رئيس التحرير
عصام كامل

نقطة تحول!

أكثر من أربعين يومًا ولا تزال غزة تقاوم الدمار والحصار وقد خذلها العرب والعجم، ورغم ذلك فلا يزال لسان حال رجالها ونسائها وأطفالها الصمود والصبر والحمد وهو ما أدهش الغرب، فخرجت شعوبه تنتصر للمظلومين في غزة التي تكابد مآسى مهولة، ستكون حتمًا نقطة تحول تاريخية للمنطقة والعالم أجمع.. 

 

ذلك أن ما جرى ولا يزال سيطرح سؤالا مفصليًا: هل سيعود العالم بعد 7 أكتوبر إلى ما كان عليه قبله.. هل يمكن الثقة في المنظومة الدولية وخصوصًا مجلس الأمن الذي فشل وعجز عن وقف إطلاق النار في غزة على مدى أسابيع، حملت من الآلام ومشاهد الدمار ما يفوق احتمال أي بشر؟!

Advertisements


ما فائدة مجلس الأمن إذا لم يكن قادرًا على حفظ الأمن والسلم الدوليين بسبب الفيتو الملعون.. والأهم منع جرائم حرب كبرى موثقة صوتًا وصورةً، تتناقلها الشاشات ليل نهار دون أن يرف للمجتمع الدولى جفنٌ؟!  حتى الأمم المتحدة باتت عاجزة عن حماية منشآتها وموظفيها في غزة من بطش آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية التي لا تقيم للعالم ومنظماته الدولية وزنًا ما دامت تتحصن بالحماية الأمريكية والدعم الغربي اللامحدود بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؟!

مصير نتنياهو


هل يمكن للغرب تحديدًا أن يعود مجددًا ليحدثنا عن حقوق الإنسان تلك الورقة السياسية البغيضة التي دأب على توظيفها بما يخدم مصالحه؟! وكيف يفعل وقد كان داعمًا سافرًا لإزهاق الحق في الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ومن لم يمت منهم بالقصف والحرق والتدمير العسكري مات جوعًا أو خوفًا وهلعًا؟! 

 

بأي وجه سوف ينظر في المرآة قادة الغرب الذين نافقوا إسرائيل بلا حدود.. ماذا يقولون لأبنائهم وعوائلهم؟ هل ماتت حقوق الإنسان وجرى دفنها في غزة.. هل تكون غزة مقبرة لدعاوى حقوق الإنسان كما ستكون مقبرة لأحلام نتنياهو ومستقبله السياسي؟ كما ستدفع إدارة بايدن هى الأخرى حتمًا ثمن انحيازها الأعمى وسوء إدارتها للأزمة بل وتحريضها لإسرائيل بالمضى في سفك الدماء واستهداف المدنيين.. 

 

حتى أنها رفضت أي هدنة إنسانية، بل وتبنت بلا تردد السردية الإسرائيلية الكاذبة بأن ضرب مستشفى المعمداني كان بأيدي المقاومة وليس بصواريخ أمريكا التي منحتها لإسرائيل، قبل أن تعود الإدارة نفسها لتغيير لهجتها والتخفف من وطأة الانحياز الأعمي لنتنياهو..

 

الذي لم يجد مفرًا سوى الهروب للأمام بإطالة أمد الحرب، وممارسة مزيد من القتل والتدمير لغزة وأهلها؛ أملًا في اقتناص أي نصر زائف ينقذ به نفسه، من مغبة الفشل السياسي الحتمي والسقوط المدوى الذي ينتظره في قادم الأيام وما يتبعه من حساب وعقاب ومحاكمات ربما تلقي به في غياهب السجن.

 

 

صمود أهلنا في غزة  ضد الجرائم الوحشية هو من سيجيب على تلك الأسئلة الصعبة.. كل الدعوات لأهلنا الصامدين بالنصر والثبات ضد مؤامرات التهجير وصمت القريب والبعيد.. وللحديث بقية!

الجريدة الرسمية