رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: عصام الحضري (سد مصر العالي) أفضل حارس في تاريخ أفريقيا، (كل يوم حكاية من كأس الأمم)

عصام الحضري، فيتو
عصام الحضري، فيتو

مجرد أن تكتب اسم عصام الحضري عليك الاعتراف بأنه يحتل الصفحات الأولى من تاريخ كرة القدم المصرية بعد أن حقق إنجازات صعب على أي حارس يحققها فهو سد مصر العالي وأفضل حارس في أفريقيا وصنع ما لم يحققه الآخرون.
الفيفا والكاف يعرفان قدر الحضري وقيمته التاريخية... تفوق على الجميع بجهد وعرق طوال مشوار حافل بالإنجازات وبالتالي فإن هذا الحارس العملاق خارج المنافسة مع أي حارس آخر ومن الظلم أن تقول من أفضل حارس في تاريخ الكره المصرية؟! لأن الأرقام والبطولات تقول الحضري ثم بعد ذلك تقول السؤال الأصح : من أفضل حارس في تاريخ الكره المصرية بعد عصام الحضري؟!
عصام كمال الحضري شاب مصري صنع أسطورته بعرق وجهد وتحد لا يقدر عليه سوى الكبار وهو القادم من قرية كفر البطيخ بمحافظة دمياط ليصنع التاريخ ويؤكد أن الموهبة لا يستطيع أحد أن يقف أمامها.
عرفت عصام الحضري في تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد في عام 1994 وقد لا يعرف الكثير أنه انضم للمنتخب الأول قبل أن ينضم للمنتخب الأولمبي في 94 وكان يقود المنتخب الوطني الكابتن محسن صالح ويدرب الحراس رحمة الله عليه الكابتن حسن مختار وكنت في ذلك الوقت مكلفا بتغطية أخبار المنتخب وفوجئت بأبو أميرة (كابتن حسن مختار) يقول لي إنه ضم حارسا سيكون أفضل حارس في مصر فطلبت أن أعمل معه حوارا صحفيا وكان الفريق يعسكر في فندق المقاولون العرب فوق الإستاد، وذهبت إليه في غرفته وأجريت معه حوارا كان الحوار الأول في تاريخ الحضري وتم نشره في جريدة الأحرار ثم بعد ذلك سيل من الحوارات في كل وسائل الإعلام.
ومن الوهلة الأولى عرفت أن رقم 2 لا يوجد في قاموس الحضري ولا يقبل إلا أن يكون نمبر وان... ومنبر وان بالجهد والعرق وغير ذلك لا يوجد في قاموسه ولم يدخل في تحد مع أي حارس إلا وكسبه.
ورأى الكابتن محسن صالح أن يحصل الحضري على فرصته مع أقرانه في المنتخب الأولمبي والذي كان يعتبر الجيل الذهبي للكرة المصرية بما يضمه من أحمد حسن وحازم وعبد الستار وغيرهم الكثير.
وكان مصطفى كمال هو الحارس الأول في هذا الفريق ولكن لم تنته التصفيات الأولمبية إلا والحضري هو الحارس الأول بلا منازع بعد أن أشرف على تدريبه الخبير فكري صالح.
التقيته مرة في أحد فنادق الإسماعيلية حيث كنت أغطي بطولة رفع الأثقال فوجدته حزينا وعندما سألته قال إنه ما زال يبحث عن الفرصة لإثبات ذاته وقتها لم أنصحه إلا بالصبر ليقيني في موهبة هذا الحارس العملاق.
مرت الأيام وانتقل للأهلي ودخل في حرب مع ذاته من أجل إثبات نفسه فأمامه العملاق شوبير وعدد من الحراس ولكنه تربع في النهاية ليكون حارس الأهلي الأول حتى عندما فكر النادي الأهلي بالاستعانة بنادر السيد كان مستوى عصام الحضري حائلا دون أن يلعب أساسيا.
انطلق الحضري ورفيقه الكفاح في منتخب مصر الأول ليتم اختياره من قبل الكابتن الجوهري في قائمة أمم أفريقيا 98.
وهنا حكاية سمعتها من الراحل الجوهري نفسه تبين وتوضح طموح هذا العملاق منذ البداية فبعد فوز المنتخب في أول مباراتين وضمن التأهل للدور التالي ذهب الحضري إلى كابتن فكري صالح وطالبه بأن يحصل على فرصته ويلعب تلك المباراة ولكن ما إن سمع الجوهري بذلك حتى هدد الحضري بعودته إلى مصر لأن الحارس الذي بدأ البطولة هو من سينهيها... التزم بالأمر وتم تقليده بأول ميدالية ذهبية لأول بطولة أمم لفريقيه في تاريخه.
ثم تأتي الثلاثية... كان نجم الشباك الأول فيها بحسم عدد من المباريات فيها بركلات الترجيح ليكتب في سجله أربع بطولات أمم أفريقية لم يحققها حارس آخر في مصر أو أفريقيا أو حتى على مستوى العالم.
الحضري نمبر وان شاء من شاء وأبى من أبى... وإذا كان الموجودون الآن في اتحاد الكرة لا يعرفون ذلك فسيأتي يوم يتم فيه تكريم هذا العملاق بالشكل الذي يليق به.
إذا كنتم تتحدثون عن أساطير... فالحلقة اليوم كانت عن أسطوره كبيرة في عالم كرة القدم الذي أصاب نجوم العالم باليأس من اختراق شباكه... وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول لصديقي الغالي عصام الحضري (ارقص يا حضري).
 

Advertisements
الجريدة الرسمية