رئيس التحرير
عصام كامل

اسمه ابراهام.. اسمها راشيل

تنبيه هام.. هذا المقال لا يتحدث عن شخص بعينه، وإنما هو حديث المكبوت في المطلق..

قد تجد اسمه المدون في بطاقة الهوية خالد أو إبراهيم أو طارق، لكنه فى الحقيقة اسم زائف، اسم حركى لا يعكس هويته الأصلية، لا يكشف عن انتمائه الخفى وعقيدته التى يقاتل من أجلها، ويثبط الآخرين عن القتال والمقاومة دون عقيدتهم.. في الحقيقة اسمه قد يكون ابراهام أو كوهين أو ليفى!

 

قد تجد البعض ينادونها بسحر أو داليا أو حتى فاطمة أو أى إسم يحمل ملامح مصرية أو عربية، لكنه في حقيقتها تصلح لتكون راشيل أو ثامار أو ليا.. هن وهم من المتصهينين والمتصهينات العرب الذى يحملون كل ضغينة وكراهية وحنق وعداوة ضد المقاومة في غزة.. 

Advertisements

 

ويحلمون بإنهاء كل مظهر من مظاهر الثبات والنضال ضد العدو وضد الاحتلال، يهيمون بكل قاتل مستبد أفاك أثيم، يسعدون بإبادة شعب كامل ودولة محتلة منذ 15 مايو 1948، يبثون سمومهم بكل إخلاص مثلما وصفهم العلامة الراحل عبد الوهاب المسيرى فى موسوعته الأشهر اليهود واليهودية  الصهيونية.. 

 

يهودي وظيفى يعيش وسط مجتمع مسلم عربى بهوية موثقة، لكن القلب محتل بالعداوة تجاه كل ما هو إسلامي وعربى، يتعايشون ويرتزقون من أموال تل أبيب أو رعاتها، قد تأتى الأموال من قنوات فضائيه مشبوهة أو حتى منابر ممولة لأصحاب لحى زائفة.. 

 

قد تأتى من صحف مغرضة أو حتى جمعيات نسوية وجندرية تهتم بتقويض كل مظهر إسلامي ودعامة أسرية ثم نشر الشذوذ تحت مسميات واهية كالمثلية والكويرية!

المقاومة إرهابا!

تجد هؤلاء ينعقون في كل فضائية وعلى مواقع التواصل يشجبون ما يسمونه إرهابي من فصائل المقاومة الفلسطينية تجاه المدنيين في مستوطنات العدو، متغافلين بأن المصطلحات هنا تحتاج لضبط، فلا يوجد مستوطنات في فلسطين المحتلة بل هى مستعمرات على أرض منهوبة، محتلة ومغتصبة من قبل عصابات صهيونية وضيعة أخذتها بالقتل والدماء والتزوير..

 

وأن من يسكنون تلك المستعمرات ليسوا مدنيين بل لصوص أوطان، سرقوا بيوت ومقدرات وأراضي غيرهم، كما أن جميع من يحمل جنسية كيان العدو يحمل السلاح علانية فكيف يكون مدنيا وكيف يكون من يقاومهم إرهابيا!

 

خطيئة حماس من وجهة نظرهم

هنا المعادلة صفرية عن عمد، فالمتصهين العربى يسعى لإثبات أن كل المقاومة في فلسطين هى حماس، خاصة بعدما باعت حركة فتح القضية وباعت نفسها بثمن بخس بعد إتفاقية أوسلو في أوائل التسعينات وأصبحت جزء من حكومة الإحتلال بكل وضوح ووقاحة أيضا.. 

 

هنا ظهرت حماس كحرة مقاومة إسلامية، وكانت تلك هى حجة كل متهصهين ولا دينى وعلمانى متطرف، فطالما حملا حركة مقاومة تطلق على نفسها إسم إسلامي، فهى حركة متطرفة، بينما لا يوجد أدنى تطرف فى قتل عدو ينتهك حرمة بيتى ويغتصب حرماتى.. 

 

ثم إن كل من فى غزة يقاوم العدو، مسلمين وغير مسلمين حركيين وعوام.. فهل كل هؤلاء حماس، وإن كان ذلك كذلك فحماس إذا أوقى من أى دولة عظمى حتى تستطع أن تقاوم أكبر ثلاث قوى معتدلة فى العالم على أرضها وبدون جيش نظامى!

إنها العقيدة

أغلب هؤلاء لا يعرفون عن الإسلام سوى إسمه وعن الوطنية سوى جواز سفر الدولة، فلا يؤمنون بأن هناك عقيدة يحارب بها ومن أجلها شعب أعزل، يستوى عنده الموت مع الحياة، فإما عز وكبرياء الأحرار وإما الشهادة.. 

 

 

حتى أطفالهم يلعبون لعبة الشهيد، يسمعون دوى القنابل في أفنية بيوتهم ومدارسهم ثم يكملون اللعب وإن جاء الموت فأهلا بها ما دام المرؤ حرا، وإن جاء العدو الجبان فقتاله قربى وضمان للجنة.. شجاعة لا يعرفها متصهينو ومتصهينات العرب الذين غمرتهم الخيانة بوحلها وقذارتها فأنستهم الدين والعقيدة والخلق والوطنية وخلعت عنهم ورقة توت الإنسانية فأضحوا عرايا تماما.
Fotuheng@gmail.com

الجريدة الرسمية