الخياطة مهنة الصبر والإبداع.. عبد العزيز: تعلمت الصنعة وأسرارها في 10 سنوات.. تحتاج إلى مهارات خاصة.. والخبرة أهم مميزات الترزي (فيديو وصور)
على الرغم من أنه بدأ مسيرته المهنية في عالم الخياطة منذ أكثر من سبعين عامًا، إلا أن قصة عبد العزيز عبد المنعم محمد الأقشر، الذي يُعتبر واحدًا من أقدم أخصائيي الخياطة في السوق، مليئة بالعشق والشغف المدهش لهذه الحرفة القديمة التي لا تزال محافظة على رونقها في عالم يزداد فيه الاهتمام بالتكنولوجيا.
عبد العزيز الذي وُلِد عام 1940، قضى أكثر من 70 عامًا في هذا المجال، متنقلًا بين مراحل تطور الصناعة وتغيراتها، ليبقى واحدًا من الأسماء اللامعة في حرفة الخياطة.
البداية من المنزل
نشأ عبد العزيز في أسرة بسيطة، وكان اهتمامه بالخياطة منذ صغره واضحًا، رغم أن دراسته لم تكن تمثل شغفه. يقول عبد العزيز: "كنت حابب الشغلانة من وأنا صغير، وكنت دايمًا حاسس إن الشغل ده هو اللي هقدر أبدع فيه".
ورغم أن والدته لم تكن موافقة على اختيار هذه المهنة في البداية، إلا أن والده كان له دور كبير في إقناعها. "والدي كان عنده ورشة خياطة، وكان له تأثير كبير عليّ، علمّني الحرفة وكان أول من علمني أسرار المهنة."
لم يكن تعلم الخياطة أمرًا سهلًا بالنسبة له. "أخذت عشر سنين في تعلم هذه المهنة، وكنت أعمل جنب والدي وأتعلم منه كل تفاصيلها.
بعد أن التحق بالجيش، عاد ليكمل مسيرته في ورشة الخياطة، لكن التطور في السوق كان سريعًا، خاصة بعد أن بدأ العمل مع شركات كبيرة مثل مطار القاهرة الذي طلب تجهيز ملابس للطباخين والمضيفين."

التحديات التي واجهها
مرت السنوات، وبات عبد العزيز خبيرًا في عمله، ورغم التغيرات التي شهدها السوق من حيث الخامات والتكنولوجيا، إلا أن التحديات التي واجهها كانت أكثر إصرارًا، “في الماضي كنا نستخدم خامات جباردين من المحلة الكبرى، لكن الآن الخامات اختلفت، وبعض التجار الذين كنا نتعامل معهم توقفوا عن العمل، مما جعلني أواجه صعوبة في إيجاد تاجر جديد يمكنني الاعتماد عليه”، هذا التغيير في السوق كان له تأثير كبير على صناعة الخياطة، فبالرغم من تطور الخامات، إلا أن عبد العزيز يرى أن الجودة قد تراجعت في بعض الحالات.

الاحتفاظ بالجودة والتميز
ورغم التحديات، بقيت ورشة عبد العزيز تشهد إقبالًا كبيرًا من الزبائن، الذين يقدرون خبرته وجودة العمل الذي يقدمه. "ما يميز ورش الخياطة عن بعضها البعض هو الخبرة. في الماضي، كنا نعمل الزراير من القماش، أما اليوم فنستخدم بلاستيك عادي، والاختلاف أيضًا في شتنج الزراير الذي أصبح قابلًا للتركيب والإزالة." وعلى الرغم من التطور، يرى عبد العزيز أن هناك جانبًا أساسيًا في الحرفة لا يمكن أن يتغير: "أهم ما يميزني هو الحرص على تقديم خدمة مميزة للعملاء. أنا بحب أعمل كل شيء بيداي، ومش بس كده، الزبون لازم يخرج من عندي وهو راضي عن كل شيء."

المنافسة والتغيرات في السوق
مرّت السنوات، وشهد السوق تغيرات كبيرة. فقد أغلقت الكثير من المحلات الصغيرة بسبب الإهمال والتغيرات الاجتماعية في المنطقة. كما أن السوق الذي كان يعج بمحلات النجارة وورش الأحذية أصبح الآن مختلفًا تمامًا. يعلق عبد العزيز على ذلك: "المنطقة بقت غير، الناس كانت تحترم السوق وتقدره، لكن مع مرور الزمن، أصبح السوق مهملًا، وبعض المحلات أغلقت بسبب وفاة أصحابها."
ورغم الظروف، يصر عبد العزيز على استكمال مشواره المهني. "محل والدي من أقدم المحلات في السوق، وأنا مش عايز أفتحه في مكان بعيد. أنا مكمل المسيرة من بعده، وما فكرتش يوم في الاستقلال أو فتح ورشة جديدة، لأن الورشة دي جزء من حياتي."

العلاقات الإنسانية في المهنة
ما يميز عبد العزيز ليس فقط مهارته في الخياطة، بل أيضًا علاقاته الإنسانية مع عملائه الذين تحولوا إلى أصدقاء. "أغلب زبائني هم أصدقائي مش مجرد عملاء. وعلاقتي بهم تعتمد على الاحترام المتبادل. بعض الزبائن بيحبوا يكتبوا اسمهم على اللبس، والبعض الآخر يرسم شيء مميز على الجلابية، وكل واحد له شخصيته."

الذكريات والآمال
"كل ذكرياتي مع المهنة جميلة. لم أشعر يومًا بالملل أو الكآبة في العمل. ما بين يديّ الآن هو إرث والدي، وأنا فخور بيه. حتى أولادي، رغم أنهم بنات، لم يتعلموا المهنة مني، لكنني أحب أن أستمر فيها حتى النهاية. مهنة الخياطة هي جزء من حياتي، وأتمنى أن أستمر فيها حتى آخر يوم في حياتي."

ختام الرحلة
عبد العزيز عبد المنعم محمد الأقشر هو نموذج حقيقي للثبات والإبداع في مهنة أصبحت نادرة في زمن السرعة والتكنولوجيا. وبينما تزداد التحديات، تظل ورشة الخياطة التي أدارها والده مفتوحة، وهي تمثل رمزًا للخبرة والتفاني في العمل. "أنا متفائل بالمستقبل وأتمنى أن أظل مستمرًا في العمل، وأتمنى أن يحسن الله ختام مسيرتي المهنية."

وبينما يواصل عبد العزيز رحلته في عالم الخياطة، يظل يعكس صورة مشرفة لهذه الحرفة التقليدية، التي ما زالت تحتفظ بلمسات فنية متفردة، رغم التقنيات الحديثة التي تجتاح السوق.












ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
