رئيس التحرير
عصام كامل

يريني الخيرات.. بابا حنين (22)

في المزمور الرابع لداود النبي نجد أنه ينقل واقعنا في الوقت الحالي من خلال ما كان يقوله الناس في وقته، إذ يقول في العدد الرابع: "كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟»"، وهو ما نفعله في أوقات كثيرة ونظن أن الله بعيد جدًا كبعد السماء عن الأرض ولا يستمع لنا ولا يجيب صراخنا نحوه.

 

بل وفي المزمور أيضًا نرى أن داود النبي لم يكن خاليًا من الضيقات والتجارب، بل هو أيضًا كان يصرخ ويصلي لله في التجارب ويطلب منه أن يسمع له ولصلاته إذ يقول: "عِنْدَ دُعَائِيَ اسْتَجِبْ لِي يَا إِلهَ بِرِّي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي. تَرَاءَفْ عَلَيَّ وَاسْمَعْ صَلاَتِي".

Advertisements

 

ولكن عندما نتأمل في صلاة داود النبي وتسليمه لله في التجارب والضيقات، نجد أنه يسلم لله كما الطفل الواثق في أباه الذي يرعاه ويهتم به ويعرف أنه لن يتركه ولن يتخلى عنه بل يعطيه ما يتمناه ويزيده، ويكون للمرء الذي يسلم لله طمأنينة لا تنتزع وسلام لا يتزعزع لأنهم من يد العلي القدير، فيتهلل قلبه مثل داود النبي ويقول: "بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي".

 

فالله يا صديقي لا يترك قلبًا ارتفع له، وعيون تعلقت نحوه، بل يتحنن ويسدد احتياجاتهم ويعطي من خزائنه التي لا تفرغ ويتحنن بحنانه الذي لا ينضب ولا يفرغ، فلا تنظر للضيقة المحدودة وتجهل قوة الله غير المحدودة والتي لا يمكن أن تغلبها مجرد ضيقة وقتية، فهو يحبك ويدبر حياتك بأفضل شكل وأفضل صورة فهو بابا حنين.
Instagram: @pwagiih

الجريدة الرسمية