دروس انتخابات الصحفيين
الانتخابات -أي انتخابات- لا نقول فيها للخاسر حظًا أفضل في المباريات القادمة.. ولكنها مبارزة سياسية يتعلم منها الأخطاء ليتلافاها مستقبلًا. وفي انتخابات النقابات لا ينبغي للمرشح إظهار أنه يمثل الدولة وأنه آلة دعائية لها، ومخلب قط إذا نجح في الوصول لرأس النقابة. والصحفيون لديهم حساسية من سيطرة السلطة ومن توجيهات أجهزتها، وتجربة النقيب خالد البلشي تستحق الدراسة..
وما جري ليس نتيجة انتخابات، أنها رسالة ينبغي استيعابها وقراءتها، فقد خسر عبد المحسن سلامة الانتخابات في نقابة الصحفيين بذات الطريقة التي خسر بها مرشح الحكومة السابق خالد ميري، وظني أن سلامة لو كان قد خاض الانتخابات السابقة لفاز بسهولة، ولكنه الاختيار الخطأ في الوقت الخطأ، فالصحافة المصرية ترمومتر لا يكذب، والشعوب تتغير على مدار الساعة..
المصريون كلهم يريدون بالقطع صحافة مستقلة تقدم لهم الخبر كما هو، وليس كما يريده أصحاب العصا والجزرة، وتقدم لهم الأراء علي اختلافها وتنوعها، ليمكن لهم الإنحياز إلي ما يؤيدونه من أراء.
لن يكون للمصريين ما يتطلعون إليه ويرجونه من الصحف ووسائل الإعلام إلا إذا إختار أصحاب المهنة أن يدعموا حريتهم، وأن يدعموا من يدافع عن تلك الحرية بكل ما يستطيع.. المصلحة المهنية للصحفيين تكون بحصولهم علي أجور مناسبة، هذا لن يكون إلا بحرية إصدار الصحف ووسائل الإعلام فتتوافر فرص العمل.
المصلحة المهنية للصحفيين لا تتوافر إلا بحرية تداول الأنباء والآراء، والحرية هي شرط وجود صحف حرة، والصحف الحرة هي من ستوفر للصحفيين المناخ الذي يساعدهم علي العمل دون خوف..
وما حدث -من نتيجة للإنتخابات- هو نتيجة منطقية وطبيعية فالصحف القومية لم ينضم إليها أى صحفيين منذ عام 2012، ولم تسجل محررين في جدول نقابة الصحفيين خلال تلك السنوات الطويلة، وهذا ما صنع الفارق لمصلحة الصحافة الخاصة والحزبية التى تسجل صحفيين كل عام على مدار ١٢ سنة..
العدد أصبح أضعاف مضاعفة لمصلحة تلك الصحف، ولم تعد الصحف القومية تملك العدد الكافى لمواجهة هذا المد، مهما كانت المميزات، ثم إن تكرار سيناريو الانتخابات السابقة يستدعي التأمل..
فكل المعطيات حولك تقول إن العالم القديم إنهار وكل الحقائق تغيرت، وواقع الصحافة من التطور الرقمي إلى تغير صيغ ملكية الصحف إلى تركيب العضوية إختلف من الألف إلي الياء. ولكن من بيدهم الأمر نفذوا نفس الخطة القديمة، حشد المؤسسات القومية تسيير الأتوبيسات والوجبات والاعتماد على المدراء.. والتلويح بالمكاسب..
ولم يقرأوا مؤشرات كانت بالقلم الرصاص المرة السابقة، فجاءتها مكتوبة بالكومبيوتر، أما المكسب الأكبر لنتائج انتخابات نقابة الصحفيين فإنه يصب لصالح الدولة وسمعتها، فطبيعي أن يكون للدولة مرشح ولكن لا تتدخل لنجاحه وفرضه على المجموعة الصحفية، وهذا ما حصل.
كان لها مرشح.. لكنها تركته لمجهوده ولقدرة برنامجه، وهذا لم يوفق فيه. وعدم التوفيق في الانتخابات ليس عجزا ولا ينال من قدرات المرشح، ولكنها إرادة ناخبين يرون في المنافس أنه الأقدر على تمثيلهم والمحافظة على استقلالية نقابتهم.
ذلك أن نقابة الصحفيين أحد آخر القلاع الحرة والمستقلة نسبيا في مصر، ولهذا يجب من أصحابها الحفاظ عليها وعلي تأثيرها وإحترامها لنفسها وإحترام المجتمع لها! وهو نفس المطلوب من الدولة أيضا وسوف يصبح من الذكاء الشديد أن تقوم الدولة بتفيذ كل ما وعدت به الصحفيين بعد فوز خالد البلشي.. ساعتها نقول مصر نجحت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
