينما في العالم العربي قد لا تكون هناك إليات شفافة تضمن وصول الأموال لمستحقيها، بل ربما تربح البعض من جمع التبرعات حتى تجد إعلانات فخمة جدًا ومتكررة على مؤسسات يُفترَض أنها خيرية.. حتى في الإنفاق بلغ العرب مبلغًا شائهًا تتعجب منه الأمم؟!

ويبقى أن بيل جيتس قال إن الأشد فقرًا بالعالم سيحصلون على نحو 200 مليار دولار عبر مؤسسته، وذكر جيتس (69 عامًا)، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وأحد مقدمي المساعدات الخيرية، أنه سيسرع من خطط توزيع ثروته وإغلاق مؤسسة جيتس بحلول 31 ديسمبر 2045.

وكتب على موقعه الإلكتروني: "سيقول الناس كثيرًا من الأشياء عني عندما أموت، لكنني مصمم على أن عبارة مات غنيًا لن تكون واحدة منهم".. وأضاف: "هناك كثير من المشكلات العاجلة التي تحتاج إلى حل، ولا أستطيع الاحتفاظ بالموارد التي يمكن استخدامها لمساعدة الناس".. فهل يخرج من بيننا "بيل جيتس" العرب ليقدم نموذجًا قابلًا للتكرار والانتشار في عالم كثر فقراؤه وبخل أغنياؤه؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية