الإيرادات المرتفعة ليست شهادة ضمان على جودة الفيلم!

 ذكرت وأكدت في أكثر من مقال سابق على أنه ليس بالضرورة أن الإيرادات الضخمة والقياسية التي حققتها بعض الأفلام في السنوات القليلة الماضية، دليلًا وضمانًا على جودة هذه الأفلام من الناحيتين الفنية والفكرية، ولا على قيمة المورال والرسالة والمضمون الذي تطرحها إن وجد من الأساس!

فمعظم هذه الأفلام للأسف جاءت متواضعة وضعيفة فنيًا ولا تحمل أدنى رسالة أو مضمونًا هادفًا، بل على العكس جزء كبير منها يروج لقيم سلبية وهدامة، كالعنف والجريمة والبلطجة والرذيلة والشذوذ بكل أنواعه، ما يعد خطرًا شديدًا على المجتمع وتقاليده وعاداته وشبابه ومستقبله ويسيء إلى المجتمع بصفة خاصة وإلى الوطن بصفة عامة!

وهو ما يستوجب وقفة قوية ورادعة مع هذه النوعية المسمومة من الأفلام ليس فقط من الرقابة ورئيسها الجديد الكاتب الكبير المبدع عبد الرحيم كمال كان الله في عونه، ولكن من كل أجهزة الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام المحترم المستنير والنقاد والصحفيين وجماعات الضغط، ومن كل محبي وصناع السينما المخلصين لها وكل عاشقي الفن السابع، الذين تربوا على أفلام الزمن الجميل والفن الهادف الذي يحض على القيم النبيلة ومكارم الأخلاق ويحترم عقول الناس ويرتقي بأذواقهم.

الـ 10 الأعلى إيرادًا

فبنظرة سريعة على الأفلام الـ 10 التي حصدت أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية حتى الآن، والتي قد يعتبرها البعض الأفضل على غير الحقيقة! فسنجد على رأسها فيلم ولاد رزق 3 الذي كسر كل الأرقام القياسية السابقة وحقق 260 مليون جنيه! وهو بطولة أحمد عز وعمرو يوسف وآسر ياسين، تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان. 

يليه الفيلم الظاهرة الذي قلب كل الموازين وسيغير خريطة السينما في الفترة المقبلة سيكو سيكو، محققًا أكثر من 160 مليون جنيه خلال شهر فقط عرض مزيحًا فيلم بيت الروبي لكريم عبد العزيز الذى حقق 130 مليون جنيه من المرتبة الثانية كأعلى الأفلام إيرادا في التاريخ! 

بل وبات مرشحًا لجني 200 مليون جنيه في الأسابيع المقبلة، وهو بطولة مجموعة من الشباب الواعد طه دسوقي وعصام عمر وعلي صبحي وديانا هشام وتارا عماد، تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس.

وحل رابعًا فيلم شبابي آخر من مفاجآت السينما هذا العام هو الحريفة 2 بمبلغ 128 مليون جنيه، بطولة نور النبوي وأحمد غزي ونور إيهاب، تأليف إياد صالح وإخراج كريم سعد، ثم فيلم كيرة والجن لكريم عبد العزيز وأحمد عز، تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وحقق 119 مليون جنيه، ولنفس الثنائي أحمد مراد ومروان حامد جاء فيلم الفيل الأزرق 2 لكريم عبد العزيز في المرتبة السادسة بـ 103 ملايين جنيه، ففيلم ولاد رزق 2 لأحمد عز ب 100 مليون جنيه.

أما خارج نادي المئة، فيأتي فيلم إكس مراتي لهشام ماجد وأمينة خليل ثامنًا بـ93 مليون جنيه ثم كازابلانكا لآمير كرارة تاسعًا بـ 79 مليون جنيه، فأخيرًا في المرتبة العاشرة فيلم شقو لعمرو يوسف ومحمد ممدوح بـ 78 مليونا و800 ألف جنيه، إخراج كريم السبكي.

وهذه الأفلام العشرة فقط حصدت مجتمعة ما يقرب من مليار و250 مليون جنيه، وهو رقم خيالي! ولكن هل هذه الأفلام تحمل من الجودة في الصنع والقيمة الفنية والرسائل الهادفة ما يوازي إيراداتها القياسية؟ الإجابة لا وألف لا! 

فكلها أو الغالبية العظمى منها ذات مستوى متوسط وأقل من المتوسط فنيًا وليس لها أبعاد أخلاقية أو رسائل مهمة واضحة، بل أن عددا من هذه الأفلام أبطالها من المجرمين والخارجين عن القانون كما في سلسلة ولاد رزق وكازابلانكا وشقو، أو يتحدث عن الغيبيات وعالم الجن كما في الفيل الأزرق، وكلها موضوعات لا تفيد المجتمع بل تضره وتلهيه عن الكم الهائل من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي تحاصره من كل صوب وجهة؟!

روائع فشلت في شباك التذاكر

 وتأكيدًا على أن شباك التذاكر ليس دليلًا دامغًا وضمانًا على جودة الفيلم وتميزه فنيًا وفكريًا، فهناك قائمة طويلة من الأفلام القديمة والحديثة في تاريخ السينما المصرية شهد لها الجميع بالتميز الشديد فنيا وفكريًا وصار معظمها من كلاسيكيات السينما، وتصدرت المراكز الأولى بين أفضل مائة فيلم في التاريخ، ولكنها رغم ذلك فشلت في شباك التذاكر! لأسباب عديدة تتعلق بموضوعاتها الجادة والفلسفية أو بأوقات عرضها غير المناسبة أو لوجود أفلام لنجوم كوميديا أو أكشن كبار عرضت بالتزامن معها.

معظم النجوم الحاليين يفتقدون الموهبة والثقافة والمشروع!

سيكو سيكو والحريفة يغيران خريطة السينما المصرية!

ومن أشهر هذه الأفلام.. باب الحديد، بطولة فريد شوقي وهند رستم وإخراج يوسف شاهين، الناصر صلاح الدين بطولة أحمد مظهر وأكبر كوكبة من النجوم في تاريخ السينما وإخراج يوسف شاهين، شيء من الخوف، لمحمود مرسي وشادية وإخراج حسين كمال، الزوجة الثانية لسعاد حسني وإخراج صلاح أبو سيف، الحريف للزعيم عادل إمام وإخراج محمد خان.. 

دم الغزال بطولة نور الشريف ويسرا، تأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين، الكاهن بطولة محمود حميدة وحسين فهمي، تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، وأحدث هذه الأفلام التي فشلت في شباك التذاكر كان أهل الكهف.. 

بطولة نخبة من النجوم مثل خالد النبوي، محمد فراج، غادة عادل، محمد ممدوح، مصطفى فهمي، بيومي فؤاد، والمأخوذ عن مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم، سيناريو وحوار أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة، والذي رغم تكلفته الكبيرة وتصويره في عدة دول إلا إنه لم يحقق سوى 14 مليون جنيه فقط في 14 أسبوع عرض! وذلك لأن حظه العاثر ساقه للعرض مع الفيلم الأغلى والأعلى إيرادات في التاريخ ولاد رزق الجزء الثالث!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.