رئيس التحرير
عصام كامل

الملك فاروق، حكاية ملك مصر من يوم مولده حتى مغادرته مصر مطرودًا

ذكرى ميلاد الملك
ذكرى ميلاد الملك فاروق
18 حجم الخط

فى مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 1920 ولد الملك  فاروق ـ ملك مصر السابق ــ بقصر عابدين، آخر ملوك مصر من أسرة محمد علي، الذي جلس على عرش البلاد قبل أن تطيح به ثورة 23 يوليو لتبدأ مصر عهدًا جديدًا، والده الملك السابق فؤاد الأول، ووالدته هي الملكة نازلى.


تروي الملكة نازلي والدة الملك  فاروق لجريدة أخبار اليوم عام 1950 عن هذا الميلاد وتقول: كان الملك فؤاد يرغب في أن يرزق بطفل ذكر ليكون وليا للعهد وكان يقول: " أتمنى ولدا من صلبي وصلب إسماعيل وإبراهيم ومحمد علي لأنه سيكون سلطانا عظيما للبلاد يضمن لها الاستقلال والاستقرار، وفي يوم 11 فبراير 1920 في العاشرة مساء الأربعاء 21 جمادى الأولى 1338 كان الملك يجلس فى حجرة مجاورة لغرفتي وظل يروح ويجيء في قلق، وعندما رزقت بفاروق أسرعت وصيفتي مدام روبير رولو تقول له بالعربية مبروك ولد ولد، فبكى الملك وجاء إلى غرفتي وحمل الولد الصغير فاروق وقبله وقال: شكرا لله.

بيان خاص لإعلان قدوم ولي العهد


وأضافت نازلي: صدر الأمر السلطاني للإعلان عن الأمير ـ الملك فاروق فيما بعد ـ  وأصدر بيانا يقول فيه: لقد من الله علينا بولد سميناه فاروق ونحيط حكومتنا علما بهذا النبأ السعيد لإثباته بسجل خاص يحفظ برئاسة مجلس الوزراء وتعميم نشره في أنحاء القطر متمنيا من الله أن يجعل هذا الميلاد مقرونا باليمن والإسعاد للبلاد والعباد.

نازلى والملك فاروق 
نازلى والملك فاروق 


فرح الملك فؤاد بشدة لميلاد ولي العهد ــ الملك فاروق فيما بعد ـــ فمنح موظفو الحكومة والبنوك إجازة، وأمر بمنح طبيبه الخاص الدكتور محمد شاهين باشا ألف جنيه ذهبية، أما موظفي القصر فقد صرف لهم مكافأة شهر كاملا، وتوزيع عشرة آلاف جنيه على الفقراء ومنح 1600 جنيه هبة للجمعيات الخيرية  وذبح 800 رأس لتوزيع لحومها على المحتاجين، وجرى العفو عن بعض المسجونين، ووزعت الصدقات على الفقراء، إذ كان فاروق الابن الأصغر لوالديه الملك فؤاد الأول والملكة نازلي والولد الوحيد على أربعة شقيقات، بجانب إخوة غير أشقاء من زوجة أبيه الأميرة شيوكار التي طلقها الملك فؤاد في 1898.  


اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص، فجعله محاصرًا بدائرة ضيقة من المتعاملين معه، وكانت تلك الدائرة تضم أمه وأخواته الأميرات بالإضافة إلى المربية الإنجليزية ـ إينا تايلور ـ التي كانت صارمة جدًّا في التعامل مع الأمير الصغير، ومتسلطة لدرجة أنها كانت تعترض على تعليمات والدته الملكة نازلي فيما يختص بتربية فاروق.

الملكةنازلى مع فاروق وثلاث بناتها 
الملكة نازلى مع فاروق وثلاث بناتها 


تولى فاروق ولاية العهد وهو صغير السن، وأطلق عليه الملك فؤاد لقب أمير الصعيد في 12 ديسمبر 1933، إذ كان فؤاد ينتهز أي فرصة لتقدم الأمير الصغير الذي يجهزه لخلافته بعد رحيله إلى الشعب المصري. 

طفولة منعزلة على يد انجليزية 

ويروي الملك فاروق قصة طفولته في مذكراته التي نشرتها مكتبة الإسكندرية، ويقول: شاءت الأقدار أن تكون طفولتي منعزلة، ولم تتجاوز الإطار العام لأسلوب التنشئة المكرر في جميع الأسر الملكية، ففي الوقت الذي يبدأ فيه الأطفال العاديون في الاستقلال ذاتيًا، فإن الطفل الملكي ينعطف في مسار آخر يتسم بالصرامة والمشقة التي قد تتجاوز الحياة في أي مؤسسة عسكرية، وبالرغم من تلك القيود فربما تنسمت طفولة سعيدة لولا وجود مربيتي الإنجليزية "نايلور"، فقد كنت محبا لشقيقاتي وكن وديعات مثل بناتي، ولا أذكر أننا تشاجرنا في طفولتنا ولو مرة واحدة على الإطلاق، بينما كانت مربيتي هي أول امرأة أوروبية تترك أثرا واضحا في حياتى، فقد ملأت طفولتى بذكريات ناعمة وغمرتنى بفيض هائل من حنانها وسحرتنى بأغانيها الجميلة الهادئة التي كانت تشدو بها لإدخال السرور والمرح إلى قلبى الصغير.

ويضيف الملك فاروق فى مذكراته: كانت مربيتي الانجليزية متشددة جدا وتصر أن أرتدي البدلة كاملة حين كنت أزور والدتي في جناحها، ذات مرة في أحد أيام الصيف وكان الحر شديدا طلبت مني والدتي خلع سترتي إلا أن نايلور رفضت، وصممت أمي لكن حين عدنا إلى جناحنا نهرتني بشدة، ونهتنا عن عصيانها حتى ولو من أجل الملكة الأم.


السفر إلى بريطانيا بصحبة عزيز المصري 


أرسل الملك فؤاد ابنه فاروق إلى بريطانيا للالتحاق بكلية إيتون، وهي أرقى الكليات العسكرية هناك، وكلية وولتش للعلوم العسكرية، ولم يكن قد بلغ الثامنة عشر أحد شروط الالتحاق بتلك الكلية، لكن تم الاتفاق على أن يكون تعليم الأمير الشاب خارجها على يد مدرسين من نفس الكلية، ورافق الأمير فاروق بعثة برئاسة أحمد باشا حسنين ومساعده عزيز المصري الذي كان يثق فيه الملك فؤاد ثقة كبيرة ولهذا حاول الفريق عزيز المصري أن يجعل من فاروق رجلا عسكريا ناجحا ومؤهلا قادرا على ممارسة دوره القادم كملك لمصر، لكن تمرد فاروق على عزيز المصري وكان يميل إلى أحمد حسنين.

فاروق مع شقيقاته 
فاروق مع شقيقاته 

أثناء وجود فاروق في بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد وأصبح على فراش الموت، وعندما علم الأمير فاروق بشدة مرض والده طلب العودة إلى مصر لكن قبل أن يسافر كان فؤاد الأول لقي ربه في 28 أبريل عام 1936، وعاد فاروق في 6 مايو ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة، ونصب ملكا على البلاد وتشكل مجلس وصاية لصغر سنه وتوج ملكا رسميا فى يوليو 1937 ليحكم مصر لأكثر من خمسة عشر عاما بكل أحداثها حتى قامت ثورة يوليو 1952.

ترك البلاد والتنازل عن العرش 

في عام 1952 أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد، وبعد ذلك أن توترت الأحداث وأعلنت الجمهورية في مصر، وغادر فاروق البلاد، وتوفي في ليلة 18 مارس 1965، ووصل جثمانه إلى مصر في 31 مارس 1965 ودفن فيها بناء على وصيته.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية