رئيس التحرير
عصام كامل

وعاد نتنياهو يجر أذيال الخيبة!

18 حجم الخط

في أقل من شهرين تتكرر زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى البيت الأبيض، وبشكل أثار العديد من التساؤلات عن ماهية السبب العاجل، وأدى الى وصف الإعلام الأمريكي لها بأنها زيارة غامضة وعاجلة.. ويزيد الأمر ضبابية غياب تفسير رسمي دقيق لدوافع الزيارة الثانية في نحو شهرين، في الوقت الذي لم يزر واشنطن العديد من زعماء العالم.

حتى الجهة التى وجهت الدعوة أو بادرت بها لم يعلن عنها وهو أمر نادر في زيارات بهذا المستوى، حيث تُخطط عادة قبل أسابيع وتبلغ الصحافة بها بوقت كاف.. حتى الدوائر الإسرائيلية البعيدة عن نتنياهو عبرت عن قلقها بسبب موعد الزيارة، وإمكانية طرح قضايا غير متوقعة خلال الاجتماع.. وحسب القناة 12 الإسرائيلية.. كان مكتب نتنياهو نفسه يفضل أن تتم الزيارة مباشرة بعد عيد الفصح، لكن البيت الأبيض أراد أن يتم اللقاء هذا الأسبوع.
 

لذلك كثرت التساؤلات بشأن دوافع الاستعجال في تنظيم اللقاء، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي سيتم مناقشتها.. وهل توجد مفاجآت غير متوقعة من قبل الرئيس الأمريكي؟
 

ويزداد الأمر غموضا حين يقرر الرئيس ترامب وبخطوة مفاجئة إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مقررا بينه ونتنياهو، وقبل فترة وجيزة من موعد انعقاده.. ويزداد الأمر غموضا بالاكتفاء بطرح أسئلة من عدد محدود من الصحفيين داخل المكتب البيضاوي، بحضور ترامب ونتنياهو فقط.

وما حدث في إلغاء المؤتمر الصحفي لا يتوافق مع العرف البروتوكولي المتبع عادة، حيث كان ترامب يحرص في معظم لقاءاته مع قادة الدول على تنظيم مؤتمر صحفي مشترك بعد اللقاءات الرسمية، كما جرى في مناسبات سابقة مع نتنياهو ذاته.

وحتى اللقاء المحدود والأسئلة المحدودة للصحفيين كانت لممثلين عن الصحافة الأميركية والإسرائيلية فقط، ولم يُسمح بحضور الصحفيين الدوليين كما هو معتاد في المؤتمرات الصحفية الرسمية بالبيت الأبيض.

بمعنى أن الأسئلة كانت محصورة داخل وسائل الإعلام التي إختارها البيت الأبيض، وهو إجراء بروتوكولي يتم أسبوعيا، حيث تحدد قائمة تضم ممثلين عن الإعلام التقليدي الأمريكي وصحفيا أجنبيا واحدا فقط.

ويتجلى الغموض حين كان القرار التالى للبيت الأبيض ألا يُبث المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة، بل يتم تسجيله مسبقا من داخل المكتب البيضاوي، ومن ثم يعرض لاحقا..

وإذا كان هذا الإجراء تقليدا درج عليه ترامب في لقاءاته التي لا تتاح للإعلام الدولي بشكل مباشر، لكن بالنسبة لنا يعنى أمورا كثيرة، منها أنه لن يتاح للصحافة الدولية التى تسأل بلا حساسيات الحضور، ثم يتم تسجيل المؤتمر المحدود بالأسئلة المحدودة ليذاع بعد المونتاج طبعا.

فماذا تعنى كل هذه المؤشرات؟ قد تكون هناك قضايا تمت مناقشتها وملفات حساسة تم فتحها بعيدا عن الأضواء، ولا يريد الرئيسان أن تكون محل أسئلة وحصار صحفي دولى أمام شاشات التليفزيون
أو يكون النتنياهو قد خشي مواجهة الصحافة العالمية التى ستسأل قطعا لعن الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وأراد نتنياهو تجنب أسئلة محرجة من الإعلام الدولي، خاصة في ظل التصعيد في غزة، وتوالى صور الضحايا والدمار.

وطبعا ترامب كان يختار بنفسه في كثير من الأحيان صحفيين أجانب خلال هذه المؤتمرات، وهو ما قد يكون مصدر قلق لنتنياهو، الذي واجه أيضا مظاهرات احتجاجية خارج البيت الأبيض، رفع خلالها المحتجون شعارات مناهضة لزيارته وسياسته تجاه غزة.

وإذا كانت الملفات المتوقعة معروفة، فالمهم بالنسبة لنا ماذا دار في النقاش حولها؟ كانت أسئلتنا كثيرة منها ماذا سيتم في شأن استمرار حرب الإبادة الدائرة الأن في غزة، وهل ضرواتها حتى يضطر أهل غزة إلى قبول ترك الوطن مقابل الحياة، وهل ستنتهى الحرب إلى فرض سيناريوهات التهجير خارج الحدود، وما هى الدول التى ستستقبلهم، وما مستقبل الفلسطنيين؟ أم ستكون مجرد حرب تكسير عظام فقط  لفرض الشروط التى تريدها إسرائيل في مرحلة التفاوض؟

لكن ما أعلن عنه في المؤتمر الصحفي وظهر أمام الشاشات إن المقدمات التى دارت حولها التكهنات تختلف عما حدث وحتى يمكن للقول أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل.. بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار قريبا، ومسألة التهجير لم يعد الكلام عنها، فجأة.. وتظهر في الأفق موافقة على الخطة العربية التى أعدتها مصر.. بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.

 
ومن الملفات التى طرحها الاعلام الاسرائيلى أيضا قبل الزيارة حول الملف الإيراني كانت تدور حوله العديد من الأسئلة مثل: هل سيتم توجيه ضربة اسرائيلية إلى إيران، وما مصير المفاوضات بين واشنطن وطهران التى ترعاها سلطنة عمان حول الملف النووي واشتراط إسرائيل تفكيك البرنامج النووى؟ 
 

لكن النتيجة بعد الاجتماع كانت مخيبة لآمال النتنياهو بعد إعلان ترامب إنتظاره مرحلة جديدة من التفاوض وصفها بالرائعة، على حد وصف ترامب، مع استبعاد أب مواجهة عسكرية.. بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.


ويأتى أيضا ملف سوريا وما يشاع عن مخطط لتقسيم سوريا بين إسرائيل وتركيا وروسيا وجزء قليل للشرع، وجنوب لبنان.. إلخ من سيناريوهات التجزئة والتقسيم.. ولم يكن نتيجة اللقاء مرضية لطموحات نتنياهو التى لا تنتهى.. بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.


ومصر بالتأكيد كانت حاضرة في هذه الملفات الحساسة التى أعدها نتنياهو، بتفاصيل كثيرة بدء من التفاوض مع حماس للإفراج عن الرهائن الاسرائيليين إلى محاولات جر شكل مصر بأشكال متعددة.. لكن النتيجة أيضا كانت مخيبة لآمال نتنياهو بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.


أما بخصوص الرسوم الجمركية فقد ذهب نتنياهو ليطلب من ترامب التراجع عن قرارها بفرض رسوم جمركية بنسبة 17 بالمئة على البضائع الإسرائيلية.. مما يشكل خطرا على الصادرات الإسرائيلية ويلحق الضرر باستقرارها الاقتصادي.. والتى فرضها على إسرائيل مثل باقى الــدول، وكانت نتيجة المحادثات مخيبة لأمال نتنياهو بعد إعلان ترامب عدم تراجعه عن قراره.. بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.


وطبعا لم يأت ذكر لقطار التطبيع مع بعض الدول التى تريد إسرائيل للقطار أن يتوقف فيها.. بما يعنى أن نتنياهو عاد يجر خيبة الأمل وأذيال الهزيمة.


باختصار الواضح من التصريحات أن نتنياهو عاد من واشنطن خالى الوفاض يجر أذيال الخيبة.. لذلك يبدو أن سبب الاستعجال للزيارة الثانية في أقل من شهرين والذى لا يحتمل التأجيل ولا تستوعبه المكالمات الهاتفية كان لفرملة نتنياهو.

 
وهكذا نجحت مصر.. وهكذا نجح الشعب المصري بقيادة الرئيس السيسي في إقناع ترامب بالعدول عن المخطط والسيناريو الإسرائيلي.. وفرملة نتنياهو. وهذا ما ظهر على السطح وكانت من ملامحه المكالمة الهاتفية الثلاثية أثناء زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة وخلال القمة الثلاثية بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون وعاهل الأردن الملك عبدالله.
 يا رب عندك الحل الحاسم 
yousrielsaid@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية