رئيس التحرير
عصام كامل

فرار من الموت إلى مصير مجهول، حصاد 730 يوما في حرب السودان

السودان، فيتو
السودان، فيتو
18 حجم الخط

حرب السودان، وسط معاناة ونزوح الملايين من المواطنين السودانيين داخل البلاد وخارجها، يوافق اليوم 15 أبريل 2025، الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان. وبالرغم من مرور عامين على الصراع الذي أرهق الجارة الشقيقة وكبدها الغالي والنفيس ودفع مواطنيها للهروب شرقا وغربا بحثا عن النجاة من نيران الحرب، مازالت هناك حالة من الضبابية تسيطر على المشهد.

ومؤخرا ظهرت بارقة أمل جديدة بعد النجاحات والانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوداني ضد ميليشا الدعم السريع خلال الأيام الماضية، خاصة في العاصمة “الخرطوم” وتتويج الانتصارات واسترداد القصر الجمهوري.

 

سقوط نحو 150 ألف قتيل وتشريد أكثر من 15 مليون

وأدت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع المتمردة، في الـ 15 من أبريل 2023، إلى سقوط نحو 150 ألف قتيل وتشريد أكثر من 15 مليون من بيوتهم وتهديد 25 مليونا من سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة بدخول دائرة المجاعة، وسط نقص يفوق 90 بالمئة من التمويل المطلوب لمواجهة الأزمة الإنسانية التي قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن العالم لن يستطع تحملها في حال استمرار الحرب للعام الثالث.

 

اقرأ أيضا: أحوال اللاجئين السودانيين في إثيوبيا.. معسكرات إيواء ومخيمات قرب الغابات وتهديدات بالخطف.. والنازحون يبحثون عن دولة أخرى مضيفة (فيديو وصور)

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن السودان يعاني من أزمة مُريعة يدفع المدنيون ثمنها الباهظ، متوقعا انتشار المجاعة على نطاق أوسع في السودان، مشددا على أن السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين هو إنهاء الصراع فورا.

ووسط تقارير مفزعة عن تزايد الانتهاكات والاعتقالات التعسفية والضربات العشوائية التى يرتكبها عناصر الدعم السريع، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف الصراع إلى احترام القانون الدولي الإنساني الدولي، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين.

وقالت اللجنة في بيان إن "عدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج المزيد من العنف، والمزيد من الموت، والمزيد من الدمار الذي لا يستطيع السودان والعالم تحمله".

 

نمطا خبيثا من التجريد من الإنسانية في كيفية إدارة الحرب

وأشارت رئيسة المنظمة ميريانا سبولياريتش، إلى أن عواقب النزاع على المدنيين، تضع الجهود الدولية على المحك.

وأوضحت "غيرت حرب مدمرة، استمرت عامين، حياة ملايين السودانيين. اشتعل الصراع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية والمراكز الحضرية. ويعيش المدنيون في كابوس مرعب من الموت والدمار".

وأضافت: "شهدنا خلال العامين الماضيين نمطا خبيثا من التجريد من الإنسانية في كيفية إدارة الحرب. يقتل ويجرح المدنيون، وتنهب منازلهم، وتدمر سبل عيشهم، ويتفشى العنف الجنسي، مخلفا وراءه صدمات نفسية ستظل تتردد أصداؤها لأجيال".

ومع تمدده في أكثر من ثلثي ولايات السودان الثمانية عشر، يزداد الصراع فتكا بالهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات التي خرج نحو 60 بالمئة منها من الخدمة تماما بحسب منظمة الصحة العالمية، ومحطات المياه والكهرباء التي شهدت دمارا واسعا أدى الى انقطاع الكهرباء في أكثر من 70 بالمئة بها في مناطق البلاد.

 

الاغتصاب يستخدم بشكل ممنهج كسلاح في النزاع

وحذرت هيئة تابعة للأمم المتحدة، من أن "الاغتصاب يستخدم بشكل ممنهج كسلاح" في النزاع بالبلاد. 

وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي، للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من بورتسودان، اليوم الثلاثاء "شهدنا زيادة بنسبة 288% في الطلب على الدعم المنقذ للحياة لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي".

كما أضافت، أن البلاد "تشهد استخدامًا ممنهجًا للاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب"، وفق رويترز.

من جهتها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أنه خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين "ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف بالمئة"، مناشدة العالم "عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين". 

وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل، في بيان إن "عامين من الحرب والنزوح حطما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء البلاد".

مضيفة، أن "السودان يعاني اليوم من أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

 

قتل وتشويه واختطاف

وسلطت اليونيسف الضوء على "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرضهم للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي"، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات "ازدادت بنسبة ألف بالمئة خلال عامين" وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.

كما أظهرت أرقام من اليونيسف أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى حوالي 2776 حالة في 2023 و2024.

بالمقابل، "تضاعف خلال عامين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 مليون في بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم"، وفقًا لليونيسف.

انتصارات الجيش السوداني بارقة أمل

ومؤخرا، مثل استعادة الجيش السوداني غالبية العاصمة الخرطوم ضربة قاضية لميليشا الدعم السريع، بعد أن كانت تتمدد في مفاصل العاصمة ومواقعها الإستراتيجية قرابة العامين. وكان وجودها في مواقع حساسة -بينها القصر الرئاسي ومباني الإذاعة والتلفزيون- بحكم المشاركة في تأمينها، قد أتاح لها الفرصة لتستولي عليها فور بدء القتال العنيف منتصف أبريل 2023.

ووفقا لتقارير إعلامية، يتفق خبراء عسكريون على أن استعادة الجيش القصر الرئاسي يوم 21 مارس الماضي مثلت الضربة الأقوى لميليشيا الدعم السريع، خاصة أن ذلك تحقق بعد نحو ستة أيام من إعلان قائد تلك الميليشا محمد حمدان دقلو "حميدتي" يوم 15 مارس الماضي أنهم لن يغادروا القصر، وستبقى قواته في المقر وفي الخرطوم.

وظهر حميدتي وقتها لأول مرة مرتديًا الكدمول -غطاء الرأس- مع الزي العسكري، متحدثًا عن أن الدعم السريع قد تغير تمامًا وأصبح لديه تحالفات سياسية وعسكرية، مهددًا بأن القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفًا "ومن كل فج عميق". لكن الوقائع أثبتت أن قوات حميدتي لم تصمد أمام هجمات الجيش.

وكثف الجيش السوداني والقوات المساندة له الحصار على الدعم السريع في الخرطوم منذ إطلاق الهجوم البري الواسع يوم 26 سبتمبر 2024، وتمكن خلاله من الاستحواذ على رؤوس الجسور الرئيسية في شمال وغرب العاصمة، وهي جسر الحلفايا وجسر الفتيحاب وجسر النيل الأبيض الرابط بين أم درمان والخرطوم والموصل إلى منطقة المقرن القريبة من وسط الخرطوم، حيث دارت مواجهات شرسة امتدت لأسابيع طويلة.

بالتوازي مع ذلك، يحقق الجيش انتصارات متوالية في ولايات السودان الوسطى التي كانت خاضعة لميليشا الدعم السريع، حيث تمكن من تحرير جبل موية بولاية سنار في أكتوبر الماضي، ليشكل هذا التقدم علامة فارقة في مسارح العمليات العسكرية المباشرة، تفككت بعدها قدرات الدعم السريع وقوته الصلبة، مع استعادة الجيش مدن الدندر والسوكي وسنجة عاصمة ولاية سنار وغيرها من المناطق، لتتراجع الدعم السريع جنوبًا حتى حدود دولة جنوب السودان، وشمالًا نحو ولاية الجزيرة.

وبعد تحرير الجزء الأكبر من ولاية سنار، واصل الجيش السوداني تقدمه حتى تمكن من استعادة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في يناير الماضي، وأعقب ذلك إبعاد الدعم السريع من مدن وقرى الولاية، وصولًا إلى جسر سوبا شرقي الخرطوم.

بالتزامن مع تلك التحركات، ظلت قوات الجيش القادمة من أم درمان غربًا تتقدم ببطء بهجمات برية مسنودة بالطيران والمسيرات والقصف، حتى تمكنت من إنهاء قبضة الدعم السريع على الخرطوم بحري، وربط القوات مع سلاح الإشارة، ثم التقدم صوب مقر القيادة العامة بالخرطوم.


استعادة معظم ولايات السودان من الدعم السريع

وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، عن انتصارات جديدة للقوات المسلحة السودانية على ميليشا الدعم السريع في غرب مدينة أم درمان.

وفي حديثه لقناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الثلاثاء، أكد عبدالله أنّ القوات المسلحة السودانية تصدت لحرب عانى منها شعبنا على مدار عامين، دفاعًا عن البلاد ومقدّراتها، ومصممة على استكمال المسيرة للدفاع عن أي شبر في البلاد بجهودها الذاتية وإرادتها الوطنية.

وتابع: "سيطرنا على مناطق الصفوة، والحلة الجديدة، وقرية الصفيراء، ومعسكر الكونان غربي مدينة أم درمان"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على معظم ولايات السودان واستعادتها من ميليشا الدعم السريع.

وبشأن جاهزية القوات المسلحة، شدد الناطق باسم الجيش السوداني، أن القوات على أتم استعداداتها وأقوى من أي وقت مضى للزود عن كل شبر في البلاد. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية