رئيس التحرير
عصام كامل

خطف الأطفال.. الجريمة الأبشع.. مواقع إلكترونية تعرض البشر والسعر يصل لـ200 ألف جنيه.. إحصائيات المراكز المتخصصة تكشف حجم الكارثة.. وخبير أمنى يكشف طرق ضبط الجناة

خطف الأطفال،فيتو
خطف الأطفال،فيتو

«ابنى اتخطف».. جملة قصيرة باتت منتشرة فى الآونة الأخيرة، وفى حروفها القليلة تحمل جحيمًا لا يطاق لأب ملهوف وأم تكاد تُجن، فهما لا يعرفان أى مصير سيختاره الخاطف لفلذات أكبادهم، بين موت لعدم تحصيل الفدية أو بيع لعاقر وضياع هوية أو متاجرة به كسلعة يتلقفها الشحاذون لاستدرار عطف الناس مقابل إيجار يومى، تشتعل النار فى قلب الأهل منذ إدراكهم أن طفلهم قد اختطف فعلا، وأنهم لا يشاهدون فيلما دراميا غامضا مجهول النهاية أو يعيشون كابوسًا سيستيقظون منه، لتبدأ الحيرة بين الاستجابة لتحذيرات الخاطفين فى حالة الفدية وبين الإقدام على الإبلاغ لدى الشرطة.

Advertisements

 

وخلال الفترة الماضية أثار موقع إلكترونى، يحمل اسم «سوق العرب»، ضجة كبيرة، لتبنيه فكرة بيع الأطفال، فى حين أعلن المجلس القومى للطفولة والأمومة، التابع لوزارة الصحة والسكان، أنه توصَّل إلى أحد مرتكبى بيع الأطفال بمصر من خلاله، ويعرض الموقع أطفالا للبيع، يتراوح سعرهم بين 30 ألف جنيه و200 ألف جنيه للطفل؛ يحدد السعر كون الطفل المعروض ذكرًا أو أنثى، وحسب الحالة الصحية ولون الشعر والعينين والبشرة، حاملًا شعار «لدينا أطفال للبيع من كل الأعمار للراغبين فى التبنى والشراء».

وعلى الرغم من أنه لم تصدر أية أرقام رسمية حول هذه الجريمة منذ عام 2015، والتى كانت تشير إلى أن عدد حالات خطف الأطفال فى 2015 بلغ 412 حالة، لكنّ تقريرا صادرا عن المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة مؤخرًا أوضح أن الريف يحتل المرتبة الأعلى فى معدل انتشار الظاهرة، لتدنى مستوى الخدمات وتفشى الفقر مقارنة بالمدن، وكذلك رصد المجلس القومى للأمومة والطفولة عددًا أكبر خلال الربع الأول من هذه السنة، حيث خرجت الأرقام لتسجل وجود 125 حالة خطف وإتجار بالأطفال، وذلك حسب آخر إحصائيات رسمية.

القاهرة المركز الأول

واحتلت القاهرة المركز الأول بكل من مناطق «مصر الجديدة - مدينة نصر» فى بلاغات الخطف، تلتها الجيزة، وفى الوجه البحرى تصدرت الشرقية والقليوبية المشهد، وحصدت سوهاج المركز الأول ضمن محافظات الوجه القبلى فى عدد حالات الخطف. وتتراوح أعداد الأطفال المخطوفين سنويا بحسب المجلس القومى للأمومة والطفولة 1300 طفل.

كما أن آخر رقم رسمى صدر من خط نجدة الطفل وقوع 412 حالة اختطاف فى مصر بمعدل حالتين فى اليوم، وأشارت دراسة صادرة من مركز المصريين للدراسات، إلى أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف طفل مفقود فى مصر حتى هذه اللحظة.

ووفق دراسة لـ»الائتلاف المصرى لحقوق الطفل» ارتفعت حالات اختطاف الأطفال التى تم رصدها من قبلهم لـ300 إلى 400 طفل سنويا، وتشتمل دوافع اختطاف الأطفال ما بين «المطالبة بفدية من الأهل - تجارة الأعضاء - التسول القسرى - ذبح الأطفال المخطوفين من المنقبين عن الآثار كطقوس إجرامية لتقديمهم قرابين للجن».

التشريع القانوني

بدوره، أقر البرلمان تعديلًا تشريعيًا غلظ فيه عقوبة خطف الأطفال، لتصل إلى الإعدام أو السجن 25 عامًا (مؤبد)، لمن يخطف طفلًا إذا اقترنت جريمة الخطف بمواقعة المخطوف أو هتك عرضه.

وأكد التعديل أن «كل من يخطف طفلًا من غير تحايل ولا إكراه، يعاقَب بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات. أما إذا كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية، فتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن 15 عامًا ولا تزيد على 20 عامًا».

ويرجع اللواء معز الدين محمد السبكى مساعد وزير الداخلية لمباحث الأحداث الأسبق، أسباب هذه الجريمة منها على سبيل المثال الحصول على المال، ثانيا الانتقام، ثالثا، فى تجارة الأعضاء البشرية. رابعا، لاستغلالهم فى التسول والدعارة والفجور، خامسا للاعتداء عليهم جنسيا واغتصابهم، كما أنه أيضًا توجد أسباب طارئة.

وفسر «السبكي» هذه الأسباب وظروفها بأنه مثل ثراء الأسر أو إهمالهم فى رعاية أطفالهم مما يجعل خطفهم وسيلة لتحقيق مآربهم، وبعض الأسباب المذكورة لها تشكيلات عصابية، منها المحلية ومنها الدولية كتجار الأعضاء البشرية، كما أنه يتحقق خطف الأطفال إما بالتخطيط المسبق كالحصول على الفدية لأن الخاطفين يقومون بجمع المعلومات عن أهله ومتابعة تحركات الطفل لاختيار الفرصة المناسبة لخطفه، أو التوجه للأماكن المزدحمة وخطف الأطفال، وكذلك انشغال الأهالى بأعمال التسوق والشراء، حيث يتابع المجرمون تحركات الأهالى فى هذه الأماكن، كما أنهم أيضًا يقومون باختيار الأطفال الأصحاء، وأيضًا مظهرهم ولبسهم الجذاب، ومنهم من يقترب من أهالى الأطفال وافتعال صداقة أو حجج كالمساعدة فى الاهتمام بالطفل أثناء قيام والدته بالشراء أو افتعال مشاجرة بين الخاطفين لتحقيق تجمع جماهيرى يؤدى إلى انشغال الأهالى برؤية المشاجرة وخطف الأطفال أو تخديرهم لسهولة السيطرة عليهم وعدم افتضاح أمرهم.

ونصح مساعد وزير الداخلية الأسبق الأهالى بالاهتمام برعاية أطفالهم ومتابعتهم فى جميع تحركاتهم والتنبيه على العاملين بالمدارس بعدم تسليم أولادهم لأى شخص إلا الذى يحددونه، وأن يقوموا بمتابعة مواعيدهم وأن يعلم الأهالى كافة المعلومات عن أصدقائهم.

التسول الأخطر

وتعلق الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، بأن التسول يعد أكبر وسيلة لانتشار ظاهرة اختطاف الأطفال، لذلك يجب عمل عقوبات رادعة من جانب الحكومة وتجريم عملية التسول تماما وخاصة الأطفال.

وطالبت «منصور» المجلس القومى للطفولة بعمل حملات توعية مجتمعية بالحفاظ على الأطفال وتوعية الأسرة وكيفية الحفاظ على أطفالهم، وعمل برامج توعية كثيرة على السوشيال ميديا.

ونصحت أستاذ علم الاجتماع المواطنين بعدم التعامل مع المتسولين وخاصة الأطفال منهم، لأن هذا يعد نوعا من أنواع إيذاء الطفل وليس التعاطف مع الطفل، كما أن الأهالى عامل أساسى، لذا يجب معاقبة الأهالى إذا لم يتم توفير سبل الأمان لأطفالهم، لأنه يعد نوعا من أنواع الإهمال الجسيم.

وعن الحالة النفسية للطفل الذى كان مخطوفا، يقول دكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، إنه بحسب سن الطفل، كما أنها تختلف من طفل لآخر، بمعنى كل ما كان الطفل أصغر سنا تكون الأمور إلى حد ما أسهل، والعكس كلما ارتفع السن ارتفع الإدراك، وتكون الأمور أكثر تعقيدا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية