رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

عادل إمام: أشعر أنني لم أحقق شيئًا في حياتي!

بالتأكيد أشعر بالسعادة والرضا لتواصل ردود الأفعال الإيجابية جدًا والمحفزة لأقصى درجة، على المقالين الأخيرين اللذين تعرضت فيهما إلى بعض تصريحات واعترافات وأسرار زعيم الفن العربي عادل إمام والتي تشرفت بالاطلاع عليها من خلال مجموعة من الحوارات الصحفية المثيرة، التي أجريتها معه على مدار سنوات طويلة، وهو ما شجعني أكثر على استكمال إعادة نشر أهم ما جاء في هذه الحوارات، لما تحتويه من آراء وقضايا وتعقيبات على درجة عالية من الأهمية والصراحة والنظرة الاستشرافية للمستقبل ما يجعلها صالحة للنشر في أي وقت.


وفي مقال اليوم استكمل باقي حوار الزعيم والذي أجريته قبل 25 عامًا، أثناء تصوير فيلم هاللو أمريكا بطولته مع شيرين وأسامة عباس وإيناس مكي، تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال.

 

لماذا الاصرار على شيرين؟

عندما بادرت الفنان الكبير عادل إمام بسؤاله عن اصراره على التمسك بالفنانة شيرين كبطلة معه للعمل الرابع في فيلم هاللو أمريكا، رغم أنها ليست من نجمات الصف الأول ولا تحظى بقبول كبير لدى البعض أجاب: إذا تم تغيير شيرين أو عديلة فلابد من تغيير بخيت أي أنا!

 

وشيرين نضجت أكثر في الفترة الأخيرة وهي موهبة جيدة خاصةً في مجال الكوميديا، لفتت نظري منذ أن رأيتها في مسرحية المتزوجون مع سمير غانم، فاحضرتها في دور تراجيدي رومانسي بعيد عن الكوميديا بفيلم الإرهابي، وقلت لها أريدك أن تمثلي مثل جولييت ونجحت جدًا، ومن ثم رشحتها لدور عديلة في ثلاثية هذه الأفلام، وتأكدت من صواب اختياري مع نجاحاتها، وها هي في الجزء الثالث ستثبت بالتأكيد أنها وصلت إلى مرحلة مهمة من النضج الفني.

أفلام الشباب وهنيدي وأنا

وعن هوجة أفلام الكوميديا ونجومها الشباب التي ظهرت بقوة وقتها قال الزعيم: لا توجد هوجة كوميدية ولا حاجة، فهذه الأفلام لا تتجاوز 3 أو 4 على الأكثر، والناس أحبتها جدًا وأحبت نجومها من شباب الكوميديا، وأنا سعيد بذلك، لأنهم بهذه الأفلام ساهموا في تنشيط حركة السينما واقتصادياتها، إذن لماذا نهاجمهم على الفاضي والمليان؟ ممكن نوجهم دون تجريحهم والنيل منهم من قبل الذين عاملين أنفسهم أكاديميين ومنظرين!


أما البعض الآخر من الذين يعتبرون أنفسهم نقاد وهم ليسوا كذلك، ويرددون كلام مضحك لا ألتفت إليه ولا يضايقني بالمرة، عن أن نجوم الكوميديا الشباب الجدد بزعامة محمد هنيدي سحبوا البساط مني، فأقول لهم لا أحد يأخذ مكان أحد أو يمسح أحد أو يسحب البساط منه وهذا على مر العصور في السينما.. 

 

فأنا لم أخذ مكان أستاذي فؤاد المهندس ولا هو أخذ مكان العملاق نجيب الريحاني وهكذا، وعلى أية حال لو دقق مروجو هذه الأحكام الساذجة في كلامهم فإنهم سيجدون أنفسهم يمدحونني باعتباري المقياس والسقف الذي يحاول أي فنان كوميدي الوصول إليه! 

وعمومًا أنا تعودت على الهجوم والنقد خاصةً في الفترة الأخيرة ولا مشكلة في ذلك لدي، فأنا واثق بنفسي وأعمالي ونجاحاتي وجمهوري والحمد لله.

هذا مستشاري ولا أشعر بالندم

وردًا على سؤال للفنان عادل إمام مفاداه أنه إذا كان لديه مستشارون في الفن، فإنهم قد اخطأوا النصيحة له والدليل عدم تحقيق أفلامه الأخيرة للنجاح المعتاد عليه: نفى الزعيم ذلك بشدة مؤكدًا أن هذه الأفلام لم تفشل..

 

ومن ناحية أخرى أشار إلى أنه ليس لديه مستشارون وأنه لا يستشير سوى إحساسه وعقله وخبرته وتجاربه ونبض جمهوره، وأحيانًا قد يستشير أسرته.. زوجته وأولاده، فيطلب من كل منهم قراءة سيناريو فيلم مثلًا بمفرده ثم يعلن له رأيه، ويوضح فعلى سبيل المثال محمد ابنه الأصغر هو من رشح له الممثل ضياء عبد الخالق لدور مسئول الجامعة الإسلامية في أمريكا ضمن أحداث فيلمه الجديد هاللو أمريكا فشكره وكافأه على هذا الترشيح.


وعندئذ قلت له معنى ذلك أنك راض تمامًا عن مشوارك الفني الطويل حتى الآن ولم تشعر بالندم على أي عمل قدمته طواله، بادرني قائلًا: الحمد لله منحني الله أشياء عديدة لم أكن أحلم بها، من حب جماهيري جارف وشهرة عريضة ونجاحات متتالية.. 

ولم يكن في أعمالي أو حياتي الشخصية ما أندم عليه أو أخجل منه، وأنا بطبعي لا أعرف الندم ولا أحبه ولا أحب من يخطئ نفس الخطأ مرتين، ولا من لا يتعلم من أخطائه، ولكنني أحيانًا أشعر أنني لم أفعل شيئًا في حياتي وأرغب في تحطيم شرائط أعمالي!

فرحة رامي

أخيرًا سألت الزعيم عادل إمام عن شعوره بعد نجاح نجله الأكبر رامي في إخراج مسرحية بودي جارد فأجاب: أنا حقيقي فرحان جدًا بنجاح رامي فنجاحه أهم من نجاحي وألذ طعمًا، وأن قرار اختياري له كان صائبًا تمامًا، فهو لم ينبع من البيت، بل من خلال مشاهدتي لعرض جزيرة القرع بمسرح الهناجر.. 

 

 

ورامي صاحب رؤية بصرية رائعة ويجيد ضبط الحركة على المسرح بشدة 'الميزانسين' كما أنه واضع موسيقى العرض وفيلمي الجديد أيضًا، ولكن هذا لا يمنع من أنني اختلفت معه أكثر من مرة في البروفات، وقمت من ضيقي بتحطيم بعض الكراسي بالمسرح، لأنه تعبني كثيرًا وأصر على تنفيذ آرائه، ونفس الوضع فعله مع المنتج سمير خفاجي والمؤلف يوسف معاطي، ولكنني في النهاية سعيد جدًا بنجاحه وبشخصيته القوية.

الجريدة الرسمية