اعتزال شاومينج.. هل انتهى زمن الغش فى الامتحانات؟

خلال الأيام الماضية انتشرت أخبار حول إعلان “شاومينج” عن اعتزاله نشاطه الآثم فى مجال تسريب الامتحانات، وفور إعلان ذلك الخبر سادت حالة من الفرحة بين أولياء الأمور والطلاب لأن ذلك  قد يساهم  فى تقليل حالات الغش الجماعى والاعتماد على التسريبات، وتقييم الطلاب بشكل عادل وفعال.

هناك مخاوف من أن هذا الاعتزال قد يكون غير حقيقى أو خادعًا. هذه أول مرة يفعلها شاومينج ويعلن عن اعتزاله تسريب الامتحانات منذ أن ظهر فى 2014، وذلك فى حقبة وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبد اللطيف. منذ أن تولى “عبد اللطيف” حقبة وزارة التربية والتعليم وهو يسعى لمحاربة الغش فى امتحانات الثانوية العامة، ووضع خطة لمكافحتها، بداية من النظام التعليمى المطبق فى المناهج وطرق الدراسة وصولا إلى نظام الامتحانات ومكافحة ظاهرة الغش التى توغلت  وتفاقمت خلال الفترة الماضية، وتضمنت الإجراءات الجديدة التى أفصح عنها خلال جلسة مجلس الشيوخ منها خطة لتقليص عدد لجان الامتحانات التى وصلت لما يقرب من 2000 لجنة على مستوى الجمهورية، واتخاذ تدابير للتشويش على وسائل الغش الإلكترونية.

وتهدف وزارة التربية والتعليم من تقليل عدد اللجان إلى تسهيل عملية الرقابة والتأمين، مما يجعل من الصعب على الطلاب استخدام وسائل الغش المختلفة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات متطورة للتشويش على أى إشارات لاسلكية قد يستخدمها الطلاب للتواصل مع الخارج، وتدريب المشرفين على اللجان بشكل مكثف على كيفية اكتشاف حالات الغش واتخاذ الإجراءات اللازمة، بالإضافة إلى تحديث كاميرات المراقبة فى اللجان، لضمان جودة الصورة وتسجيل أى مخالفات، وتشديد الرقابة على دخول الطلاب إلى اللجان للتأكد من عدم دخول أى أجهزة إلكترونية.

ولكى يقضى “عبد اللطيف” أيضا ويقلل من ظاهرة الغش فى الامتحانات الإعدادية، قرر تعميم نظام البوكلت على طلاب الشهادة الإعدادية هذا العام لأول مرة بجميع محافظات الجمهورية بعد أن كان هذا الأمر مقتصرا على محافظات بعينها.

شكوك حول الاعتزال

هذة الخطوة القاطعة من جانب «شاوينج» أثارت حالة من الجدل والتساؤلات حيث قال  الخبير التربوى الدكتور تامر شوقى قال  إنه يشك بشكل كبير فى إعلان شاومينج اعتزال الغش للعديد من الأسباب منها:  شاومينج ليس مجموعة واحدة على جروب واحد فقط على التلجرام، بل  هو عشرات المجموعات أو الجروبات؛ فأى مجموعة منها هى التى أعلنت الاعتزال؟ وإن كانت هناك مجموعة واحدة أعلنت ذلك فهناك عشرات من المجموعات الأخرى، كما أن مجموعات الغش وتسريب الامتحانات هى مجموعات غير شرعية تخرج عن إطار القانون والأديان، فكيف تعلن الاعتزال وهى بهذه الصفة، مثل هذه المجموعات لا تنتهى إلا بغلق جروباتها على وسائل التواصل الاجتماعى بشكل جبري، أو إلقاء الأمن القبض على أفرادها.

وأوضح  أن امتحانات الشهادات العامة فرصة جيدة لمجموعات شاومينج للنصب على الأهالى والحصول على أموال طائلة، وقد تكون بعضها تقاضت بالفعل أموالا من الأهالى متصلة بامتحانات الشهادات فى عام 2025، مشيرا إلى أنه فى ظل الظروف الحالية لامتحانات الشهادة الثانوية العامة من المستحيل انتهاء الغش لعدة أسباب منها أن عقد الامتحانات فى جميع محافظات الجمهورية فى نفس الوقت بشكل يصعب السيطرة على الغش بها، وتطور أدوات الغش الإلكترونى بشكل كبير سنويا بشكل يفوق قدرات وزارة التربية والتعليم على السيطرة عليها، وطبيعة الامتحانات من خلال استخدام البابل شيت وأسئلة الاختيار من متعدد يجعلها سهلة الغش، وعدم توافر الحماية الأمنية للملاحظين يجعلهم يتهاونون أحيانا فى التحكم فى اللجان، وقلة الحوافز المادية والمعنوية للمعلمين تقلل من رغبتهم فى ضبط اللجان، واستخدام الوزارة وسائل بدائية للكشف عن الغش.

بينما قال الخبير التربوى الدكتور عاصم حجازى إن شاومينج لا تعمل بمفردها ولا يمكنها أن تنجح فى مهمتها الخبيثة إلا بمساعدة من ذوى الضمائر الميتة من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وبالتالى اعتزال شاومينج لا يعنى القضاء على الغش وإنما يعنى تغيير شكله وصورته ما لم يتم علاج ضعف الضمير والوازع الأخلاقى لدى بقية عناصر الدعم، مضيفا: مادامت بذور الشر موجودة فى نفوس هؤلاء فإنهم سيحتالون لإيجاد طريقة أخرى للغش وربما يصنعون شاومينج جديد.

خبير تكنولوجيا المعلومات  المهندس أحمد الليثى قال إن اعتزال شاومينج: يعتبر تطورا مهما لكنه ليس بالضرورة معناه أن زمن الغش انتهى تمامًا، لكنه بالتأكيد هو مؤشر إلى أن هناك خطوات قوية اتخذتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الوزارة استطاعت أن تحاصر الظاهرة من جذورها باستخدام أدوات تكنولوجية حديثة، مثل تأمين طباعة ونقل الامتحانات، وربط اللجان بكاميرات مراقبة، والتعاون مع جهات أمنية لرصد وتتبع أى محاولات تسريب أو غش إلكتروني.

وأشار إلى أنه من أهم الاحتياطات التى  ننصح بها هى  الاستمرار فى تحديث نظم التأمين الرقمى للامتحانات، والتوسع فى استخدام التكنولوجيا فى التصحيح الإلكترونى لتقليل التدخل البشري.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.