والدها صعيدي وأمها شرقاوية، قصة نادية لطفي من الفن إلى السياسة ومحاولة الموساد تشويه صورتها

نادية لطفي.. فنانة صعيدية ظنها الكثيرون أجنبية الأصل، جمعت بين الجمال الشرقى والملامح الغربية، عرفت بالشهامة والجدعنة، لقبت بالصعيدية الشقراء، هى لويزا فى الناصر صلاح الدين، وزوبة العالمة فى قصر الشوق، وريرى فى السمان والخريف، وماتى فى النظارة السوداء. لها خمسة أعمال فى قائمة افضل فيلم فى السينما المصرية، رحلت فى مثل هذا اليوم 4 فبراير2020.

مواقف وطنية وسياسية عديدة على المستوى المصرى والعربى تحسب للفنانة نادية لطفى، فقد ساهمت فى رعاية مصابي حرب أكتوبر 1973، وذهبت إلى المستشفيات العامة لاستقبال الجرحى والمصابين أثناء الحرب، وكان تضامنها مع القضية الفلسطينية معلنا للجميع، حتى أنها التقت بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وذهبت معه في جولة لزيارة بعض المواقع العسكرية أثناء حصار القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان، ووثقت مجازر صبرا وشاتيلا وفضحت شارون في القنوات العالمية.

طعن إسرائيل فى وطنيتها 

ونتيجة لدعمها للقضية الفلسطينية حاول الموساد الإسرائيلي تشويه صورة نادية لطفى حين قامت إحدى الصحف المصرية بترجمة تقرير لإحدى البرامج التلفزيونية فى إسرائيل يزعم أن نادية لطفي قدمت معلومات للموساد، وقد قامت برفع قضية، وأكدت فى مذاكرتها التى حملت اسم “أنا اسمي بولا” للكاتب أيمن الحكيم أن هذه الأكاذيب انتقام من الموساد بسبب دعمها وموقفها مع القضية الفلسطينية وحصار بيروت. 

عشقت الفنانة نادية لطفي القراءة والتعامل مع الأدباء والمثقفين وكبار الكتاب والصحفيين، ومن هنا جاءت صداقتها بالأدباء إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف السباعى، وأقامت في بيتها صالونا أدبيا دعت إليه قامات أدبية وفنية على رأسهم الدكتور يوسف ادريس الذي تعمقت في قراءة رواياته وقدمت له فيلمين: على ورق سوليفان، قاع المدينة.

صعيدية من عابدين 

ولدت الفنانة الراحلة نادية لطفي عام 1937، بحي عابدين بالقاهرة، لأب مصري من قنا وأم مصرية من الشرقية، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما، وعرفت بأنها لم تمثل أدوارا ثانوية او كومبارس مثلما حدث مع معظم الفنانات لكنها بدأت بطلة من أول فيلم قدمته، كانت البداية الفنية حين اكتشفها وقدمها للسينما المنتج رمسيس نجيب فى فيلم "سلطان" عام 1959، واختار لها اسم نادية لطفى، بدلا من اسمها الحقيقى بولا شفيق، وعلى مدار أكثر من ستين عاما قدمت نادية لطفي رصيدا كبيرا من الأعمال السينمائية التي شكلت هوية السينما المصرية واحتلت أفلامها مكانة مميزة في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما مثل: الخطايا وأبي فوق الشجرة والمومياء والناصر صلاح الدين والمستحيل والسمان والخريف وغيرها.

اختار المخرج حسام الدين مصطفى نادية لطفى بطلة لفيلمه "النظارة السوداء" أمام الفنان أحمد مظهر عام 1963، تألقت بعدها على امتداد السنوات، فقدمت فيلمين مع الفنان عبد الحليم حافظ هما الخطايا، أبى فوق الشجرة، ومع شكرى سرحان قدمت أفلام: عودى يا أمى، هارب من الحياة، رحلة داخل امرأة، ومع رشدى أباظة: جريمة في الحى الهادئ، عدو المرأة، أبدا لن أعود، ومع يحيى شاهين "الإخوة الأعداء" وآخر أفلامها "الأب الشرعى" عام 1986، وقدمت عملا دراميا تليفزيونيا واحدا يحمل اسم "ناس ولاد ناس"، وقدمت عملًا مسرحيا واحدا وهو "بمبة كشر" واعتزلت العمل الفني عام 1993.

إنتاج فيلم سانت كاترين 

قامت  نادية لطفى بتجربة إنتاجية واحدة وهى فيلم "دير سانت كاترين" تقول: إنها تؤكد بإنتاجه أن سيناء مصرية مائة فى المائة، وما أسعدني أن بابا الفاتيكان أرسل لى رسالة إشادة وشهادة تقدير، لأن الفيلم يحث على السلام، وقد تكلف الفيلم وقتها 36 ألف جنيه وكنت مصممة على خروجه إلى النور.

ابتعدت نادية لطفى منذ عام 1993 عن تقديم أية أعمال فنية بسبب أوضاع السينما التى غلب عليها الطابع التجارى، إلى جانب التقدم فى السن، فبدأت عام 2003 على إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956، مركزة على أحداث الهجمات الأمريكية والبريطانية على العراق، وقالت إنها قررت إصدار كتاب يعبر عن رؤيتها كفنانة تجاه الأحداث التي تعرض لها العالم العربي حيث تعتبر نفسها شاهد عيان على هذه الأحداث، مضيفة أنها لن تكتب الأحداث ولكنها ستتحدث عنها كمواطنة، لافتة إلى أنها ستخصص فصلًا من الكتاب للحديث عن دور الفن في الأحداث التي تعرضت لها مصر، وكيف صور الفن الحروب التي وقعت على مصر ودور الفنانين في دعم الحالة المعنوية للجنود على جبهة القتال.

«نادية لطفي.. الصعيدية الشقراء».. ساهمت في رعاية مصابي حرب أكتوبر.. وثقت مجازر صبرا وشاتيلا وفضحت شارون في القنوات العالمية.. واحتلت أعمالها مكانة مميزة في قائمة أفضل 100 فيلم مصري

وزير الإسكان يصل مدينة سانت كاترين لتفقد مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم

كما عرفت نادية لطفى بمواقفها السياسية فهى تعد أحد أكثر الفنانين وضوحا من حيث المواقف السياسية، حتى وصفها كامل الشناوى باسم "مواقف لطفى" بكثرة مواقفها السياسية، كما أنها الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء فترة الحصار الصهيوني، وهى بذلك تعتبر الوحيدة التي زارت أبو عمار أثناء فترة حصاره، ولذا كرمها الرئيس الراحل "عرفات" بعد ذلك حين جاء بنفسه إلى منزلها وأهداها "شاله" تقديرا لمواقفها العروبية.

سر اعتزال المناضلة الجدعة 

وتحكى الفنانة الراحلة نادية لطفي فى مذكراتها التى صدرت باسم "اسمى بولا" عن سبب اعتزالها السينما فتقول: تأثرت صناعة السينما بعد نكسة 1967كثيرا، حتى إن أغلب النجوم اضطروا للهجرة إلى بيروت بحثا عن فرصة، واضطر بعضهم للمشاركة في أعمال أساءت إلى تاريخهم، بسبب وصول جرعات الجنس والعري والهزل في تلك الأفلام إلى مستويات غير مسبوقة وكأنها كانت مخدرا للجمهور لينسى مرارة الهزيمة الا انه وبعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار جاء نصر أكتوبر واستردت مصر كرامتها وأرضها وروحها، وكان الأمل أن تسترد السينما عافيتها كسابق عهدها، ولكن الواقع كان عكس ذلك، فقد رفعت السينما تزامنا مع الانفتاح الاقتصادى شعار كل شىء قابل للتجارة والبيع والتنازل، ورفعت الدولة يدها عن الإنتاج ودخل إلى سوق الإنتاج والتوزيع السماسرة، فظهرت سينما البوتيكات التي يحكمها قانون السوق بأن (الجمهور عايز كدة) فانتشرت أفلام الجنس والمخدرات والتفاهة وكان الهدف من كل ذلك هو ضرب الفن المصري واغتياله، ولم أرتح لهذا المناخ وقررت الانسحاب احتراما لنفسي ولمشوارى الطويل فى السينما. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.