كلاكيت عاشر مرة.. غياب الدراما الدينية في رمضان 2025! المخرج مصطفى الشال: الأزمة الحقيقية تكمن في المنتجين الذين يرفضون المغامرة!
فى الماضى، كان رمضان موعدًا سنويًا يتجمع فيه أفراد الأسرة حول شاشة التليفزيون، يتابعون بشغف باقة من أجمل المسلسلات المتنوعة التى لم تكن تخلو من عمل دينى يسافرون معه إلى فترات زمنية من الماضي، يعيشون فى قلب الأحداث، ويستمتعون بحوارات راقية ويشاهدون أداءً مبهرًا للممثلين، ويتعلمون دروسًا وعبرًا ومبادئ أخلاقًا إسلامية، ما جعل هذه الأعمال محفورة فى ذاكرتهم، لا تمحوها السنوات، لكن منذ سنوات، اختلت المعادلة، ولم تعد قائمة مسلسلات رمضان متنوعة بالقدر الكافي، وأصبحت خالية تمامًا من الأعمال الدينية، ومع اقتراب موسم رمضان 2025، سيجد المشاهدون أنفسهم أمام عدد كبير من المسلسلات ليس من بينهم أى عمل ديني.
وعن سر هذا الغياب الواضح، قالت الناقدة الفنية حنان شومان أن بعض المنتجين يعتقدون أن المسلسلات الدينية لا جمهور لها، أو يتصورون أن مزاج الجمهور لا يميل إليها، وبالتالى لا يرغبون فى المغامرة بتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال، فضلا عن أن تكلفة هذه المسلسلات عالية للغاية مقارنة بالمسلسلات الحديثة، التى تكون تكلفتها أقل بكثير، كما أن المسلسلات الدينية تحتاج إلى المزيد من الوقت، المال، والمجهود، وفى النهاية يكون هناك شكوك حول الأصداء التى سيتركها لدى الجمهور فى نظر بعض المنتجين الذين يرون أن تقديم عملين من 15 حلقة فى الوقت الراهن سيكون أسهل وأقل وقتًا وجهدًا وتنفيذًا مقارنة بالمسلسلات الدينية.
وأشارت “شومان” إلى أن تقديم المسلسلات الدينية يتطلب “مذاكرة” دقيقة من الكتاب، ويحتاج إلى وقت ودراسة وتأن، بالإضافة إلى الكثير من المال والفكر الجديد، مؤكدة أنه إذا تم تقديم المسلسل الدينى بشكل جيد سيحقق نجاحًا، مثل بعض الأعمال التى حققت نجاحًا كمسلسل “هارون الرشيد” أو المسلسلات السورية التى كانت تجد جمهورًا لأنها جيدة، ولكن هذا يتطلب وقتًا أطول فى الكتابة ودراسة أعمق لا تتوفر للكثير من كتاب العصر الحالي، حيث إن أى مسلسل فى الوقت الراهن لا تستغرق كتابته أكثر من 4 إلى 5 شهور، وأحيانًا تتم الكتابة “على الهوا”، لكن المسلسل الدينى يحتاج إلى طريقة أخرى فى الكتابة، وإذا لم يتم كتابته بشكل جيد، قد يصبح غير مقبول.
ومن جانبه قال الفنان طارق الدسوقى إنه شارك فى العديد من المسلسلات الدينية مثل: الإمام الغزالي، الفتوحات الإسلامية، موسى بن نصير، الإمام الترمذي، الفتح المبين، وقضاة عظماء وغيرها، مؤكدًا أنه يشعر بمتعة كبيرة بهذه الأعمال لأنه يجيد اللغة العربية الفصحى ويحبها خاصة أن لها جرسًا محببًا فى أذنه، وأضاف أن هذه الأعمال الدينية أو التاريخية تلقى الضوء على فترات تاريخية مشرقة فى تاريخنا، سواء الماضى أو الحديث، وتسلط الضوء على نماذج مشرفة من القادة والزعماء والأئمة والفقهاء والعلماء الذين حفروا أسمائهم بحروف من نور فى تاريخ الأمة الإسلامية، حيث إن سيرتهم العطرة، إذا تم تقديمها من خلال عمل تليفزيوني، تصلح أن تكون نموذجًا يُحتذى به لكل الأجيال الحالية.
الدسوقى أعرب عن اندهاشه من اختفاء المسلسلات الدينية والتاريخية، مؤكدًا أنه فى الماضى كان من الضرورى أن يكون هناك مسلسل تاريخى أو دينى فى كل رمضان، مثل مسلسل “محمد رسول الله” بأجزائه، مشددا على أننا فى حاجة ماسة إلى هذه الأعمال حاليًا، لأن الأجيال الجديدة من حقها أن تعرف تاريخها ودينها، ومن حقها تعلم لغتها العربية وتعتاد على سماعها والنطق بها.
وأكد أنه يتم أحيانًا تقديم أسباب يعتبرها هو غير صحيحة تبرر غياب هذه النوعية من الأعمال، مثل القول بأن العمل الدينى أو التاريخى يحتاج إلى تكاليف كثيرة، وهو أمر غير صحيح، معللًا أن هناك العديد من الأعمال “المودرن” التى يتم عرضها كل رمضان والتى تتكلف أحيانًا من 80 إلى 100 مليون جنيه، بينما يمكن أن تتكلف المسلسلات الدينية أقل بكثير، مبرهنًا على حديثه بأن تكلفة مسلسل “الإمام الغزالي” لم تتجاوز 15 أو 20 مليون جنيه، وهو ما قد يعادل نصف أجر عدد من النجوم الذين يقدمون الأعمال الاجتماعية.
وأوضح الدسوقى أنه ليس بالضرورة أن يكون العمل الجاد “دمه ثقيلًا”، بل يمكن أن يحتوى على متعة سمعية وبصرية، بجانب المضمون الجاد، وأضاف أن العمل الجاد يحتاج إلى إبداع وحرفة، بحيث يتضمن عناصر التشويق من ديكور وملابس وموسيقى وقصة جيدة وحوار شيق وأحداث متلاحقة، مع إيقاع سريع وصورة جيدة وأماكن خلابة للتصوير حتى يجذب الجمهور.
كما تطرق الدسوقى إلى فكرة تقديم هذه النوعية من الأعمال باللهجة العامية كنوع من التبسيط، مشيرًا إلى أنها تصنع حاجزًا بين الجمهور وبين الحقبة التاريخية التى تدور فيها الأحداث وبين الشخصيات، وشدد على ضرورة وجود إرادة ورغبة فى تقديم المسلسلات الدينية، مع الحرص على التطوير عند تقديم هذه الأعمال باستخدام التقنيات الحديثة مثل أحدث كاميرات التصوير وأحدث طرق الإضاءة المتطورة.
كما أكد على أهمية استخدام عناصر الإبهار مثل الكروما والجرافيكس والخدع والحيل والملابس الجيدة والحرص على اختيار أماكن تصوير جديدة وتقديم صورة مبهرة واعتماد إيقاع متدفق بعيد عن الملل وأحداث شيقة مع رسم الشخصيات بعناية واختيار الممثلين بدقة بحيث يكون كل ممثل فى دور مناسب له مع وجود مخرج متمكن من أدواته قادر على تحقيق تناغم بين كل عناصر العمل، وقال أن كل هذا يمكنه أن يصنع عملًا “يكسر الدنيا”، فى الوقت ذاته يكون عمل دينى وتاريخى وله هدف وراقي، وهناك كثير من الأمثلة على أعمال دينية وتاريخية نجحت بصورة كبيرة ولاقت رواج وإقبال جماهيرى منقطع النظير مثل مسلسل عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد، والإمام الغزالي، ومحمد رسول الله.
واستشهد الدسوقى بآخر عمل شارك فيه من هذه النوعية عام 2016 و2017، وهو مسلسل “قضاة عظماء”، حيث حققت مشاهد منه ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع عشرات الآلاف من التعليقات، وأشار إلى أن الحوار فى هذه المشاهد صالحًا لكل مكان وزمان، ويحتوى على حكم ومواعظ والاداء كان صادقًا، وفى الأخير أعرب عن أمله فى أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الأعمال التاريخية والدينية، مشيرًا إلى أنه لا يشترط أن تكون هذه الأعمال فقط فى رمضان، لأن المسلسلات تُعرض حاليًا على مدار العام.
واتفق المخرج مصطفى الشال، الذى أخرج العديد من الأعمال الدينية الناجحة والهامة مثل: الإمام النسائي، ابن ماجه القزويني، والليث بن سعد وغيرها، مع الآراء السابقة، حيث أكد أن شركات الإنتاج تشعر بأنها ستخسر إذا أنتجت مسلسلات دينية، لذا تمتنع عن إنتاجها، فضلًا عن أن هذه الشركات تظن أن توزيع المسلسلات الدينية أمر صعب ما يدفعهم للتوجه نحو المسلسلات الاجتماعية، وأضاف أن المسلسلات الدينية مكلفة فى الإنتاج ويعتقد بعض المنتجين أن العائد منها لا يكون مجزيًا مقارنة بالأعمال الاجتماعية، حيث تتطلب هذه الأعمال ديكورات خاصة، وتصويرًا خارجيًا، وملابس وماكياج، ومع ذلك، أكد الشال أنه مستعد لإخراج أعمال دينية جديدة إذا عرض عليه مشروع لم يقدمه من قبل، مؤكدًا أن العمل الدينى بمثابة ثواب مستمر حتى بعد الممات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
