رئيس التحرير
عصام كامل

توسيع قوة المهام المشتركة.. تفاصيل خطة بايدن لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر.. مستقبل غامض للناتو مع القرار الأمريكي.. وخبراء يكشفون المخاطر

البحر الأحمر، فيتو
البحر الأحمر، فيتو

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة  الأمريكية تسعى لتوسيع القوة البحرية متعددة الجنسيات بالبحر الأحمر لحماية السفن من التهديدات الحوثية.

توسيع القوة البحرية متعددة الجنسيات

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي مُطلع  على الأمر أن  “العديد من الدول لها مصلحة في منع تعطيل الشحن التجاري عبر هذا الجزء من العالم”، مشيرا إلى أن هذه النقطة أكدها مسؤولو الإدارة للدول الأخرى خلال محادثات توسيع القوة البحرية، نقلا عن وكالة أنباء "العالم العربي".

ووصف المسؤول الجهود الأمريكية بأنها طموحة إلى حد كبير، مشيرا إلى عدم وجود جدول زمني واضح حتى الآن، حيث يقوم الحلفاء والشركاء بتقييم كيفية مشاركتهم، وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن المناقشات حول توسيع القوة تجري بنشاط.

 وبدوره قال  الدكتور علي عبدو، الأكاديمي اللبناني والباحث  في الشأن الدولي، في تصريحات لـ"فيتو" تعليقا على مخطط الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع القوة البحرية متعددة الجنسيات بالبحر الأحمر بزعم حماية السفن من التهديدات الحوثية، أن أمريكا تسعى  لتوسيع القوى البحرية المتعددة الجنسيات في البحر الأحمر دون أن تطلق تفاصيل واضحة حول الخطة المرسومة أو أن تحدد سقف زمني لتطبيق هذه الخطة.

 وتابع الباحث الأكاديمي، أنها حددت الهدف المعلن وهو حماية المدن التجارية من هجمات أبناء اليمن الحوثيين في البحر الأحمر نصرة لغزة، فالولايات المتحدة تعول على أهمية  هذا الممر التجاري للعديد من دول العالم،  فيما أيضا الحوثيين يعولون علي أهمية هذا الممر على الصعيد التجارة الدولية وتأثير ما يقومون به بشكل مباشر على حرب غزة  وتداعياته في تراجع الكثير من الدول خصوصا من لها مصالح تجارية عبر البحر الأحمر في وقف الدعم لإسرائيل والتحول باتجاه إيجاد حل لهذا الصراع  أو علي الأقل الضغط لوقف إطلاق النار في غزة.

Advertisements

وأضاف: “من الواضح أن فكرة توسيع القوة البحرية مازالت في بدايتها وقد بدأ الأمريكي  يتحرك لتقييم موقف الدول التي من الممكن أن تشارك في هذه القوة  والتفاهم حول الدور  والعديد في إطار تعزيز القوى المشتركة الموجودة  (CTF-153 والتي تشكل مهامها باب المندب وخليج عدن من الخروقات الأمنية وفق الرؤية الأمريكية”.

ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الموضوع؟

 بالتأكيد هي في المدى القريب تحاول تأمين  الحماية التجارية لإسرائيل ربطنا بالحماية الدبلوماسية والقانونية والدعم الاقتصادي والعسكري، والذي كان آخرها قبل يومين استخدام حق النقض "فيتو " لإبطال مشروع وقف إطلاق النار في غزة  خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، وهي بالتأكيد ستستفيد استراتيجيا علي المدى الأبعد، خصوصا أنها تحضر لمرحلة مابعد حرب غزة من توسيع نفوذها علي الممرات البحرية ونظرا لأهميتها الجيوستراتيجية وتحضيرا لتمرير مشاريعها المرسومة للمنطقة وإعادة تموضع قواتها مع الحلفاء تمهيدا لمواجهة التحديات الكبري التي تهدد سيطرتها علي النظام العالمي.

 أما عن إمكانية نجاح الولايات المتحدة فإنه من الواضح أن الدول الحليفة بدأت تتراجع وتخشى من خطورة ما يحدث على أمنها القومي وذاتها الإقليمي والدولي تحديدا الدول الأوروبية، فيما يبدو أن الولايات المتحدة باتت مصرة على المضي قدما منفردة في دعم إسرائيل وقد ظهر هذا الأمر في عملية التصويت الأخيرة لمجلس الأمن الدولي.

وأوضح أن المشكلة  تتمثل في أن الولايات المتحدة لم تذهب يوما إلى معالجة الأسباب الحقيقية لما يحدث ولا تريد الاعتراف او التنازل بأن المشكلة في الكيان الإسرائيلي وليس العكس، لأن لا يمكنها التنازل عن شريانها الحيوي ألا وهو الكيان الإسرائيلي  وهنا الخطورة في الموضوع، فهي اليوم تحاول إيصال رسالة بأن الحرب على غزة مستمرة وأن خيوط هذه الحرب وتجذراتها سواء في لبنان أو العراق أو اليمن هي قيد المتابعة والدراسة  كما أنها تدرس كيفية التعامل معها.

وأضاف: أيضا الولايات المتحدة ترفض حل الدولتين ولا تحترم إرادة الشعب الفلسطيني ولا تهمها حتى هذا الشعب في تقرير مصيره، وتؤكد أيضا أنها تنقلب على المبادئ والقيم والأخلاق التي تدعيها وإنما الهدف الأول والأخير هو حماية أمن إسرائيل والحفاظ علي هذا الكيان.

هل ستتفاعل دول الناتو تحديدا مع الولايات المتحدة في خطواتها القادمة 

وتابع:السؤال اليوم لما نشهده من تطورات الحرب علي غزة هل ستتفاعل دول الناتو تحديدا مع الولايات المتحدة في خطواتها القادمة ومنها توسيع القوة الموجودة في البحر الأحمر، أما أن هذه الدول ستضغط علي الولايات المتحدة باتجاه الذهاب  حل الصراع ووقف الحرب التي باتت تهدد السلم والأمن الدولي وفقا لأمين عام  الأمم المتحدة، لأنه في حال مضي الولايات المتحدة في سلوكياتها فهي قطعا تزيد من احتمالات توسيع رقعة الحرب وزيادة العمليات الامنية والعسكرية في المنطقة والعالم وليس الحد منها كما تدعي، كما أنها ستزيد من الضرر اللاحق علي حلفائها وربما تحول منطقة البحر الأحمر إلى منطقة مشتعلة نظرا لأهمية هذه المنطقة علي أكثر من صعيد، وبالتالي ستعطي الفرصة لمن يقوم بمواجهة أو بمحاربة إسرائيل وأيضا من ينافس الولايات المتحدة في إدارة هذا العالم  لتوسيع نفوذها واستغلال أي خطأ أمريكي قد يؤدي إلى فتح ثغرة قد تستفيد منها روسيا والصين.

قال الدكتور كرم سعيد الباحث المتخصص بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"فيتو " تعليقا علي مخطط الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع القوة البحرية متعددة الجنسيات بالبحر الأحمر بزعم حماية السفن من التهديدات الحوثية، أن الولايات المتحدة الامريكية توجه في ادراة المخاطر في منطقة البحر الاحمر.

وأوضح الباحث المتخصص بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الولايات المتحدة تسعي بشكل مستمر لتضخيم الخطر من خلال التأكيد على أن الحوثيين في تهديدهم للملاحة البحرية لا يقتصر فقط على إسرائيل، وإنما يمتد إلى أكثر من 10 دول.

وتابع: الأمر الثاني هو أن الولايات المتحدة الأمريكية  سعت الي تصدير سلبية للحوثيين وأنهم جماعة ارهابية، أما الأمر الثالث هو  محاولة إظهار أو الدفاع عن حق العمليات العسكرية في قطاع غزة والتأكيد علي أن إسرائيل تدعم نفسها وذلك في محاولة لتبرير طرحها في ما يتعلق بتأمين خطوط الملاحة في الشرق الاوسط. 

وأشار كرم سعيد إلى أن الولايات المتحدة ترتكز على عدة محاور  أولها محاور تحشيد تأييد إقليمي ودولي لعملية تأمين الملاحة في البحر الأحمر وتوسيع التنسيق مع الدول الداعمة للتوجهات الأمريكية في ما يتعلق بدعمها لإسرائيل وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، وهو ما ظهر في قرار بريطانيا بإرسال سفن لتأمين الأوضاع في البحر الأحمر والأمر الثالث هو إرسال المزيد من القطع العسكرية في محيط البحر الأحمر وباب  المندب لتأمين عملية  الملاحة، أما الأمر الرابع هو محاولة الضغط على القوى الإقليمية والدول المشاطئة للبحر الأحمر بالمشاركة في عملية التأمين سواء بشكل إجرائي عبر الدعم العسكري أو تعزيز إدانتها لممارسات الحوثيين في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.

 

 جدير بالذكر أن  مليشيا الحوثي باليمن  أعلنت السبت الماضي،  أنها ستمنع كافة السفن المتجهة لإسرائيل من أي جنسية من المرور إذا لم يدخل قطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء، محذرة من أن هذه السفن  ستصبح هدفا مشروعا  لها إذا لم يتحقق ذلك.

 مخاوف من تهديد الحوثي للتجارة العالمية 

وفي الولايات المتحدة، يخشون أن تشعل الحرب بين إسرائيل وغزة الشرق الأوسط بأكمله، ويعتقدون أن الحوثيين يهددون التجارة العالمية بأكملها.

ومنع الحوثيون اليوم سفينة شحن مبحرة باتجاه إسرائيل من الوصول إلى وجهتها، ولم تستجب السفينة لتحذيرات الحوثيين، وعلى إثر ذلك أجبروها على العودة إلى المكان الذي جاءت منه، بحسب ما أوردت صحيفة هان نيوز.

آليات خطة بايدن لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين في البيت الأبيض  الخميس الماضي: “إن تركيزنا هو ضمان وجود أصول عسكرية كافية لردع تهديدات الحوثيين للتجارة البحرية في البحر الأحمر وفي المياه المحيطة به فالاقتصاد العالمي تضرر بشكل كبير".

وتابع "سمعنا بالفعل بعض الاهتمام تجاه هذا الأمر من العديد من الشركاء الرئيسيين”، لكن لم يحدد أيًا من الدول الأخرى "ذات التفكير المماثل".

وقال البنتاجون  الخميس الماضي إن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان لمناقشة تهديدات الحوثيين لحرية الملاحة في البحر الأحمروقد أجرى الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، محادثة مماثلة مع نظيره الفرنسي.

وأوضح ميك مولروي، مسؤول البنتاجون خلال إدارة ترامب والذي يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط، إن استخدام قوة أمن بحرية لحماية الممرات المائية في المنطقة يعد فكرة جيدة لكن العثور على عدد كافٍ من السفن لتنفيذ المهمة بفعالية قد يمثل تحديًا.

وقال: "يمكن للولايات المتحدة أن تفعل الكثير من ذلك، لكنها قد تحتاج إلى نقل السفن من مناطق أخرى".

وقال جريجوري جونسن، وهو زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الوضع ترك للولايات المتحدة خيارات محدودة.

وأضاف أن إدارة ترامب صنفت الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، لكن إدارة بايدن تراجعت عن ذلك جزئيا لأنه كان سيحد من القدرة على تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية