مع الزاهدين، مظاهر من حياة عبد الرحمن بن عوف
كان عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، من أوائل من أعلنوا إسلامهم، وكان من أغنى الأغنياء في مكة، ورفض أن يكون عالة على أحد بعد أن هاجر إلى المدينة، وترك رأس ماله، واستولى عليه المشركون من قريش.. بل توجه من فوره إلى السوق، فباع واشترى وربح، وعاد غنيا كما كان قبل الهجرة.
عن أنسٍ، رضِي اللهُ عنه، قال: "قدِم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ المدينةَ، فآخى النَّبيُّ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بَينَه وبَينَ سَعدِ بنِ الرَّبيعِ الأنصاريِّ، فعرَض عليه أن يُناصِفَه أهلَه ومالَه، فقال عبدُ الرَّحمنِ: بارَك اللهُ لك في أهلِك ومالِك، دُلَّني على السُّوقِ، فربِح شيئًا مِن أَقِطٍ (من منتجات الألبان المجففة) وسَمنٍ، فرآه النَّبيُّ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بَعدَ أيَّامٍ وعليه وَضَرٌ مِن صُفرةٍ (بعض من الطيب)، فقال النَّبيُّ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مَهْيَمْ يا عبدَ الرَّحمنِ (ما الأمر)؟! قال: يا رسولَ اللهِ، تزوَّجْتُ امرأةً مِن الأنصارِ، قال: فما سُقْتَ فيها (ماذا أصدقتها)؟ فقال: وَزنَ نَواةٍ مِن ذَهبٍ، فقال النَّبيُّ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أولِمْ ولو بشاةٍ".
ويروى عن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، أنه كان يخرج عن تجارته وأرباحها، إذا شعر بحاجة المسلمين إليها.
وهناك الكثير من مواقف عبد الرحمن بن عوف التي يظهر فيها زُهده وكثره إنفاقه، فمثلا لما حضرته الوفاة بكى من بسط الدُّنيا عليه، وتذكر موقف تكفين مُصعب بن عُمير، رضي الله عنه، بِبُردة، إن غُطّي رأسه بدت منه رجلاه، وإن غُطّي رجلاه ظهر رأسه.
خُبز الشعير.. طعام الرسول
ولما جيء له بصحيفةٍ فيها خُبزٌ ولحم بكى، فسُئل عن ذلك؛ فأجاب أن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، مات ولم يشبع من خُبز الشعير، هو وأهل بيته.
ومما ساعده على اتصافه بالزُهد مُصاحبته للنبيّ، صلى الله عليه وآله وسلم، وتفكره بحقيقة الدنيا، وأنها دارُ ابتلاءٍ واختبار، وأنها طريقٌ للآخرة.
إنفاقه في سبيل الله
وكان عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، كثير الإنفاق في سبيل الله تعالى، ورُوي عنه أنه باع أرضًا بأربعين ألفًا، وأنفقها في يومٍ واحد على أُمهات المؤمنين، وفُقراء المُسلمين، وعلى أهله، وأنفق خمسمئة فرس في سبيل الله.
وأوصى عند موته بخمسين ألف دينار تُنفق في سبيل الله، وتصدّق بِنصف ماله، وأوصى عند موته بأربعمئة دينار للبدريين، وأوصى بألف فرس في سبيل الله، الأمر الذي ساعد على مُباركة الله له في ماله.
وكان يقولُ عن نفسه: "إنه لو رفع حجرًا لوجد تحته ذهبًا وفضة"، وأوصى بِثُلثي ماله لله، ولكن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، أرشده بأن يتبرع بِثُلثه فقط، ومن كثره إنفاقه قيل عنه: "أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم"، فكان جهادهُ بالمال أكثر من جهاده بالنفس؛ لِكثرة إنفاقه وتصدُقه، حتى أنه تصدّق بمئتي أوقية من الذهب تجهيزًا لجيش العُسرة في موقعة تبوك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
