رئيس التحرير
عصام كامل

ما مصير أعمال الكافرين؟ الشيخ الشعراوي يوضح (فيديو)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

سورة النور، أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة النور، مصير أعمال الكافرين والتي شببها الحق سبحانه وتعالى في الآية الكريمة بالسراب.

سورة النور الآية 39

قال تعالى: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ».

سورة النور الآية 39

تفسير الشيخ الشعراوي للآية 39 من سورة النور

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: الحق تبارك وتعالى يريد أنْ يلفت أنظار مَنْ شغلتهم الدنيا بحركتها ونشاطها عن المراد بالآخرة، فيصنعون صنائع معروفٍ كثيرة، لكن لم يُخلصوا فيها النية لله، والأصل في عمل الخير أن يكون من الله ولله، وسوف يُواجَه هؤلاء بهذه الحقيقة فيقال لأحدهم كما جاء في الحديث: «عملت ليقال وقد قيل».

جزاء أعمال الكافرين

وتابع الشعراوي: لقد مدحوك وأثنَواْ عليك، وأقاموا لك التماثيل وخَلَّدوا ذِكْراك؛ لذلك رسم لهم القرآن هذه الصورة: «والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمآن مَآءً حتى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا»، «أَعْمَالُهُمْ»، أي: التي يظنونها خيرًا، وينتظرون ثوابها، والسراب: ما يظهر في الصحراء وقت الظهيرة كأنه ماء وليس كذلك، وهذه الظاهرة نتيجة انكسار الضوء، و(قِيعة): جمع قاع وهي الأرض المستوية مثل جار وجيرة، وأسند الفعل «يَحْسَبُهُ»، إلى الظمآن؛ لأنه حاجة للماء، وربما لو لم يكُنْ ضمانًا لما التفتَ إلى هذه الظاهرة، فلظمئه يجري خلف الماء، لكنه لا يجد شيئًا، وليت الأمر ينتهي عند خيبة المسعى إنما «وَوَجَدَ الله عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ»، فوجئ بإله لم يكُنْ على باله حينما فعل الخير، إله لم يؤمن به، والآن فقط يتنبه، ويصحو من غَفْلته، ويُفَاجأ بضياع عمله.
 

الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

اليأس بعد الإطماع

وأضاف الشيخ الشعراوي: إذن: تجتمع عليه مصيبتان: مصيبة الظمأ الذي لم يجد له رِيًا، ومصيبة العذاب الذي ينتظره، كما قال الشاعر: كَما أبرقَتْ قَوْمًا عِطَاشًا غَمَامَةٌ ** فَلمَّا رأوْهَا أَقْشَعَتْ وتَجلَّتِ، وسبق أن ضربنا مثلًا لهذه المسألة بالسجين الذي بلغ منه العطش مبلغًا، فطلب الماء، فأتاه الحارس به حتى إذا جعله عند فيه واستشرف المسكين للارتواء أراق الحارسُ الكوبَ، ويُسمُّون ذلك: يأْسٌ بعد إِطْماع، لذلك الحق تبارك وتعالى يعطينا في الكون أمثلة تُزهِّد الناس في العمل للناس من أجل الناس، فالعمل للناس لابد أن يكون من أجل الله. وفي الواقع تصادف مَنْ ينكر الجميل ويتنكر لك بعد أنْ أحسنْتَ إليه، وما ذلك إلا لأنك عملتَ من أجله، فوجدت الجزاء العادل لتتأدب بعدها ولا تعمل من أجل الناس، ولو فعلتَ ما فعلتَ من أجل الله لوجدتَ الجزاء والثواب من الله قبل أنْ تنتهي من مباشرة هذا الفعل.

وأكمل الشعراوي: وفي موضع آخر يُشبِّه الحق سبحانه الذي ينفق ماله رياء الناس بالحجر الأملس الذي لا ينتفع بالماء، فلا ينبت شيئًا: «كالذي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ الناس وَلاَ يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ على شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين» (البقرة: 264).
 

إبهام الموت

وأتم الشعراوي: وقوله تعالى: «والله سَرِيعُ الحساب»، فإياك أنْ تستبعد الموت أو البعث، فالزمن بعد الموت وإلى أن تقوم الساعة زمنٌ لا يُحسَب لأنه يمرُّ عليك دون أن تشعر به، كما قال سبحانه: «كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا» (النازعات: 46)، والله تعالى أخفى الموت أسبابًا وميعادًا؛ لأن الإبهام قد يكون غاية البيان، وبإبهام الموت تظل ذاكرًا له عاملًا للآخرة؛ لأنك تتوقعه في أي لحظة، فهو دائمًا على بالك، ومَنْ يدريك لعلَّك إنْ خفضْتَ طرْفك لا ترفعه، وعلى هذا فالحساب قريب وسريع؛ لذلك قالوا: مَنْ مات فقد قامت قيامته.

اقرأ أيضا:

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية