سور من القرآن الكريم نزلت مفرقة وأخرى مجمعة، تعرف عليها
من المعروف، أن القرآن الكريم نزل مفرقا في ثلاث وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة، وعشر سنوات بالمدينة، وجاء التصريح بنزوله مفرَّقًا في قوله تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) الإسراء/106 , أي: جعلنا نزوله مفرقًا كي تقرأه على الناس على مهل وتثبت، ونزَّلناه تنزيلًا بحسب الوقائع والأحداث. وهناك من سور القرآن الكريم مَا نَزَلَ مُفَرَّقًا وَمَا نَزَلَ جَمْعًا وخلال السطور التالية سنتعرف علي سور من القرآن الكريم نزلت مفرقة وأخرى مجمعة ومعنى السورة والآية وأصلهما الاشتقاقي
معنى السورة والآية وأصلهما الاشتقاقي
السورة في الاصطلاح الشرعي هي مجموعة آيات من القرآن محدد أولها وآخرها توقيفًا، ومن مجموع السور يتألف القرآن، والآية كلمة أو مجموعة كلمات من القرآن تتألف منها السورة.
واختلف العلماء في اشتقاق كل منهما، وأصله في اللغة..
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير: واختلفوا في معنى السورة: مِمَّ هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع. قال النابغة: ألم تر أنَّ الله أعطاكَ سورَةً... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونها يَتَذَبْذَبُ.
فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة، وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلد.
وقيل: سميت سُورَةً لكونها قِطْعةً من القرآن وجزءًا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزًا، وإنما خففت فأبدلت الهمزة واوًا لانضمام ما قبلها.
وقيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سُورَةً.
قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما سُمِّي سورُ البلد لإحاطته بمنازِلِه ودُورِه، والله أعلم. وجمع السورة سُوَرٌ بفتح الواو، وقد تُجمع على سُورَاتٍ وسُوْرَات.
وأما الآية فمن العلامَةِ على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصاله، أي: هي بائنة من أختها. قال الله تعالى: { إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ } [البقرة: 248]،
وقيل: لأنها جماعةُ حروفٍ من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم.
وقيل: سُمِّيت آيةً لأنها عَجَبٌ يَعْجِز البشر عن التكلّم بمثلها.
قال سيبويه: وأصلها أَيَيَة مثل أَكَمَة وشَجَرَة، تحرَّكت الياءُ وافتتح ما قبلها فقلبت ألفًا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
وقال الكسائي: آيِيَة على وزن آمِنة، فَقُلِبت ألفًا، ثم حُذفت لالتباسها.
وقال الفَرَّاء: أصلها أَيَّة -بتشديد الياء-فَقُلِبَت الأولى ألفًا، كراهيةَ التشديد فصارت آية، وجمعُها: آىٌ وآياىٌ وآياتٌ. اهـ
وفي تفسير القرطبي: قال أبو عمرو الداني: ولا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله في الرحمن " مدهامتان " لا غير.... فإن قيل: فكيف يسمى ما جاء من حروف الهجاء في الفواتح على حرف واحد نحو " ص " و" ن " حرفا أو كلمة ؟ قلت: كلمة لا حرفا، وذلك من جهة أن الحرف لا يسكت عليه، ولا ينفرد وحده في الصورة ولا ينفصل مما يختلط به، وهذه الحروف مسكوت عليها منفردة منفصلة كانفراد الكلم وانفصالها، فلذلك سميت كلمات لا حروفًا. اهـ.
سور نزلت مفرقة وأخري كاملة من القرآن الكريم
هناك سور من القرآن الكريم منها ما نزل جملة واحدة، وأكثره من قصار السور، كسورة الفاتحة والقدر والماعون وتبت والكوثر والفيل والنصر والكافرون والإخلاص والفلق والناس وغير ذلك، ومما ذكره العلماء من غير قصار السور مما نزل جملة واحدة: سورة الأنعام والأعراف والتوبة والكهف والفتح والصف والمرسلات، على خلاف بينهم في ذلك.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله: " النَّوْعُ الثَّالِثَ عَشَرَ: مَا نَزَلَ مُفَرَّقًا وَمَا نَزَلَ جَمْعًا: الْأَوَّلُ غَالِبُ الْقُرْآنِ وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ فِي السُّوَرِ الْقِصَارِ: (اقْرَأْ) أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنْهَا إِلَى قَوْلِهِ: (مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وَالضُّحَى أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنْهَا إِلَى قَوْلِهِ: (فَتَرْضَى).
ومن أمثلة الثاني: سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبت ولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معا.
ومنه في السور الطوال المرسلات؛ ففي المستدرك (2994) عن ابن مسعود قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه: (والمرسلات عرفا)، فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ومنه سورة الصف.
ومنه سورة الأنعام ؛ فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال: " نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك ".
وقال ابن الصلاح في فتاويه: " الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبي بن كعب، وفي إسناده ضعف، ولم نر له إسنادا صحيحا وقد روي ما يخالفه، فروي أنها لم تنزل جملة واحدة، بل نزلت آيات منها بالمدينة، اختلفوا في عددها فقيل: ثلاث وقيل غير ذلك. انتهى. والله أعلم ".
انتهى باختصار من "الإتقان في علوم القرآن" (1/ 136-137).
وروى الطبراني في الكبير (449) عن أسماء بنت يزيد، قالت: " نزلت الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة ".وحسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" (3/227).
وروى النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص 415) بسند جيد عن ابن عباس قال: " سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية، إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة فهي مدنية ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ) إلى تمام الآيات الثلاث ".
- سورة الفتح، روى البخاري (4177) عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لقد أنزلت علي الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) ثم قرأ: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا).
- سورة التوبة، روى البخاري (4364) عن البراء رضي الله عنه، قال: " آخر سورة نزلت كاملة براءة ".ثم رواه البخاري أيضا (4605) بلفظ: " آخر سورة نزلت براءة... " بدون كلمة " كاملة "
وقد شكك بعض العلماء في صحة هذه اللفظة: (كاملة) وذهبوا إلى أن سورة براءة نزلت مفرقة.
قال بدر الدين العيني رحمه الله:"قوله: (كاملة) قال الداودي: لفظ: كاملة، ليس بشيء لأن براءة نزلت شيئا بعد شيء، قلت: ولهذا لم يذكر لفظ: كاملة، في هذا الحديث في التفسير، ولفظه هناك: آخر سورة نزلت براءة " انتهى من "عمدة القاري" (18/18).
ولكن جمهور العلماء على أنها نزلت دفعة واحدة كما ذكره الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (10/ 97).
- سورة الأعراف، قال في "تفسير المنار" (8/ 260):" والظاهر أنها نزلت دفعة واحدة مثلها " يعني مثل سورة الأنعام.
- سورة الكهف، قال في "التحرير والتنوير" (15/ 242):" هي من السور التي نزلت جملة واحدة ".
وغالب ما يذكره العلماء من ذلك محله الاجتهاد والنظر، والخلاف فيه معلوم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
