البيضة والفرخة.. في قضية هجرة الأطباء!
أثار الزميل الإعلامي عمرو أديب في برنامجه التلفزيوني على شاشة إم بي سي مصر، موضوع ظاهرة هجرة الأطباء المصريين، خاصة الخريجين الجدد، إلى عدد من الدول العربية والأجنبية بأعداد كبيرة.
وبصرف النظر عن الطرح الذى عرض به عمرو أديب للقضية، فإني أتفق معه في ضرورة أن تنتبه الأجهزة المعنية إلى هذه الظاهرة التي باتت تمثل خطرا وشيكا على الكيان الطبي والعلاجي في مصر.
الأرقام التي أعلنها نقيب الأطباء في مداخلته في البرنامج حول القضية مرعبة.. الرجل قال إن كليات الطب المختلفة على مستوي مصر باتساعها تدفع لسوق العمل سنويا بعدد يتراوح ما بين عشرة آلاف إلى أحد عشر ألف طبيب، ترك البلاد منهم العام الماضي فقط حوالي سبعة آلاف طبيب، وهذا العدد تضاعف بأكثر من النصف مقارنة بالعام السابق له.
نقيب الأطباء قال إن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، لا يمكن أن يتم بالتصور الذي قال به بعض نواب البرلمان، والذين دعوا إلى إصدار تشريع يمنع ويجرم خروج الطبيب حديث التخرج من مصر قبل مرور خمس سنوات على دخوله سوق العمل!
أضاف أن هذا الطرح مبني على معلومات وتصورات خاطئة، مشيرا إلى أن السنوات الخمس الأولى في مسيرة خريج الطب هي فترة مفيدة للخريج وليس للمؤسسة الطبية التي يعمل بها، يقضيها في التدريب والتعليم وإجراء الدراسات المؤهلة لاستمرار العمل بمهنة الطب.
وكشف نقيب الأطباء قصورا خطيرا من الجوانب الأخرى المتحكمة في المنظومة الطبية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر بحد وصفه، عدم ملائمة المقابل المادي الذى يحصل عليه الطبيب وعدم ملائمة سكن الأطباء لإقامة الطبيب خلال نوبات العمل الليلية، التي تصل إلى أكثر من نصف أيام الشهر، وآخر ما نوه إليه نقيب الأطباء هو عدم تحقق الأمن داخل أقسام الطوارئ والمستشفيات ونتج عنه تكرار الاعتداءات الجسدية على الأطباء والعناصر المعاونة من أهالي بعض المرضى والمصابين!
نقيب الأطباء أوجز تصوره لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة بضرورة أن تبادر الحكومة ووزارة الصحة بدراسة كيفية تحفيز الأطباء للاستمرار داخل بلادهم، ورفع أوضاعهم المالية والمهنية لوقف مسلسل هجرة الأطباء المتضاعف عاما بعد عام.
الحادث بالفعل أن دوافع عدة يضعها الأطباء المهاجرون مبررات منطقية، وفى الوقت ذاته هناك التزامات وواجبات لا يجب التغاضي عنهم وإلزام الأطباء بها، فهم وقد تلقوا تعليمهم وتدريبهم وربما غالبية شهاداتهم العملية من هنا من مصر ومرافقها الأكاديمية والطبية.
المفترض أن تبادر وزارة الصحة والحكومة بالبحث عن إحداث توافق بين كافة العوامل المرتبطة بظاهرة هجرة الأطباء، فهم وبلا أدني شك أناس لهم متطلبات حياتية وفى الوقت ذاته عليهم مسئوليات اجتماعية تجاه بلدهم.
مع احتدام هذه الظاهرة وتضاعفها وازدياد تأثيراتها السلبية عاما بعد عام، وخاصة في السنوات الأخيرة، يلاحظ أن وزارة الصحة لم تبادر بشكل جاد في إثارة الأمر بصورة تستدعي كل الأطراف المرتبطة بالظاهرة لوضع التصور السريع القادر على وقف هذا النزيف المتزايد من خسارتنا لكوادرنا الطبية بشكل يقل كل ساعة عن المعدلات العالمية لعدد الأطباء مقارنة بعدد السكان.
ويبقى السؤال الذى يفرض نفسه على الحكومة ووزارة الصحة.. ما هي الأولويات في قضية الاهتمام بصحة المصريين.. ما هو الأهم.. البيضة أم الفرخة؟
هل نظل نبني المزيد من المستشفيات ونقوم بتجهيزها بكل المستلزمات بمليارات الجنيهات، ولا نلتفت لمسلسل هجرة الأطباء المتزايد والذى ينذر بعواقب خطيرة للغاية، وينبئ بأنه قد يأتي يوما نجد فيه كوادر طبية تدير أو تتواجد في المرافق الطبية التي ننشئها يوما بعد يوم؟! ألا يتعين على المسئولين دراسة سبل رفع المستوى المالي والاقتصادي والحياتي للأطباء والأطقم المعاونة، وبحث سبل تدبير الميزانيات اللازمة؟!
الحقيقة ودون تهوين أو تهويل، رغم الاستثمارات الهائلة التي خصصتها الدولة والحكومة خلال السنوات السابقة للبنية الصحية، ورغم المساعي الجبارة التي تبذلها الحكومة ورغم المساعي التشريعية للتطوير بإقرار وتطبيق حزمة القوانين والتشريعات، من أهمها قانون التأمين الصحي الجديد، رغم كل هذا فإن الخدمة الطبية المقدمة للمواطن في مجملها غير مرضية أو هكذا أري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا