رئيس التحرير
عصام كامل

هل مصر مستهدفة؟

السؤال يتردد منذ أحداث يناير 2011 وحتى وقتنا الحالي، وإذا جاءت الإجابة بنعم مصر مستهدفة.. وضع السائل المجيب في خانة المدافعين عن نظام مبارك، وأنه عدو لشعب ثار على الظلم والاستبداد، هذا عندما كان السؤال يطرح أثناء وعقب ما جرى في يناير وما تبعه من تداعيات.


وإذا جاءت الإجابة في فترة حكم الإخوان.. نعم مصر مستهدفة، كان المجيب عدوًا للإخوان، ووضعه السائل في خانة الفلول المستفيدين من نظام أسقطه الشعب.


وفي الوقت الحالي إذا جاءت الإجابة بنعم.. مصر مستهدفة، يهم السائل بوضع المجيب في خانة المحابين للنظام والمدافعين عنه، والمرحبين بشراء هذه الترسانة من الأسلحة.

Advertisements


وفي الحالات الثلاث التي طرح فيها السؤال (أحداث يناير وفترة حكم الإخوان والوقت الحالي) كانت إجابتي.. نعم مصر مستهدفة، وقبل أن يضعني السائل في واحدة من الخانات الثلاث.. أحيله لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيجدور ليبرمان منذ أيام، والتي توعد فيها مصر، وقال لابد أن تدفع مصر الثمن، لأن حركة حماس تحصل على الأسلحة من حدودها مع مصر والمتمثلة في محور فيلادلفيا.

 

الجائزة الكبري

 أعقب تصريحات ليبرمان.. تصريحات أخرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، قال فيها إن منطقة محور فيلادلفيا الحدودية بين مصر وغزة ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل.


وقبل الاثنين.. اعتاد وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش على اتهام مصر أنها كانت السبب في حصول حماس على أسلحة في الماضي، وطالما طالب هذا الوزير المتطرف بتهجير أهالي غزة عبر الحدود المصرية.


تعالوا نضع هذه التصريحات للوزراء الثلاثة، ومعها تصريحات مشابهة لساسة إسرائيليين مع تصريحات أخرى سبقت أحداث يناير بسنوات، وتحديدًا قبل شهور من غزو أمريكا للعراق، وفيها برزت عبارة (مصر هي الجائزة الكبرى) وكانت ضمن تقرير كتبه لوران مورافيتش في الواشنطن بوست عام 2002 عندما قال إن الحرب على العراق خطوة تكتيكية ستغير وجه الشرق الأوسط والعالم، والسعودية هدف إستراتيجي، أما مصر فهي الجائزة الكبرى في نهاية الطريق.


وبرز مصطلح الجائزة الكبرى أيضًا عام 1996 في تصريحات لليهودي المتطرف ريتشارد بيرل، أو أمير الظلام كما أطلق عليه البعض، وهو أبرز من دعوا لغزو العراق، وقال العبارة التي قالها مورافيتش (العراق هدف تكتيكي، والسعودية هدف إستراتبجي، ومصر هي الجائزة الكبرى).

 
 بعد أحداث يناير2011.. كتب الصحفي جون كارني في صحيفة cnbc الأمريكية (هل يذكر أحدكم مصر الجائزة ؟) وقال الصحفي إنه كان يندهش من الزج باسم مصر في قائمة الدول المستهدفة، لكن بعد أحداث يناير عاد إلى التقرير الذي نشره مورافيتش في الواشنطن بوست عام 2002 ليصل إلى عنوان مهم، هو (الحالة المخيفة.. مصر) وقال إن الوضع في مصر قابل للانفجار.


الربط بين كل هذه التصريحات وما جرى في الدول المحيطة.. وما يجري في السودان حاليًا، ثم محاولات إبادة غزة وتهجير سكانها إلى سيناء، وتصريحات اليمين المتطرف، وتصريحات الرئيس السيسي منذ سنوات والتي قال فيها إن مصر لن تكون الجائزة الكبرى.. 

 

 

 كل هذا يؤكد أن مصر مستهدفة، ويزيد استهدافها كلما كانت عصية على التفكك، وكلما تماسك جيشها وظل موقفها الرافض للحرب على غزة وتهجير أهلها، وكلما أجهضت ما يحاك لها من مؤامرات.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية