رئيس التحرير
عصام كامل

انسفوا المنظومة الرياضية

عندما تتصدى للكتابة في قضية ما.. فلا تكتب وأنت منفعل، اهدأ ثم اكتب حتى لا يبعدك انفعالك عن الموضوعية، هذا ما تعلمناه ونسعى قدر المستطاع لتحقيقه.


بعد مشاهدتي لمباراة أمس بين مصر والكونغو.. كنت منفعلًا شأن الملايين الذين تعلقت فرحتهم بأقدام لاعبي المنتخب، وبمدرب واتحاد كرة طالما اخترعنا لهم الأعذار لنبرر خطاياهم، أجلت الكتابة إلى الصباح تمشيًا مع القاعدة (لا تكتب وأنت منفعل) لكني اكتشفت أن الساعات الفارقة بين متابعة المباراة والكتابة ليست كفيلة بإعادة الهدوء إلى نفسي حتى لو تضاعفت عشرات المرات وتخللها بضع ساعات من النوم.

Advertisements


صحوت وأنا أكثر انفعالًا، ومشاهد عدة تجترها ذاكرتي، وآخرها مشهد أمس، حيث اتخذت ركنًا في (الكافية) لأتمكن من متابعة المباراة وحماسة عشرات الشباب والأسر الذين حجزوا أماكنهم مبكرًا أمام الشاشة، تناسى الجميع أخطاء ثلاث مباريات سابقة، وأخذوا يصفقون ويهللون لفريق فقد حماسته ومدرب يتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى كما يقول المثل الشعبي.

بدأنا كعادتنا في المباريات الثلاث السابقة بالهزيمة، أتجول بنظراتي بين زملائي المتابعين لأجد الأعصاب مشدودة، وحركة الأبدان لا تتوقف إلا بتوقف الكرة، ثم أنظر إلى اللاعبين لأرى تراخيًا ولا مبالاة، ومديرًا فنيًا يعمل بمنطق السبوبة.

تعادلنا فهللنا، وبدأت خيالاتنا تأخذنا إلى الفوز، ثم جاء الانكسار عندما أطاح أبو جبل بالكرة، ومعها أطاح بأحلام الملايين.. انصرف جمهور الكافيه حزينًا، وكان يأمل في فرحة.


ويأتي مشهد زيارة الرئيس السيسي للمنتخب قبل البطولة ليكون حاضرًا، ماذا يريد اللاعبون والجهاز الفني واتحاد الكرة أكثر من هذا دعما؟

 
أما نصائح أعضاء مجلس إدارة إتحاد الكرة بدعم المنتخب، والتوقف عن النقد، واستمرار التشجيع رغم النتائج الهزيلة.. فزادت من عصبيتي بعد مباراة الأمس.. ما الذي يريده منتخبنا ليكون على مستوى المسئولية وجديرًا بتمثيل مصر؟ وماذا يريد اتحاد الكرة؟ ومن أتى بهذا المدير الفني الذي يتقاضى راتبًا هو الأعلى إفريقيًا؟


هذه التساؤلات تقودنا إلى نتيجة حتمية، وهي نسف المنظومة الرياضية، ومحاسبة القائمين عليها، ثم بناء منظومة جديدة، حتى لو كلفنا ذلك التوقف عن المشاركة في الأنشطة الكروية الدولية لفترة طويلة.


نحن بحاجة إلى منظومة رياضية تليق بمصر، منظومة لا تعرف الواسطة، ولا المحسوبية، ولا الشللية.

basheerhassan7@gmail.com

مواد متعلقة

الجريدة الرسمية