رئيس التحرير
عصام كامل

اليماني.. مقاتلة على الهواء

دون تفخيم أو تعظيم، تبقى قناة الجزيرة سيدة قنوات الأخبار عالميا، خصوصا في أوقات الحرب والأزمات، تنوع مصادر الجزيرة وديناميكيتها يمنحها القدرة على النفاذ إلى عمق الحدث والقدرة على التغطية الشاملة التي لا يضاهيها أية قناة في كوكب الأرض.

أقول ذلك بمتابعة دقيقة عبر فيها القائم بالاتصال بالجزيرة عن هول وروع الحرب الدائرة الآن على أرض العزة في غزة فما دون الجزيرة قنوات يختلط فيها السم الصهيوني داخل سطور القصص الخبرية بشكل فج، حيث نرى من وجوه الصهاينة أكثر مما نرى من وجوه المطحونين في غزة الأبية.
 

Advertisements


تابعت كيف أدارت الإعلامية المدهشة حياة اليماني عندما استضافت مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لاري كورب، الذي بدأ حواره بالحديث عن أطفال الكيان المحتل مقطوعي الرؤوس فلم تمض المذيعة في طريق الإنصات دون مقاطعته بقولها: أرجو أن تشركنا هذه الصور.. 
سقط الرجل في مستنقع الكذب وهو يحاول الخروج من المأزق، فلم يكن من حياة اليماني إلا أن رفعت تليفونها المحمول وعلى شاشته أطفال فلسطينيون وقد قتلوا بدم بارد وهي تقول له: إذن أشاركك أنا هذه الصور.
 

ذكاء حياة اليماني


حاول الرجل أن يفلت زمام المبادرة من حياة اليماني بالحديث عن الفظائع التي ارتكبها مقاتلو حماس وهي تقف له بالحجة الدامغة والبرهان القاطع عن مجازر الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وهي تحادثه عن الدعم الأمريكي في قتل الأبرياء وهو يتوه منها ويضيع ثم يعود محاولا النفاذ إلى مساحة إدعاء كاذبة دون جدوى.


كان الحوار الواعي مدهشا للغاية وهي تطرحه أرضا، وهو يكاد يستسلم، ثم يعود مرة أخرى إلى الكذب فتحاصره حياة اليماني بذكاء في إدارة الحوار حتى خر معترفا لها بأن الرئيس بايدن ظل لسنوات يرفض لقاء نتنياهو بالبيت الأبيض وأنه لم يلتقيه إلا في نيويورك بالأمم المتحدة.


استطاعت حياة اليماني أن تهزم الكذب الأمريكي بالضربة القاضية ولم يأخذ مساعد وزير الدفاع في يدها كما نقول بالمصرى "غلوة"، واعترف بأن نتنياهو ليس رجل سلام واعترف بحق المدنيين في الحماية ولم يكن أمام الرجل إلا لحظات ليعترف بجريمة بلاده ضد أطفال غزة، فأنهت اللقاء وحققت نصرا عظيما.
 

 


قليلون هم من يملكون القدرة على إدارة حوار على الهواء مباشرة ولديهم مثل هذه القدرات الإعلامية التي تميز محاورا عن غيره، وقليلون هم من يذاكرون قضاياهم قبل الخروج على جماهير عريضة، وأخيرا أقول إن الجزيرة هي الوحيدة التي تصف ضحايا غزة بالشهداء دون غيرها من قنوات يقال إنها عربية!

الجريدة الرسمية