رئيس التحرير
عصام كامل

طعام المصري القديم بين الحياة والموت والعبادة.. معرض مؤقت بالمتحف المصري بالتحرير.. وهذه أبرز طرق صناعة الخبز عند الفراعنة (صور)

تمثال مزدوج للملك
تمثال مزدوج للملك أمنمحات الثالث
18 حجم الخط

في قلب القاهرة النابضة بالحياة، وتحديدًا داخل أسوار المتحف المصري العريق بالتحرير، ينبض الماضي بحياة جديدة من خلال معرض مؤقت فريد. تحت عنوان "طعام المصري القديم: بين الحياة والموت والعبادة"، يكشف هذا المعرض النقاب عن الدور المحوري الذي لعبه الغذاء في حضارة وادي النيل العظيمة. لا يقتصر الأمر على كونه مجرد وسيلة للبقاء على قيد الحياة، بل يتعداه ليصبح جزءًا لا يتجزأ من طقوسهم الدينية ومعتقداتهم حول الحياة الآخرة. من موائدهم اليومية المتواضعة إلى القرابين المقدسة التي قدموها لآلهتهم، يقدم هذا المعرض نظرة آسرة على عالم المصريين القدماء من خلال غذائهم.

ويقام المعرض في المتحف المصري بالقاهرة - قاعة رقم 43 بالدور العلوي في الفترة من 2025/2/27 وحتى 2024/5/27 حيث يستمر لمدة ثلاث شهور.

رحلة عبر الزمن

ويستقبل المتحف المصري بالتحرير زواره في رحلة عبر الزمن ليكشف لهم عن جانب حميمي من حياة المصريين القدماء، ألا وهو عالمهم الغذائي. فمن خلال معرض "طعام المصري القديم: بين الحياة والموت والعبادة"، لا يقدم المتحف مجرد عرض لأواني أو بقايا أطعمة، بل يفتح نافذة على منظومة متكاملة تشابكت فيها الحياة اليومية والمعتقدات الروحانية.

ويضم المعرض مجموعة متنوعة من اللقى الأثرية التي تلقي الضوء على جوانب متعددة لهذه المنظومة الغذائية. نشاهد أدوات الزراعة التي استخدمها الفلاح المصري لزراعة الحبوب والخضروات والفواكه، مرورًا بأواني الطهي المتنوعة التي شهدت إعداد وجباتهم اليومية. كما تُعرض نماذج ومجسمات تصور أنواع الأطعمة التي كانت شائعة، كالخبز بأنواعه المختلفة، والبيرة التي كانت مشروبهم الشعبي، واللحوم والأسماك التي زينت موائدهم في المناسبات الخاصة.

صناعة الخبز

ولم يعثر علماء الآثار حتى الآن على أي وصفات مكتوبة عن كيفية صناعة الخبز في مصر القديمة، نظرًا لكونه غذاءً أساسيًا يوميًا في حياة المصري القديم، فقد كان نشر وصفة مكتوبة عنه أمرًا غير ضروري؛ ومع ذلك، وباستخدام المصادر المختلفة المتاحة لدينا الآن، يمكن للمرء إعادة بناء الطرق الأساسية لإنتاج الخبز.

وكانت الحبوب المستخدمة في صناعة الخبز، بعد غسلها وقياسها، تُطحن ربما لإزالة الغلاف الشفاف الذي يُحيط بها، وكان من الممكن إضافة القليل من الماء في هذه المرحلة للمساعدة في فصل تلك الأغلفة، ثم تُوضع لتجف في الشمس، فتُذرى وتُغربل لإزالة القشر الناعم والخشن على التوالي. كانت الحبوب النظيفة تُطحن، في الأغلب، على الرحى (لوح مسطح من الحجر ذو سطح خشن مسطح، يُستخدم مع حجر يدوي للطحن)، وكان الدقيق الناتج من عملية الطحن يخرج بدرجات متفاوتة من النعومة طبقًا للملمس والغرض المطلوب منه، ونظرًا لأن العديد من أرغفة الخبز الباقية لا تزال تحتوي على قشور، وحبوب مكسورة، وبقايا حصى، فإن هذا يشير إلى ضعف أو غياب تام للغربلة التي كانت تتم أحيانًا لإزالة الجزيئات غير المطحونة. كان الماء يُضاف فيما بعد للدقيق، كما يضاف أيضًا عامل التخمير، بالإضافة إلى النكهات التي كانت تُضاف حسب الرغبة، مثل: الملح أو التوابل أو الفواكه المجففة أو الحبوب المتشققة لعمل رغيف من القمح الكامل، أو حتى الألوان.

ووثقت العديد من جدران المقابر المصرية القديمة على مختلف العصور، عجينة الخبز المتماسكة التي يمكن تشكيلها باليد، أو العجينة ذات القوام الأكثر سيولة التي كانت تُسكب في قالب خبز طيني، مع أن العجينة الرطبة كانت أكثر شيوعًا (على الأقل خلال الدولة الحديثة)، بناءً على التحليل المجهري للخبز.

وكانت عجينة الخبز تُخبز بطرق متنوعة تغيرت بمرور الوقت، فكان الخبز يُوضع مباشرة على الرماد الساخن للنار، أو تُوضع العجينة على حجر فوق لهب مفتوح، أو في الأفران، أما على رف (أو لوح حجري) داخل الفرن، أو عن طريق لصق أقراص رقيقة ومسطحة من العجين على الجدران الداخلية للفرن (المعروف فقط في الدولة الحديثة، حوالي 1550-1070 قبل الميلاد)، أو خبزها على صاج فوق اللهب.

القرابين في مصر القديمة

وكانت القرابين في مصر القديمة جزءًا أساسيًا من الممارسات الدينية، حيث كانت بمثابة شكل من أشكال التواصل والتبادل مع الآلهة، فكانت تُقدم لهم في المعابد والمقاصير في جميع أنحاء البلاد، واعتقد المصريون القدماء أن تقديم هذه القرابين يمكن أن يحافظ على الانسجام مع الآلهة، ويضمن رضاهم، ويؤمن البركات لأنفسهم ومجتمعاتهم،

وتتكون القرابين عادةً من الطعام والشراب، وغيرها من المواد الثمينة، وكان كل منها يحمل دلالة رمزية، وكان الخبز والبيرة، من المواد الأساسية في النظام الغذائي المصري، ومن القرابين الشائعة، حيث يمثلان القوت والازدهار، بجانب الفواكه والخضروات واللحوم، التي ترمز إلى وفرة الأرض، بالإضافة إلى المواد الاستهلاكية، كما يمكن أن تشمل القرابين البخور والعطور والأشياء الثمينة مثل المجوهرات أو التماثيل.

وكانت التقدمة مصحوبة بطقوس وصلوات، مما يؤكد الطبيعة المقدسة لها، وقد لعب الكهنة دورًا حاسمًا في إجراء هذه الاحتفالات، حيث عملوا كوسطاء بين العامة والألهة، وغالبًا ما كانت هذه القرابين تُوضع على المذابح أو موائد القرابين، لتكون بمثابة نقطة محورية للحضور الإلهي.

وكانت القرابين تُقدم للموتى أيضًا كجزء من تجهيزات قبورهم، فكانت ضرورية لضمان التغذية في الحياة الآخرة في مصر القديمة. كان الطعام، مثل الخبز أو الفاكهة، يُوضع في المقابر، وكانت موائد القرابين تُنحت على جدران المقابر، مكدسة بكل أنواع الطعام فوق بعضه البعض. كان المصري القديم يعتقد أن هذا الطعام المجفف الفعلي أو التمثيلات التصويرية، سوف تنبض بالحياة رمزيًا في الآخرة لضمان حصول الموتى على القوت إلى الأبد.
 تقدمة الطعام

وكان يُعتقد في مصر القديمة أن الالهة والأموات لديهم احتياجات مماثلة لاحتياجات الأحياء، وكانوا يحتاجون إلى قرابين مستمرة من الطعام والشراب، والتي شملت أنواعًا مختلفة من الخبز والبيرة، بالإضافة إلى لحوم البقر والدواجن والماعز والفواكه والخضروات والعسل والحليب والنبيذ والماء والملح.
 تنوع المعروضات في معرض طعام المصري القديم
 ابرز تلك المعروضات هو تمثال مزدوج للملك أمنمحات الثالث، أعاد بسوسنس الأول

ويرتدي كل من هذين التمثالين شعرًا مستعارًا كثيفًا ومضفرًا ولحية عريضة بها أشرطة متوازية، وكل منهما يحمل قرابين من السمك والطيور والنباتات المائية، وهما يصوران الملك امنمحات الثالث على هيئة معبود النيل حابي الذي يجلب الطعام والحياة. وبالتالي فإن التمثال يربط بين الملك الحاكم وبين الخصوبة والرخاء.

وأضيفت النقوش الظاهرة على الجانب الأمامي والخلفي للتمثال في وقت لاحق، أي في عهد بسوسنس الأول. فخلال الأسرة 21، نقل بسوسنس الأول النصب إلى عاصمته الجديدة التي أصبحت موقع دفن ملوك هذه الفترة.

 

 

 تمثال حاملة القرابين أيضا من أبرز القطع المعروضة

وهذا التمثال يجسد امرأة تحمل سلة مليئة بالقرابين الغذائية، ويعكس أهمية القرابين في الحياة الدينية للمصريين القدماء. يُعتبر هذا التمثال مثالًا رائعًا للفن المصري القديم، حيث يظهر مهارة الفنان في إبراز التفاصيل الدقيقة للملابس والحلي التي كانت ترتديها المرأة المصرية القديمة، بالإضافة إلى أهمية دور المرأة في تقديم هذه القرابين.

لوحة جنائزية لاتبو-عا

وقسمت هذه اللوحة ذات القمة المستديرة إلى أربعة أقسام. يحتوي القسم العلوي على صيغة القرابين التي تسمح للمتوفى بتناول القرابين المقدمة للالهة في المعابد الدينية الرئيسة باسم الملك، بينما يُصور القسم الأوسط مائدة بقرابين بين إنبو-عا وزوجته، مليئة بأنواع مختلفة من الطعام. واخيرًا، تم تزيين القسم السفلي بصفين من أسلاف المتوفى صوروا في هيئة مومياوات تجلس القرفصاء.

وسجلت نقوش المعابد والمقابر العديدة انواع وكميات الأطعمة المقدمة للملك او المتوفي بما في ذلك انواع من الخبز والبيرة فضلا عن لحم البقر والدواجن والماعز والفواكه والخضروات والعسل والملح.

شكل المطبخ

وعلي الرغم من المصريين القدماء كانوا يعتمدون علي تصميمات بسيطه لمطابخهم الا انهم نفذوا تدابير عملية في بنائها فقد اعتادوا وضع المطابخ علي الجانب الجنوبي من مبانيهم للاستفاده من الرياح الشمالية السائده في مصر والتي تساعد في نفخ أبخرة الطهي بعيدا عن المنزل  وحفرًا للقمامة لإدارة النفايات بشكل فعال. 

جدير بالذكر أن العديد من عادات المطبخ وإعداد الطعام هذه لا تزال تمارس في مصر الحديثة.

وهناك نموذج يصور مطبخ مع مجموعة من العمال الإناث والذكور، بعضهم يطحن الحبوب بمدقة على بمدقة على مطاحن مستديرة ألواح طويلة لصنع الدقيق، بالإضافة إلى ذلك، يجلس الخباز أيضا أمام موقد الخبز والطبخ، كما يوجد ثلاثة جزارين يذبحون بقرة من بينهم سيدة، وهذا أمر مميز للغاية!

يبدو أن مبدأ المساواة بين المرأة والرجل كان موضع تقدير كبير في مصر القديمة، حتى في طبقة العمال، حيث نجدهم يقومون بمهامهم جنبًا إلى جنب، وهذا النموذج يشير ويؤكد على هذه الفكرة بشكل واضح حيث انهم سيحتاجون - بحسب معتقدهم - إلى الطعام والشراب في الحياة الآخرة، تمامًا كما يحتاجون إليه في هذه الحياة.

مجموعة من الأواني وأدوات الطهي

كانت الأفران غالبًا تصنع من الفخار، ولكن إذا لم يكن الفرن الثابت متاحًا، كانوا يستخدمون قرصًا دائريًا

* مولا من الفخار او نازًا صغيرة.

*كوم اوشيم (كرائيس): اوائل القرن الثالث الميلادي

* مغرفة بمقبض طويل برونز ا طيبة

- خلاط يدوي (مفراك) يتكون من عصا بأوتاد من أعلى يستخدم حاليًا لصنع الملوخية المجففة والبامد سب.

- سكين

كوم مدينة غراب (موريس)، الفيوم؛ الأسرة التاسعة عشر - الدولة الحديثة؛ سجل خاص القسم الثالث.

* حجر الرّحى

جرانيت؛ أرمنت (هرمونثيس)؛ العصر البطلمي؛ حفائر موند لصالح جمعية استكشاف مصر.

*وعاء بمقبض طويل

*نماذج من الاواني الفخارية

أرغفة من الخبز

كان الخبز في مصر القديمة يصنع بأشكال مختلفة، بما فى ذلك: الأقراص، والأكوام المستطيلة، والمخاريط، والمثلثات، وحتى أشكال الحيوانات أو البشر. توفر هذه الأشكال المختلفة رؤى ثاقبة حول عملية صنع الخبز، وغالبًا ما تكشف عن إدراج مواد مضافة مثل الكزبرة والنكهات الأخرى، بالإضافة إلى الفواكه المجففة مثل:التمر، والتين.

 كما أظهرت الاكتشافات الأثرية أن بعض أرغفة الخبز القديمة كانت تستخدم حبوبًا مطبوخة مسبقًا ومكسورة بشكل خشن
 - أربعة أرغفة خبز أو كعكة

بقايا عضوية؛ الأسرة الثامنة عشر - الدولة الحديثة؛ دير المدينة  

- أرغفة خبز طويلة

بقايا عضوية؛ دير المدينة في عام ١٩٠٦.

- قطعة خبز مثلثة

بقايا عضوية؛ الأسرة الثانية عشر - المملكة الوسطى الدير
أواني فخارية عليها زخارف مرتبطة بنهر النيل

  1. زينت هذه الجرة ببعض المناظر النباتية والقوارب، وتم تصوير القوارب بمجاديف وكبائن، محاطة بالجبال والمياه.
  2. طبق له قاعدة مسطحة صغيرة جدًا، زُخرف سطحه الداخلي بخطوط متقاطعة بالإضافة إلى أشكال لأمواج
  3. كان لهذا النوع من الأواني التي تتخذ شكل الطائر دلالة رمزية عند المصريين القدماء، وكانت تُصنع عادّة من الفخار والأحجار، وقد استخدمت هذه الأواني طوال العصور التاريخية، بدءًا من عصر ما قبل الاسرات

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية