رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: ما بين الطعمية والكبسة مخطط شيطاني لإلهاء أمة العرب!!

زغلول صيام،فيتو
زغلول صيام،فيتو

على مدار أيام ماضية لم يكن هناك حديث إلا عن الكبسة والطعمية بمصطلحات أهل الكرة وهم يقصدون بالطعمية النادي الأهلي الذي يمثل مصر ويقصدون بالكبسة نادي اتحاد جدة الذي يمثل المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال لقائهما بمونديال الأندية ومنذ إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية وقد تعالت النكات من هنا وهناك وكأنها لم تكن مباراة كرة قدم انتهت.
ولكن من الواضح أننا أصبحنا أسرى لمخطط شيطاني هدفه الأساسي تفريغ أمة العرب من أي مضمون جاد وحقيقي وتحولت قضيتهم الأساسية إلى منافسات في كرة القدم دون أن يكون هناك مضمون حقيقي لوحدة العرب وراء هدف أساسي وهو البحث عن كيفية انتشالهم من وضع الضياع والانقسام الذي يعيشونه.
ليس سيناريو الطعمية والكبسة هو الأول ولن يكون الأخير فقد شهدنا من قبل تعكير مزاج العلاقات بين مصر والجزائر من قبل وقبلها مع ليبيا وأي مباراة بين فريقين عربيين تبدو وكأنها معركة حربية وليست مباراة رياضية.
الأزمة الحقيقية أن معظمنا ينجرف وراء هذا المخطط الشيطاني لا فرق بين متعلم وجاهل.. بين مثقف وأمي.. دون أن يكون هناك عاقل يدرك هذا المخطط ويحاول أن يقول كلمة عقل بين هذا وذاك.
السعوديون الحقيقيون يدركون الدور الذي قام به المصريون به في بناء السعودية الحديثة والمصريون العقلاء يعرفون دور السعودية في رفع مستوى المواطن المصري الذي ذهب إلى هناك وعاد محملا بالأموال التي بني بها بيته وعلم أولاده وبالتالي فإن مباراة كرة قدم لن تكون سببا في إفساد علاقات امتدت منذ بداية الحياة.
هناك عدو يستفيد من الخلاف في مثل تلك الأمور التافهة لدرجة أنه وقت المباراة كانت هناك غارات على الأشقاء في فلسطين وغطت المباراة على كل شيء لأننا انشغلنا بالكبسة والطعمية وتركنا أخواتنا يفعل بهم العدو كما يحلو له.
ليتنا تعلمنا من الخواجات الذين يدربون أو النجوم الذين جلبهم الاتحاد السعودي كيف تكون الروح الرياضية؟! وكيف أن الجميع يسلم على بعضه بعد انتهاء المباراة والكاسب هم هؤلاء على أرضية الملعب من لاعبين ومدربين وبعض الجماهير التي تذهب للاستمتاع وليس التعصب البغيض.
قد يرى البعض أن ما أقوله مجرد شعارات ولكنها للأسف الحقيقة المرة.. لوطن عربي انشغل بالتفاهات على حساب قضايا أساسية والمستفيد الوحيد هم أعداء تلك الأمة التي يدركون أنها لو انتبهت لنفسها لن يقف أحد في طريقها.
على قادة العرب التنبه لمثل تلك المخططات الشيطانية وتكبيل الشياطين الذين يحاولون نسف كل القيم بفلوس تغري النفوس الضعيفة.. ولن تقوم لنا قائمة إلا بترك التفاهات والتفرغ لقضايا أكثر أهمية.. هذا مجرد رأي ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 

الجريدة الرسمية