اقتراح للحكومة.. أسبوع للسعادة في مصر!
صدر أمس عن الأمم المتحدة تقرير السعادة العالمي -يصدر سنويا- واشتركت فيه 140 دولة، نحن من بينها بالطبع، وفى التقرير احتفظ شعب فنلندا بلقب أسعد شعوب العالم للسنة السابعة على التوالي، ومن بعده الدنمارك ثم آيسلندا ثم السويد، وعربيا جاء الشعب الكويتي الشقيق أسعدنا جميعا، أما مصر ولبنان وأفغانستان ففى مؤخرة التقرير، وبصريح العبارة نحن التعساء رقم 127، عالميا ورقم 12 عربيا!
يصدر التقرير منذ عام 2012، ومن اللافت للانتباه خروج الولايات المتحدة وألمانيا من خانة الشعوب السعيدة لأول مرة منذ عشر سنوات.
تكون الشعوب سعيدة حين يكون هناك حكومة تعمل على إسعادهم، هدفها الأول والأخير الإنسان، المواطن، كل التشريعات لخدمته، كل الموظفين لخدمته، لا يشعر بالظلم، يحصل على الأجر الكافى، يتمتع بالحرية، دخله يكفيه ويدخر منه، يشعر بالأمن الاجتماعى، تكفله الدولة إن افتقر وتعطل عن العمل.
الشعوب الإسكندنافية إذن، فنلندا وأيسلندا والدنمارك والسويد هم أسعد شعوب الأرض، يقابل موجة السعادة العارمة هناك، محيطات كاملة من التعاسة في المنطقة العربية، بل وفى الشرق الاوسط. الكويت الشقيق يتصدرنا سعادة ونحن سعداء لأنهم سعداء، والقطريون في المرتبة التاسعة والعشرين، ونحن سعداء لأنهم إخوتنا السعداء.
السعادة لكل بيت مصري
ومع ذلك فإن التعاسة عنوان كل بيت عربى، بسبب المجازر الاسرائيلية ضد أتعس شعوب الأرض قاطبة، اخوتنا الفلسطينيون، فهؤلاء تحت الذبح يوميا وتحت التدمير، وفي مجاعة كاملة، يأكلون علف الدواب، والدنيا تتفرج منزوعة الضمير!
لماذا نحن تعساء فى مصر؟ هل يفرح الأغنياء فقط؟ ألا يفرح الفقراء ومتوسطو الحال؟ ليس الثراء هو العامل الوحيد لجلب السعادة لكنه بالطبع مؤشر مؤثر جدا، ونحن في مصر مرت علينا سنوات عجاف، عصيبة، كنا نسخر مما يجرى لنا ونضحك، ونرسل النكات، وننكت علي بعضنا البعض، ونهزم الاحزان والحوجة بأن نقهقه، ولا ننحنى.
تكالبت علينا المصائب، واحتشدت لنا المخاطر، واتحدت علينا كارثة بعد كارثة، وصار هم المصريين الأول الطعام.. للمرة الأولى فى حياتنا، صار الطعام همنا الاول، عمرها ما حصلت أن عزت علينا اللقمة!
كانت لقمة العيش مصونة محفوظة، تدبرها الحكومة، ولا يشعر الشعب كم تحملت لتوفيرها، كأي أب يعمل ليل ونهار، ويدبر لبيته خزينه وطعامه اليومى.. انكشفنا أمام بعضنا البعض، وصار الكلام عن نقص الطعام وغياب المال مدعاة للتعاسة وتبادل الهموم، وانتشار العصبية، والخناقات العائلية، وفي الحى الواحد.
تسألوننا عن السعادة هل ذاق المصريون لها طعما؟ هل عاشوها؟ ذقنا طعم النصر، نعم ذقنا طعم استرداد الوطن من عصابة الإخوان والعملاء.. نعم. لكن هل ارتحنا ماديا، وتوفرت لكل بيت حاجاته الكاملة ومصاريفه التى تكفيه وتفيض قليلا؟ كلا!
لم يعرف المصريون طعم السعادة.. لأن الانتقال من الترتيب رقم 127 إلى رقم 50 أو 40، يحتاج حكومات تطلق طاقات الناس وتحفزهم وتجمعهم على هدف نهائي.. الكفاية والعدل!
شعار ناصرى وأنا لست ناصريا! نعم هو كذلك.. نحن بحاجة إلى الكفاية وإلى العدل في توزيع الثروة الوطنية..
وحتى يتحقق ذلك، أقترح على الحكومة الحالية تخصيص شهر، أو أسبوع، شعاره السعادة لكل بيت مصرى، لا اعرف كيف ستسعدنا هذه الحكومة، لكن اعلان الدولة عن اسبوع للسعادة في مصر، سيخلق حالة تفاؤل وبهجة، ويمكن استغلاله سياحيا..
مجرد اقتراح..